أقباط يشيدون بقرارات الكنيسة وتفاصيل جديدة عن اجتماع لجنة الأديرة
أشادت عدد من الحركات القبطية بالقرارات التي اتخذتها لجنة الرهبنة وشئون الأديرة بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في أعقاب اجتماعها برئاسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بمركز لوجوس بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وذلك بحضور الأنبا دانيال، السكرتير العام للمجمع المقدس و19 من المطارنة والأساقفة رؤساء الأديرة وأعضاء اللجنة.
زاخر: القرارات تقدم للبابا والجناح التنويري خطوة للأمام وكريم: تعيد الرهبنه إلى مسارها الصحيح
ووصف كمال زاخر، الباحث والمفكر القبطي ومؤسس التيار العلماني القبطي، تلك القرارات، بأنها “خطوة على طريق التصحيح”، قائلا: “بهذه القرارات يتقدم البابا والجناح التنويرى خطوة مهمة للأمام فى اتجاه ضبط منظومة الرهبنة وحمايتها من الفوضى ومن التضخم غير المبرر وغير المنضبط، وتأتى لتعيد الإعتبار للمحاور الأساسية التى تقوم عليها الرهبنة والحياة الديرية”.
وكانت لجنة الرهبنة اتخذت 12 قرارا لضبط الأديرة والرهبان، في أعقاب مقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف رئيس دير ابو مقار بوادي النطرون، يوم الأحد الماضي، خارج قلايته – سكن الرهبان- بالدير، وكان أبرز تلك القرارات: “وقف قبول رهبان جدد لمدة عام، ومنع الترقية لدرجات الكهنوت لمدة 3 سنوات للرهبان، وعدم السماح بإنشاء أديرة جديدة، ومحاكمة كنسية لمن يظهر إعلاميا، ومنح فرصه شهر للرهبان لإغلاق صفحاتهم على وسائل التواصل الإجتماعي”.
وأضاف زاخر: “بتلك القرارات يبدأ الدير فى استرداد سلامه ويجد الراهب فرصته فى تحقيق ما ترك العالم من أجله، الوحدة والنسك والعبادة والتجرد، وتحميه من ضغوط التواجد اليومى للزوار وعدم التزام كثيرين بالقواعد التى تفرضها الأديرة على الزيارات”.
وأشار مؤسس التيار العلماني القبطي، إلى أنه تأتي أهمية هذه الخطوة لكون الرهبنة والأديرة هي المصدر الوحيد الذي استقرت عليه الكنيسة في القرون الأخيرة الذي يمدها بقياداتها (الأساقفة والبابا البطريرك) فإذا صح المصدر صح المنتج.
وتابع زاخر: “ننتظر استكمال هذه القرارات بما يوازن بين الحياة الديرية الرهبانية وادارة المشروعات الاقتصادية فيه والتى تمثل ركناً اصيلاً من نسق حياة الرهبان والتى تعد تطويراً لما يعرف بـ (عمل اليدين)، بحيث لا تضغى على التزامات الرهبان فى العبادة، وسعيهم للأبدية”.
واختتم زاخر تصريحاته بالقول: “أن ما يضفى على هذه القرارات صفة الجدية ويدفعها فى اتجاه التطبيق صدورها بموافقة وتوقيع الأباء رؤساء الأديرة”.
كما أعتبر كريم كمال، رئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، القرارات بأنها تعيد الرهبنه القبطية إلى مسارها الصحيح من حيث الإنضباط والروحانيات، قائلا: “الرهبنه القبطية عمود أساسي في الكنيسة حيث منها يخرج بطاركة ومطارنة وأساقفة الكنيسة، وأيضا هي منارة، دائما يصلي رهبانها من أجل الكنيسة، لذلك يجب أن تكون خالية من الشوائب وأن يكرس رهبانها حياتهم للصلاة بعد أن ماتوا عن العالم، وقبلوا بالطاعة الدائمة للكنيسة والقيادة الدينية”.
وتجري النيابة العامة والشرطة تحقيقاتها في مقتل الأنبا إبيفانيوس، فيما أكدت الكنيسة على لسان البابا والأنبا دانيال خلال جنازة الأسقف يوم الثلاثاء الماضي، عدم توصل الجهات الرسمية إلى أي نتيجة في التحقيقات التي مازالت جاريه، وطالبوا الرهبان بعدم تداول الشائعات وتوجيه الاتهامات واستباق التحقيقات، وعدم الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام، والانقطاع عن العالم بحسب قوانين الرهبنة.
مصدر: البابا أعلن استعداد الكنيسة التجاوب مع جهات التحقيق لكشف ملابسات مقتل الأنبا إبيفانيوس
وكشف مصدر كنسي من أحد أعضاء لجنة الرهبنة، لـ”الوطن”، إن الاجتماع الذي ناقش انضباط الحياة الرهبانية والديرية، أكد البابا خلاله أن التحقيقات مازالت مستمرة حول مقتل رئيس دير ابو مقار، معلنا استعداده واستعداد الكنيسة التجاوب مع جهات التحقيق الرسمية في أي أمور من شأنها كشف ملابسات الحادث.
وأشار الأسقف، الغير مخول له بالحديث للإعلام، إلى أنه لم يتم خلال الاجتماع التطرق إلى اختيار رئيس جديد للدير، كما لم يتم الحديث عن أي أسماء لرهبان أو كهنة سيتم تجريدهم من الكنيسة، وأن الحديث خلال الاجتماع دار في إطار عام، وأن القرارات التي تبلورت عنه، لم تستهدف أحد بشخصه، وفتحت الباب أمام الجميع للتوبة وتصحيح أوضاعهم، طبقا للتعهدات التي قطعوها على أنفسهم يوم رهبنتهم، والحياة بالنذر الرهبانية، والانقطاع عن العالم.
وكان البابا تواضروس، أولى الرهبنة القبطية أهمية خاصة منذ وصوله للكرسي البابوي في 2012، فعقد مؤتمرين كبيرين للرهبنة وأسفرا عن صدور لائحتين يحكمان عملهما هم: “قانون الرهبنة الجديد، ولائحة تنظيم شؤون أديرة الرهبان”، الصادرتين عن المجمع المقدس للكنيسة في 2013.