fbpx
اخبارمقالات رئيس التحريرمن الذكريات

هانى الجزيرى يكتب :أحمد شفيق كامل .. شاعر الوطن الأكبر

هانى الجزيرى يكتب :أحمد شفيق كامل .. شاعر الوطن الأكبر

ينتابنى شعور ..وقد لا أكون مبالغا إذا قلت أن أحمد شفيق كامل  هو مؤرخ الثورة الحقيقى.. أو قل أنة يتقاسم هذا التأريخ مع العظيم صلاح جاهين .

فاذا نظرنا الى اغنية (ذكريات) …والحدوتة الجميلة. والطيارتان المتشابكتان… والعيال الخواجات…حتى نصل الى ليلة الثورة…وصباح يوم الثورة حينما قال……..

وصحيت على ثورة…. بترج الدنيا

ولقيت اوطانى…. حكمها فى ايديا

وجمال قدامى……….بينادى عليً

قوم ارفع راسك….. واشبع حرية

حدوتة جميلة. مصورة على طريقة السينما كليب منذ خمسين عاما تقريبا  من روائع الاغانى الوطنية.

*ايضا (حكاية سد) مصورة بنفس الطريقة لأن مضمون الكلام حدوتة وفيها حوار بين المغنى والكورس.

وهناك مفردات لم تستخدم من قبل ….

 & ضربة كانت من معلم ……..خلىٌ الاستعمار يبلم

&  هو مين ..لأ…دة بعدة

    هواللى… اتلقى وعدة

& اما( مطالب شعب) .فهى جزء من إبداعه .جزء هام جدا

استهلها بهتاف.كما لو اننا فى مظاهرة

طريق الثورة …..طريق النصر

عاش الجيش وتعيشى يا مصر

ثم تكلم عن الأوضاع الداخلية  ولخصها فى العامل والفلاح

النهار ده وكل عامل…… لة نصيبه فى مصنعه

النهار دة وكل فلاح……… لة قيراطه بيزرعه

ثم تكلم عن الوحدة العربية وتكلم عن أفريقيا وآسيا و باندونج والحياد وهذا كان جديدا على الاغنية. ولم يتطرق إلية احد من قبل.

بسم آمال أفريقيا وآسيا……. فى الحرية.

بسم شعوب باندونج الثايرة على التبعية

بسم حيادنا…. بسم سلام مايحبش حرب

بسم جهادنا. بسم الخير يا جمال والحب

هل هناك اروع من ذلك ؟

اما( الوطن الاكبر) فلن استطيع التحدث عنها لانها  لاتحتاج الى كلام

بل يكفى ان نقول عنها انها اغنية كل الأزمنة  وكل البلاد العربية.

فمن كتب عن الثورة مثلما كتب أحمد شفيق كامل

 ومن كتب عن بناء السد مثلما كتب احمد شفيق كامل

ومن كتب عن الوطن الاكبر مثلما كتب احمد شفيق كامل

ومن كتب مثل ( نشيد الجلاء: قولوا لمصر تغنى معانا فى عيد تحريرها)

انة أحمد شفيق كامل.. 

أما أحمد شفيق كامل فى أغانيه العاطفية. فهو الشاعر المتفوق دائما على نفسه..وربما تنتابنى الحيرة حين أفاضل بينه وبين رامى فى العامية.

ويتميز احمد شفيق فى شعره وخاصة الذى غنته أم كلثوم بثلاث خصائص وبعض الملاحظات ارجو ان اكون قد وفقت فى تحديدها

الخاصية الاولى:                                 

        (لم يتكلم شفيق عن هجر او عناد او قسوة.)

رقته البالغة ترفض اى عتاب بينه وبين محبوبته.

فاغنية ( انت عمرى )كلها رقة وامتنان وشكر وأمل وتفاؤل..فهو القائل

*الليالى الحلوة والشوق والمحبة

من زمان والقلب شايلهم عشانك

*خدنى لحنانك خدنى

عن الوجود وابعدنى

بعيد بعيد انا وانت………………………….. بعيد بعيد وحدينا

ع الحب تصحى ايامنا …………………..ع الشوق تنام ليالينا

ويظهر قمة التسامح فى آخر بيت:

صالحت بيك أيامى …سامحت بيك الزمن

نسيتنى بيك الامى.. ونسيت معاك الشجن

أما ( أمل حياتى ) فإذا اردت ان القى الضوء عليها فسأجدنى اكتب الاغنية كلها .فكل شطر فيها يشمل نفس المضمون. مضمون المحبة والتسامح واللحظة الجميلة والحب بلا حدود…وكل كلمة او شطر تشعر وكأنك وصلت لقمة المعانى .ولكنك تفاجأ بالشطر الذى يلية يحمل درجة اعلى من الرقى فى نفس المعنى.

