موقف لا أنساه في بداية دراستي بكلية التربية الفنية بقنا ، فقد كان أستاذ النحت آنذاك د .أحمد جاد ،
ويقال أنه أبن عم رسام الكاريكاتير المبدع
مصطفي حسين رحمه الله ،والذي أصبح عميدا لكلية الفنون الجميلة بالقاهرة فيما بعد ،
فقد طلب منا مشروعا لنحت بقالب الجبس بمقاس35×50 سم بطريقة النحت البارز والغائر وتلوينها علي أن يتم تسليم الأعمال لتقديرها في وقت قصير علي مااتذكر أقل من عشرة أيام ،
ولم أجد فكره إلا اقتباس لوحة الأمومة للسيده العذراء وكم تعبت فيها لأخراج وجه السيدة العذراء والسيد المسيح بالوجه الأمثل،
وبنحت بشري اقرب إلي الصوره المستوحاه ،ناهيك عن تعدد ثنايا رداء السيده العذراء وطفلها الجميل ، وقد أنهيت منحوتتي بجدارة وكلي إصرار علي أن أتخطي بها مرتبة الإمتياز ..
ولكن لسوء الحظ عجزت علي تلوينها فسلمتها للتقييم لضيق الوقت وبعد تقييم د.أحمد جاد فوجئت ب حصولي علي تقييم 75% أي بتقدير جيد ولم أحزن بل فرحت بالدرجة جدا وكأني حصلت علي الإمتياز..
تسألني ؟وما سبب سعادتك؟ اجيبك ..
إعجابي باللوحه “عمل يدي” وإيماني بأنني لم “أقصر في شيء ” فقد سحبت لوحتي بعد التقييم فرحا ومتهللا ويكفي أن لوحتي معي،
ولم تأخذ الإمتياز لتبقى موضع للإعجاب فقط يتباهي بها “غيري” وقد يهديها لغيري مجاملا!
هكذا كنت افكر وقتها ،فتفكيري دوماً منذ صغري وتربيتي لم يعرف .. ” اليأس ”
بل “قوة الإرادة” ،
فذهبت بها للمنزل واعدت تلوينها بمزاج وعلي أنغام موسيقى كلاسيكية كانت علي راديو “مونت كارلو” إذاعة فيما بعد ..
فلم أنم وقتها حتي الصباح حتي أنهيت تلوينها، وكأن لوحتي تحدثني بأن تعبي لم يذهب سدى.. وبأننا لن نفترق ابدا ..
وقد امتعت لوحتي أسرتي وأدخلت الفرحه علي كل من رآها ..
لاتدع اليأس يسيطر عليك ،ف بيدك تحويل الحزن إلي فرح وليس بغيرك ،