fbpx
تحقيقاترياضةمنوعات

د/وفيق نصير يكتب: تجديد الخطاب البيئى

تجديد الخطاب البيئى
د.وفيق نصير – عضو البرلمان العالمى للبيئه

هل نحن مستدامون؟
الجواب السهل لهذا السؤال المعقد يكون ببساطة …لا … فنحن نموت كأفراد … كعائلات…حيث يمكن للعائلة بالكامل أن تموت… كقبائل أو حتى دول يمكن أن تنتهي أو تنقسم أو تنتقل وتتلاشى في المجتمع الدولي (الكرة الأرضية) … وبذكر الكرة الأرضية يطرح السؤال مرة أخرى … فهل الكرة الأرضية مستدامة؟ للإجابة على هذا السؤال … لابد أولا: أن نبحث تاريخ هذه الكرة ومكانها في الكون … التي هي واحدة من تسعة أو عشرة كواكب تدور حول شمسنا فيما يسمى بالمجموعة الشمسية, وهذه المجموعة الشمسية واحدة من ضمن ملايين (أو بلايين) من المجموعات الشمسية التي تكون مجرتنا التي تسمى بمجرة درب التبانة, والتي هي بدورها واحدة من ضمن بلايين المجرات التي تكون الكون (سبحان الله فيما خلق) الذي لانعرف أبعاده ولا نجزم حتى بالتقدم العلمي الذي وصلنا له (البشرية جمعاء) كيف ومتى خلق, وكذلك ما هذه الظواهر الغريبة التي نرصدها عن بعد مثل ظاهرة الثقوب السوداء التي تبتلع مجرات بأكملها لتحولها إلى حصوات صغيرة لايتعدى حجمها السنتيمتر الواحد والكواكب بحجم رأس دبوس وكيف تخيلنا أن بداية الكون نشأت من انفجار عظيم ! انفجار ماذا؟ وهل هذا الانفجار الذي يتمدد سوف يأتي يوم وينكمش أو يختفي في ثقب أسود؟ وهل هذا سوف يكون بداية لكون جديد أم أن ما يدخل في الثقب الأسود يخرج إلى النور (الحياة) مرة أخرى من الجهة الأخرى لهذا الثقب !!! كل هذا يذكرنا دائما بالقول الحق في كل الأديان “وما أوتيتم من العلم إلا قليلا”… نرجع إلى كوكبنا الصغير (الأرض) الذي يهيم في هذا الفضاء العظيم وبحجمه المتواضع جدا مقارنة بكواكب وشموس ومجرات تكاد تراه مثل ذرة رمل في صحراء لا نرى أبعادها … بالإضافة لهذا فإن هذا الكوكب المعجزة هو الكوكب الوحيد الذي عليه حياة من ضمن الكواكب التي نرصدها بكل ما أوتينا من علم, والوحيد الذي نستطيع أن نعيش عليه حتى الآن … وكذلك نرصد أن له عمرا افتراضيا, هذا إذا لم يبعث له الله بنيزك من النيازك السيارة, ليصطدم به ويمحو كل آثار الحياة عليه كما حدث من قبل في عصر الديناصورات…. وبهذا فإنه غير مستدام! ثانيا: لابد أن نبحث في حياة الإنسان القصيرة على هذا الكوكب بالمقارنة لعمر الأرض… هذا الإنسان الذي يتطور بخلاف بقية المخلوقات الأخرى على الكوكب, والذي يتوجه ملكا عليها يتحكم في كل موارده وفي بقية المخلوقات عليه, وهذا التطور الذي يأخذ أبعادا كثيرة مع العمر من تكنولوجيات جديدة, بعضها قد يكون مدمرا تماما للكوكب مثل أسلحة الدمار الشامل أو قد يكون له تأثير مدمر بطيء, مثل ماحدث منذ بداية الثورة الصناعية في 100 سنة الأخيرة, والذي أدى إلى انبعاثات كبيرة في الغازات بزيادة في بعضها مثل غازات أكاسيد الكربون بنسبه تزيد 30% على ما كانت عليه منذ نشأة الكرة الأرضية ! أدت إلى احتباس حراري للغلاف الجوي يؤثر سلبيا على الحياة بصفة عامة على الكوكب من انصهار لجليده بقطبيه الشمالي والجنوبي, وتصحر لأراضيه وانقراض لمخلوقاته وآثار أخرى مدمرة… أو مغيرة لشكل الحياة الطبيعية من استنساخ وتغيير في الجينات والهرمونات والهندسة الوراثية… بالإضافة لعلاقة بعض الناس والمجتمعات والدول مع بعض, وكيف تتعاون أو تتحارب وتدمر!

