ر.ر
أسباب تأرجح سد النهضة بعد الهبوط الأخير
في ظل المخاوف الكبيرة المحاطة بمشروع سد النهضة الإثيوبي، أكدت دراسة حديثة على أن سد النهضة يمكن أن يكون قنبلة موقوتة، تنتظر الإنهيار في أي لحظة، حيث أكد الدكتور هشام العسكري، أستاذ علوم البيانات والاستشعار عن بعد، في جامعة تشابمان بالولايات المتحدة الأمريكية أن صور الأقمار الصناعية أثبتت وجود هبوط أرضي في عدد من القطاعات في هيكل سد النهضة، موضحا أن معدلات الأمان فى سد النهضة منخفضة وتحتاج إلى دراسات دقيقة ومستمرة خاصة مع الملء الكبير للسد.
وأوضح العسكري، في دراسة علمية عن استخدام الصور الرادارية عرضها في جلسة أسبوع القاهرة الرابع للمياه، أن الدراسة تم إعدادها باستخدام الأشعة الرادارية والأقمار الصناعية التي أوضحت أن هناك تحركا ما بين الانخفاض والانزلاق لقطاعات السد والسد المساعد له.
وأضاف أن الدراسة علمية بحتة وشارك فيها عدد كبير من الباحثين من العديد من الجامعات الدولية ومن مصر، باستخدام صور الأقمار الصناعية الرادارية فى رصد تحرك طبقات الأرض أسفل السد، مشيرا إلى أنه برصد الصور وتحليل البيانات ظهر خطر بيئي جديد لسد النهضة، يتمثل في تلوث في مياه بحيرة السد بسبب الغطاء النباتي الذي غطته المياه في البحيرة عقب الفيضان الأخير.
وأكد أنه ثبت رصد هبوط رأسي ومستمر فى نقاط محددة، وحركة مستمرة أسفل هيكل سد النهضة، حيث يقع السد بشكل كامل داخل الصدع الافريقى الشرقى كما يوجد العديد من البراكين وأحزمة الزلازل التي تمر داخل الهضبة الإثيوبية.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن أثيوبيا وأراضيها، تعاني العديد من المشاكل، موضحا أن هناك العديد من المشروعات على الأنهار داخل أثيوبيا تعرضت لانهيارات أرضية مثل مشروع جيبا 2 والذي حدثت فيه نفس المشاكل مرة أثناء البناء، ومرة أخرى بعد الأفتتاح بـ 10 أيام، وكان ذلك بسبب الفيضانات الشديدة جدا وما تسببه من ضغط على السدود، وارتفاع نسب الطمي.
وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن مشروع سد تيكيزي على نهر عطبرة تعرض لفيضان شديد تسبب في موت 47 شخصا منهم 3 من عمال السد، وذلك قبل اكتمال بناء السد لعامين، مشيرا إلى أن كل تلك المشاكل تعود إلى أن أثيوبيا بها فالق كبير جدا، وهو الأخدود الأفريقي العظيم، الذي تتكون منه الجبال الأثيوبية البركانية النشطة.
وأكد أن أثيوبيا منطقة نشطة جدا بالزلازل التي تتسبب في الهبوط الأرضي، وكان آخر تلك الزلازل منذ أسبوعين وكانا بقوة 4.5 و 5 ريختر، حيث تعد إثيوبيا أنشط مناطق الزلازل في القارة الأفريقية.
مخاطر ضغط الأمطار
وأوضح أن تلك الجبال خلقت نظام مطري فريد بسبب ارتفاعاتها التي تصل إلى أكثر من 4000 متر، وهو اندفاع المياه بكميات كبيرة جدا من ارتفاعات هائلة في فترة قصيرة جدا، وبالتالي يشكل اندفاع الأمطار من ارتفاعات الجبال مع حركة الزلازل كل تلك الانهيارات في السدود الأثيوبية.
وشدد على أن أي مشروع في الهضبة الأثيوبية مهدد بالانهيار، خاصة سد النهضة الذي تعرض لتلك الانهيارات وهو مخزن به 11 مليار فقط، فماذا سوف يحدث في حال اكتمال السعة التخزينية المخططة للسد بـ 74 مليار أي 7 أضعاف ما هو موجود حاليا بالسد، ذلك يمثل خطر كبيرة على الأراضي أمام السد من الغرق والفيضان.