متابعه : كارولين سمعان
كشفت مصادر مطلعة بشركة مترو الأنفاق استحواذ شركة إسرائيلية على الشركة الكندية المصنعة لبرنامج تشغيل كاميرات مراقبة مترو الأنفاق فى مصر، ما يعنى إمكانية نقل محتويات وصور كاميرات مراقبة محطات مترو الأنفاق للكيان الإسرائيلى، وكشفت المصادر بيع شركة البرمجيات الكندية، Aimetis، المصنعة لبرنامج تشغيل الكاميرات، إلى شركة إسرائيلية مطلع 2016 بمبلغ 14 مليون دولار.
شركة إسرائيلية تستحوذ على الشركة الكندية المصنعة لبرنامج تشغيل كاميرات المترو.. وجهة سيادية أوصت بتغييره.. وخبير: من السهل اختراقه
وحسب المصادر، فإنه رغم إعلان بيع الشركة الكندية، المنتجة لبرنامج Symphony لتشغيل كاميرات المراقبة، إلى شركة إسرائيلية، لم تقم شركة مقاولات الإلكترونيات المصرية بإبلاغ شركة المترو لتغيير البرنامج، خوفاً من تكبد أموال إضافية لتغيير البرنامج، فاستمر العمل به حتى الآن، برغم استشعار جهة سيادية الخطر وإبلاغها للشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، عبر خطاب يفيد بضرورة تغيير برنامج تشغيل كاميرات المراقبة.
وأضافت المصادر أن برنامج كاميرات المراقبة يتكلف تغييره أكثر من 10 ملايين جنيه، وبناء عليه، تم تحويل الموظف الذى قام بعمل المناقصة للتحقيق، وهو تحقيق روتينى فقط لإيجاد عذر أو مبرر، تحسباً لطلب الجهاز المركزى للمحاسبات وهيئة الرقابة الإدارية، وأوضحت أن الجهة السيادية التى أرسلت التحذير تعتبر هذه القضية أمناً قومياً لتخوفها من اختراق إسرائيل للبرنامج ومراقبة العاصمة المصرية على مدار اليوم من خلال كاميرات المراقبة التى تنقل تحركات المواطنين دائماً داخل محطات وأنفاق المترو.
المورّد: أبلغنا الإدارة ببيع الشركة الكندية وتم تغيير البرنامج.. ومصادر: «ما حصلش».. ومتحدث المترو: «ما نعرفش حاجة»
وأوضحت أن شركة مصرية متخصصة فى توريد كاميرات المراقبة اشترت كاميرات سويدية من نوع Axis وتشغلها على برنامج Aimetis، أو سيمفونى، وهذه الكاميرات تستطيع العمل على برامج كثيرة جداً من ضمنها «سيمفونى» الإسرائيلى، لذلك ستتحمل الشركة الموردة للكاميرات والبرنامج نصف المبلغ وشركة المترو النصف الآخر لتغييره.
الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، يقول: «من السهل جداً اختراق برنامج مراقبة الكاميرات إذا كان متصلاً بالإنترنت، إن لم يكن محمياً، فكاميرات المراقبة عادة لا تحتاج إلى برنامج تشغيل إلا إذا كانت تحتاج أرشفة ومعالجة صور، وهذا ما ينطبق على الهيئات والمؤسسات الكبرى التى تستخدم عشرات الأجهزة من الكاميرات فى أوقات طويلة من خلال استقبال جميع البيانات على سيرفر كبير».
ويؤكد الدكتور عادل عبدالمنعم، خبير أمن المعلومات، احتمالية اختراق البرامج المشغلة لكاميرات المراقبة عند اتصالها بشبكة الإنترنت، خاصة عند استخدام البرنامج من قبل غير المصنعين له مثل الشركات والهيئات المصرية التى تستخدم برامج مصنعة فى الخارج، وطالما أن المستخدم ليس هو المبرمج فلن يستطيع المستخدم معرفة خبايا المبرمج والتقنيات التى قد يستخدمها فى اختراق البرنامج ونقل المعلومات خارج الدولة بكل سهولة.
ويضيف: «ما يؤكد هذه النظرية قيام العميل السابق لوكالة الأمن القومى الأمريكية إدوارد سنودن على مدار العامين الماضيين بنشر العديد من الوثائق المهمة التى تحدثت عن تجسس وكالة الاستخبارات الأمريكية على العالم من خلال شركة تكنولوجيا كبيرة، فما بالك بالشركات الصغيرة التى تستطيع الوصول إلى البيانات من خلال شفرات سرية لا تستطيع أجهزة الحماية منع اختراقها».
وطالب «عبدالمنعم» الحكومة المصرية بإنشاء هيئة مستقلة لدراسة برامج التشغيل وتوحيد الموافقات بدلاً من ترك المجال مفتوحاً لكل الشركات باستخدام أى برنامج، وهذه الجهة يكون الهدف من إنشائها هو إعطاء الاعتماد أو الموافقة أو الرفض».
