حضر الاستاذ الدكتور أسعد السحمراني استاذ العقائد والأديان بجامعة الأوزاعي ببيروت حفل افتتاح مؤتمر “قيم الوسطية والاعتدال في السيرة النبوية” المنعقد بدعوة من التجمع الثقافي الاسلامي في العاصمة الموريتانية نواكشوط، والجلسات العلمية لهذا اليوم، وكان له مداخلة جاء فيها: لا بد من ضبط المصطلح للقول الوسطيّة هوية، والنهج استقامة، والمنهج اعتدال، وبالنسبة لأدب الاختلاف لا بدّ من التمييز بين الخلاف وهو لدد وعدوانية ومذموم، وبين الاختلاف الذي هو إقرار بالتنوع، وهو سنة كونية فالتنوع سمة تنطبق على الكائنات من الذرة إلى المجرة، وهو مطلوب وضروري شرط التمييز بين الحوار، والجدل، والمناظرة.
وجاء في مداخلة السحمراني حول موضوع حب النبي عليه الصلاة والسلام أنّه يندرج في اتجاهين هما: ما هو تشريع وعقيدة في القرآن الكريم، والسنة النبوية، والحبّ هنا يترجم بالالتزام بما نصت عليه الشريعة، والاتجاه الآخر هو حب متعلقات من المكان بالنبي عليه وعلى الرسل والأنبياء الصلاة والسلام، ويتمثل ذلك بحب الكعبة الشريفة، والمدينة المنورة، وبيت المقدس أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، وإليه الإسراء، ومنه المعراج، وهو مهد الرسالات والنبوات، وحاضن المقدسات، والحب للقدس يتمثل بتحريرها مع كل فلسطين من دنس العدو الغاصب، والرد على العنصري ترامب يكون بقرارنا أن القدس عاصمة أبدية سياسية وإدارية لفلسطين، وعاصمة دينية مسيحية واسلامية، ومدينة عربية، وتل الربيع التي يسميها العدو تل أبيب زوراً هي عاصمة سياحية لفلسطين، والمحتلون لهم العودة إلى البلدان التي وفدوا منها.
وكان السحمراني، يرافقه بعض المناضلين الموريتانيين، قد لبوا الدعوة إلى وقفة شاجبة لقرار ترامب وداعمة للانتفاضة في فلسطين من الجالية الفلسطينية في موريتانية بحضور القائم بأعمال سفارة فلسطين الاستاذ قصي الماضي، والوقفة كانت في ساحة القدس المقابلة للسفارة الامريكية، والتي يقوم فيها مجسم لمسجد قبة الصخرة، وكانت للسحمراني كلمة قصيرة طالب فيها كل العرب، وكل مسلم ومسيحي، بدعم قضية فلسطين والقدس، والمطلوب إغلاق السفارات الأمريكية، ومقاومة التطبيع، وتقديم الدعم المادي للمقدسيين لتعزيز صمودهم، والاستعداد بامتلاك القوة والاقدام على درب الفداء والاستشهاد، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
وقد التقى السحمراني عدداً من العلماء من موريتانية، والتجمع الثقافي الاسلامي، ومن الازهر الشريف، ومن وزارة أوقاف المغرب، ومن الجزائر، وتونس، والسودان، وبنين، وتشاد، ومالي، وغامبيا، وساحل العاج، ونيوزيلندا، وسواها.
وأعطى السحمراني مساء أمس الجمعة تصريحاً للفضائية الموريتانية حول الموقف الداعم للقدس، ونوّه بخطوة رئيس موريتانية محمد ولد عبدالعزيز الذي طهر نواكشوط من سفارة العدو منذ العام (٢٠٠٩) بداية عهده، ودعا الدول العربية والاسلامية التي تقيم علاقات مع العدو الاسرائيلي إن تحذو حذوه.