“مُباركة أنتِ في النساء ومباركة هي ثَمرةِ بطنك”، عبارة كتبت على جدار لتحيط واحدة من البقع المقدسة التي لم تأخذ حقها من ضمن الأثار القبطية في مصر حتى اليوم، رحلة مقدسة قامت بها العذراء مريم حاملة معها المسيح عليه السلام، هروبًا من بطش الرومان، ومن ظلم الملك الروماني اليهودي “هيرودس”، الذي أراد قتل المسيح ، بعد سماعه بوجود طفل، يتوقع الكهنة أن يكون نبيا من عند الله وملكا على اليهود، فخاف على مملكته وأمر بقتل الأطفال المولودين في بيت لحم بفلسطين.
” يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ “، رحلة مقدسة قامت بها مريم برفقة طفلها، إيمانها بربها يرشدها سبيلها ودربها، حملت العذراء طفلها في خوف من ظلم الرومان، لتعطف على مصر، ويذكر المؤرخون أنها منطقة عين شمس بالقرب من المطرية، فانحنت الشجرة عليها هي والمسيح، حتى أخفتهما عن أعين رجال هيرودس ونجيا من بطشه.
شجرة جميز تتوسط المنطقة، بثلاثة افرع تعلو في السماء، ذكرها التاريخ كواحدة من المحطات التي شهدت حياة مريم العذراء، ومن جانب آخر، يقع البئر المقدس، الذي شربت منه العذراء وتزودت به فترة احتمائها في الشجرة.
الكثيرون يمرون بالمكان، منهم من علم قدسية المكان وعطف على الشجرة يتبارك بها ومنهم من مرّ فقط جاهلا تاريخ الشجرة، ومرّ من هناك الجنود الفرنسيون إبان الحملة الفرنسية في مصر، وحفروا أسماءهم على الشجرة بسيوفهم التي مازالت واضحة حتى الآن على فروع الشجرة.
وذكر المؤرخ الإسلامي المقريزى الذي عاش في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، أن العائلة المقدسة حطت بالقرب من عين شمس ناحية المطرية وهناك استراحت بجوار عين ماء ، وغسلت مريم فيها ثياب المسيح وصبت غسالة الماء بتلك الأراضي، ولا تزال الكنيسة القبطية المصرية تحتفل بتلك الذكري المباركة أول شهر يونيه من كل عام وهى تذكار دخول المسيح أرض مصر .
وتعتبر الحديقة ضمن المزارات السياحية القبطية في مصر، وتحتفل الكنيسة القبطية في شهر يونيو من كل عام بذكرى دخول المسيح والعذراء لأول مرة أرض مصر.
وتضاربت الأقوال حول هذه الشجرة، فيرجح البعض أن الشجرة سقطت سنة 1656 نتيجة للوهن الذي تعرضت له، وقام بعض كهنة الآباء الفرنسيسكان بتجميع فروعها وأغصانها، موضحين أن الشجرة الموجودة حاليا، نبتت مكان جذور الشجرة الأولى سنة 1672 ميلادي.
وأكد أحد مشرفي الآثار في محيط الشجرة، لصدى البلد، أن المكان لا يقصده أي زوار بالرغم من الجهود المبذولة من الدولة لتطويره، مشيرا الى أنه تم ترميمه في بداية الألفينات، وتطوع أحد الرسامين الكوريين برسم تخيلي للعذراء مريم وطفلها وهما يستظلان بالشجرة.
ويضم المكان غرفة المحكى التي تحتوي اللوحة التخيلية للشجرة و العائلة المقدسة، و في جانب اخر ، معرض يضم جميع المحطات التي مرت بها العذراء في مصر من شمالها وحتى صعيد مصر بالجنوب، صور وخرائط تزين الجدران بالمعرض، يتوسطه مزود عثر عليها بجوار شجرة مريم هدية من المتحف القبطي.
https://www.youtube.com/watch?time_continue=181&v=bdd3L5A4FrQ
نقلا عن صدى البلد