بعد هذه المقدمة نسأل… إذن ما هو الشيء المستدام؟ وما هو اصطلاح “التنمية المستدامة” الذي أطلقته الأمم المتحدة, وتتنافس كل الدول على تطبيقه؟ التنمية المستدامة هي عملية مستمرة للتنمية, وهي لها بداية وليست لها نهاية إلا (بأمر الله) … فهل نحن بدأنا؟ بعض الدول في العالم بالفعل بدأت والبعض على الطريق والبعض لم يسمع بهذا المصطلح ولايعرف تطبيقه, أو يحتاج إلى تعديلات كثيرة للمجتمع (بعضها حروب) حتى يستطيع أن يبدأ. ولكن كيف نعرف أن تنميتنا مستدامة أم لا؟ في تصوري أن التنمية المستدامة يمكن أن تلمس بالآتي: إذا كانت لا تعتمد على أفراد بمعنى أنها بناء على تفكير مجتمعي ودولي مرتبط (حيث إننا جميعا مرتبطون بالعيش على هذا الكوكب الصغير كما ذكرت سابقا ونشترك جميعا في مصادره الطبيعية وكذلك بالطبع في مياهه وهوائه وأرضه) وهذا التفكير يتبلور في نظم تنفذها مؤسسات لاتتغير أو تغلق لتغيير مسؤول أو حكومة أو رئيس أو ملك.

ولكن ماهي الدعائم لهذه التنمية المستدامة؟ أتصور كما تصورت الأمم المتحدة أن الدعائم الأساسية يمكن أن تكون : البيئة – الأقتصاد – المجتمع (تعليم وصحة وعلاقات للأفراد وغيرها) ولكني أضفت في آخر مؤتمر شاركت فيه في البرلمان العالمي للبيئة لأمثل مصر والعالم العربي للمرة العاشره على التوالي والذي كان في الصين…(ولأول مره جميع شهادات المؤتمر للمشاركين من جميع أنحاء العالم والجامعات والمؤسسات العلميه وأفراد العلماء وقعت بأسمى ,مصر) أنه يوجد عامل آخر ظهر مؤخرا في بعض الدول العربية, وهو السياسة والتي أدت إلى ثورات قلبت الأنظمة رأسا على عقب فيما سمي بالربيع العربي… ببحثي عن كيفية عمل تنمية مستدامة لمصر والوطن العربي بصفة عامة في ظل مناخ سياسي متقلب؟… فهل هو فعلا ربيع أم خريف؟ الإجابة هنا تنبع من السؤال: هل هذه التغييرات أدت أو سوف تؤدي إلى تنمية مستدامة للدولة و للعالم العربي والكوكب الوحيد الذي نستطيع أن نعيش عليه حتى الآن؟.. سبحان الله فيما خلق…

ولكن من نحن؟ نحن الأشخاص أو العلماء, من بين السبعة بلايين نسمة على الكوكب, الذين أنعم الله عليهم برؤية تمكنهم من التفكير في مستقبل الأفراد والدول والمجتمعات أو الكرة الأرضية جمعاء… لكن هل نحن بالفعل سبعة بلايين نسمة؟ لا, فمنذ بدايتي لكتابة هذا المقال أو منذ أن أحصينا عدد السكان على الكوكب فإن هذا العدد قد زاد بعده ملايين ليقترب من التسعه بلايين! فهل سوف نأخذ هذا في اعتبارات تنميتنا المستدامة التي نرجوها لهذا الكوكب المحدد بمصادره الطبيعية التي يستنفذها هذا الانفجار السكاني ولم يبدأ بعد بالقدر الكافي حتى في طاقة جديدة متجددة؟…لتكن هذه البدايه لتجديد الخطاب البيئى

http://www.drwafik.com/
Prof. Wafik Noseir
Egyptian Modern Center for Environmental Consultations by Prof. Wafik Noseir
drwafik.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com