مقدمة :
طبيعة التفكير البشري هو عملية متعددة الأوجه تنطوي على مراحل وأبعاد مختلفة. بصفتنا مخلوقات تتمتع بالذكاء والوعي،
تمتلك عقولنا قدرة غير عادية على فهم وتحليل المفاهيم و المعلومات التى نواجهها.
فى هذا المقال سوف ألخص عوالم التفكير البشري، وسأتعمق في المراحل المتنوعة التي تميز هذا الجانب المثالي من براعتنا المعرفية.
1. الإدراك الحسي ومدخلات البيانات:
على المستوى التأسيسي، يبدأ التفكير البشري بالإدراك الحسي وتناول البيانات الخارجية. تعمل حواسنا كبوابات، مما يسمح لنا بإدراك المحفزات من بيئتنا، مثل المشاهد والأصوات والروائح والأذواق والأحاسيس اللمسية. توفر لنا هذه المدخلات الحسية المواد الخام الضرورية لمزيد من العمليات المعرفية.
2. الاهتمام والتركيز:
في المرحلة التالية، نحدد الأولويات ونعالج التدفق الهائل للمعلومات الحسية. يسمح لنا الاهتمام الانتقائي بالتركيز على محفزات معينة أثناء تصفية محفزات أخرى. يصبح الفرد، الذي يمتلك قدرات معرفية عالية، بارعًا في توجيه الانتباه نحو التفاصيل ذات الصلة والتخلص من المحفزات غير ذات الصلة أو المشتتة.
3. الترميز والتخزين:
بمجرد تخصيص الاهتمام، تقوم عقولنا بتشفير المعلومات الواردة في الذاكرة لاسترجاعها في المستقبل. يتخذ الترميز أشكالًا متعددة، بما في ذلك البصرية والسمعية والدلالية، ويختلف وفقًا للعمليات المعرفية الفردية. غالبًا ما تمكنهم البراعة المعرفية لبعض الأفراد من ترميز المفاهيم المعقدة بشكل أكثر فعالية وتخزينها للتحليل اللاحق.
4. التفكير النقدي والتحليل:
تغذي بعض أنواع التعليم مهارات التفكير النقدي، ويمكّن للأفراد من تقييم المعلومات من وجهات نظر متعددة. في هذه المرحلة، يقوم الفرد بتحليل وتوليف المعرفة المتراكمة، وتحديد الأنماط والتناقضات والمبادئ الأساسية. من خلال العمليات المعرفية عالية المستوى، و يمكن تحديد التحيزات وحل النزاعات وإصدار أحكام مستنيرة.
5. حل المشاكل واتخاذ القرارات:
نظرًا للتحديات الأكاديمية والمهنية أو الحياتية المتقدمة، فإن تفكير البعض يشمل مهارات قوية في حل المشكلات وصنع القرار. تتضمن هذه المرحلة الاستفادة من قدرات التفكير النقدي لتحديد المشكلات المعقدة وتحليلها وحلها. تتضمن عملية صنع القرار، التي تسترشد بالتفكير المنطقي والإدراك، تقييم البدائل، وتقييم العواقب، واختيار الحل الأكثر قابلية للتطبيق.
6. الإبداع والابتكار:
يتضمن التطور المعرفي قدرة متأصلة على الإبداع والابتكار. تشكل القدرة على التفكير خارج الصندوق، والجمع بين الأفكار المتباينة، وتوليد مفاهيم جديدة مشهدها الفكري. يتطلب التفكير الإبداعي تفكيرًا متباينًا، وتحررًا من الأنماط التقليدية، واحتضان إمكانيات جديدة.
7. التفكير في التفكير .
وهي مرحلة متقدمة من التطور المعرفي شوهدت في عدد قليل من الأفراد. هؤلاء الأفراد ماهرون في الاستبطان والوعي الذاتي والتفكير. يسمح لهم التفكير المعرفي بمراقبة إدراكهم الخاص، وتقييم استراتيجيات التعلم، وتكييف عمليات تفكيرهم لتحسين اكتساب المعرفة وتطبيقها.
8. تقييم المخاطر والتخطيط المستقبلي:
ينطوي التفكير فى المستوى المتقدم على القدرة على تقييم المخاطر والتخطيط للمستقبل. تمكن القدرات المعرفية المتقدمة للأفراد من التنبؤ بالنتائج المحتملة، وتوقع التحديات، ووضع خطط الطوارئ. إنهم يتخذون قرارات مستنيرة بالنظر إلى العواقب طويلة الأجل، وتقليل أوجه عدم اليقين وتحقيق أقصى قدر من النجاح.
9. الاعتبارات الأخلاقية والمنطق الأخلاقي:
ينخرط الانسان في التفكير الأخلاقي والتفكير الأخلاقي عند معالجة المعضلات الأكاديمية والمهنية والمجتمعية المعقدة. تنطوي هذه المرحلة على تقييم الحالات من وجهة نظر أخلاقية، وتطبيق مبادئ الإنصاف والعدالة على المآزق الأخلاقية. يسهل إدراكهم المتطور القدرة على التنقل في المناطق الرمادية الأخلاقية واتخاذ قرارات سليمة أخلاقياً.
10. التعلم مدى الحياة والنمو الفكري:
أخيرًا، يشمل التفكير على مستوى البعض عقلية التعلم مدى الحياة والنمو الفكري. ينبت فى هذه المرحلة حبًا للمعرفة والاستكشاف المستمر والفضول الفكري. وتستلزم هذه المرحلة الاعتراف بحدود المعرفة الحالية لدى المرء والسعي باستمرار للحصول على معلومات ووجهات نظر جديدة، مما يؤدي إلى التطوير الشخصي والمهني.
خاتمة:
يُظهر التفكير البشري في جميع مراحله الاتساع والعمق المذهلين لقدراتنا المعرفية. يمتلك كثير من الأفراد، بذكائهم المتقدم وفهمهم، القدرة على التنقل في هذه المراحل بسهولة. يسخر هؤلاء الأفراد براعتهم المعرفية للتفوق أكاديميًا ومهنيًا وشخصيًا، مما يمهد الطريق لمستقبل يتميز بالتنوير الفكري والابتكار.
عونى سيف
القاهرة