كانت صحف مصرية نشرت فى يوم الاثنين 26 يناير 2015، أخباراً عن فوز إحدى شركات التكنولوجيا بمناقصة تركيب 1800 كاميرا مراقبة بمحطات مترو الأنفاق، بالخطوط الثلاثة، بتكلفة 38 مليون جنيه، وأبرزت تصريحات المهندس على فضالى، رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو، التى قال فيها: «من المقرر أن تبدأ الشركة عملها مطلع الشهر المقبل»، وأضاف «فضالى» أن الهدف هو مراقبة جميع مداخل ومخارج المحطات بشكل لحظى لإحباط أى محاولة تخريب أو زرع عبوات ناسفة.
وطرحت شركة المترو مناقصة لشراء كاميرات المراقبة خلال نوفمبر الماضى، بعد أن قامت بالتنسيق مع قوات الأمن على تركيب بوابات إلكترونية للكشف عن المتفجرات وتعزيز الإجراءات الأمنية.
وحاولت «الوطن» الحصول على رد من رئيس شركة المترو، لكن لم تتمكن من الوصول إليه، فيما نفى أحمد إبراهيم، المتحدث الرسمى باسم الشركة، علمه بالأمر برمته، بينما أكدت راندا توفيق، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «هاى تك نوفل»، الشركة المورّدة للكاميرات والبرنامج، المعلومات الواردة، وقالت إن الشركة أبلغت إدارة المترو ببيع الشركة الكندية المصنعة للبرنامج إلى إسرائيل لتغييره فى أقرب وقت.
وقال الدكتور محمد نوفل، رئيس شركة «هاى تك نوفل» للتكنولوجيا: «الجهة الوحيدة المنوط بها إصدار هذه المعلومات هى شركة المترو»، وتساءل: «ما الهدف من نشر هذه المعلومات؟ الشركة الكندية تم بيعها لشركة إسرائيلية بعد تعاقدنا معها دون إخطارنا وعندما علمنا ذلك أخطرنا شركة المترو من تلقاء أنفسنا، وكل المسئولين يعلمون ذلك، مثل رئيس شركة المترو المهندس على فضالى، ووزير النقل، الدكتور جلال السعيد»، لافتاً إلى أنه «سيتم تغيير البرنامج» قبل أن يتراجع ويقول: «تم بالفعل تغيير البرنامج»، مضيفاً: «وقطعنا علاقتنا بشركة إيمتس التى تم بيعها لإسرائيل».
وذكر خبر منشور على الموقع الاقتصادى الإسرائيلى «جلوبز» بتاريخ 3 أبريل 2016، أن شركة «مجال» الإسرائيلية استحوذت على شركة «إيمتس» الكندية بمبلغ 14 مليون دولار، وأعلنت الشركة الإسرائيلية أنه من المتوقع أن تتملك برنامج تصوير كاميرات المراقبة والخدمات الأمنية المتعلقة بكاميرات المراقبة من الشركة التى كانت تتخذ من مونتريال عاصمة لها، ووفقاً لموقع شركة إيمتس، فإن الشركة تقدم خدماتها لأكثر من 100 دولة حول العالم، ولها فروع فى البرازيل ودبى والصين وألمانيا.
وأضاف الموقع الإسرائيلى أن عائدات شركة «مجال» الإسرائيلية بلغت 30 مليون دولار فى نهاية 2015، وستمتلك شركة «مجال» الشركة الكندية من خلال إحدى الشركات التابعة لها واسمها «سين ستار»، وسوف تتكامل سلة منتجات شركة إيمتس مع منتجات شركة «سين ستار» فيما يتعلق بأنظمة الدفاع الإلكترونية الخارجية.
وقال العضو المنتدب لشركة «مجال» الإسرائيلية، إن الاستحواذ على الشركة الكندية سيزيد الإنتاج 20% وسيساعد على تنوع استثمارات الشركة ودخول قطاعات جديدة مثل التعليم والصحة والبيع بالتجزئة، وأضاف العضو المنتدب أن شركة «مجال» تنمو بشكل كبير، ويبلغ رأسمالها 82 مليون دولار وتعمل فى أنظمة الدفاع الحدودى، والمشروعات الأمنية الحدودية، وتأمين المواقع الحساسة والأحداث الخاصة، والدفاع الإلكترونى.
وأوضح الموقع الاقتصادى الإسرائيلى أن مالك شركة مجال Magal Security Systems Ltd. MAGS) هو رجل الأعمال الشهير إيشاى ديفيدز الذى يبلغ من العمر 54 عاماً ورائد صناعات التكنولوجيا فى إسرائيل.
هذا الخبر منقول من : الوطن