أما  ( الحب كلة )….فيفرد لها صفحات وصفحات….

فهى أغنية كتبها ملاك.. سابح فوق السحاب.. أو قبطان سفينة هائمة فى بحر الحب.

أما كلمة العتاب الوحيدة التى جاءت فى اغانية فكانت فى رائعته

(  ليلة حب  )

ولم ارى أدبا جما ..أو عتابا رقيقا مثل ما وجدته فى هذة الاغنية

ياللى عمرك ما خلفت ميعاد  فى عمرك

أخرك اية عنى ..مستحيل الدنيا عنى تأخرك

فهو يبدأ بالتعريف بحبيبة ..وانه عمره ما تأخر عليه ثم يسأل فى استحياء “اخرك ايه عنى” ويحاول إيجاد مبرر لة كى لايحرجة

“مستحيل الدنيا عنى تأخرك”. هل هناك سمو ورقة أكثر من هذا..!

ثم يرجع إلى هيامه المعتاد

ياحبيبى ونبض قلبه ونور حياته

ياابتسام ليلى.. وخياله وذكرياته

فهو يرى فى حبيبة كل شىء جميل وكأنه متصوف او متعبد فى محرابه.

الخاصية الثانية:

الخاصية الثانية والتى تميزشفيق فى كتاباته هى ( إرتباطة بالزمن ).

احمد شفيق كامل دائما مرتبط بالزمن..

(إنت عمرى)……………….العمر زمن

(امل حياتى)……………… الحياة زمن

(الحب كلة.)…… الكل استمرار او زمن

(ليلة حب.)………………….الليلة زمن

حتى فى أغانية الوطنية

(ذكريات)…هى زمن مضى

(حكاية سد)..حكى لنا عن فترة زمنية والحكاية ايضا لها زمن

(الوطن الاكبر )..تكلم لنا عن كل الدول العربية المستقلة والغير مستقلة.

(مطالب شعب) تحتاج الى زمن

حتى مضمون الأغنية:

مثلا.. انت عمرى (رجعونى عينيك لأيامى اللى راحو  )

امل حياتى: ياريت زمانى مايصحنيش

             ياحبيبى امبارح وحبيب دلوقتى

             وحبيبى لبكره……ولآخر وقتى

الحب كلة: زمانى كله انا عشته ليك

ليلة حب : تعالى العمر كله نخلصه حب الليلة دى

اما الاغنية الوطنية

ذكريات: بعد المقدمة حكى لنا عن دنشواى وأحداث ما قبل الثورة والحالة النفسية للمصرى الشاعر بآلام بلاده ثم ليلة الثورة وصباح 23 يوليو

حكاية سد: بدأ من مباحثات البنك الدولى وماقبلها حيث لماذا نبنى السد؟ .ثم التفكير فى التأميم لتمويل  عملية البناء حتى شرارة التفجير الاولى

مطالب شعب:كل كوبلية يطرح مشكلة لها ماض ونعيش حاضرها ونتمنى لها مستقبل باهر

الوطن الاكبر:  حكى لنا عن ماض هذا الوطن وتمنياته للمستقبل

الخاصية الثالثة:

                  ( يعيش أحمد شفيق كامل احلى فترات حياته..)

فحاضره.. او الوقت الذى يحياه هو الجنة بعينها  …!

فهو لايتمنى اكثر مما هو فيه..

فالشاعر شفيق من فرط حساسيته ورقتع ..يشعر دائما أنة وصل لذروة السعادة فى اللحظة التى يحياها.على سبيل المثال:

*إبتديت دلوقتى بس.. أحب عمرى

إبتديت دلوقتى اخاف لا العمر يجرى

*عمرى مادقت حنان فى حياتى زى حنانك

ولاحبيت ياحبيبى حياتى الا عشانك

*اكتر م الفرح دة ماأحلمش

اكتر م اللى انا فيه ماأطلبش

الشاعر هنا متشبس باللحظة التى يحياها

*ايه من الامانى ناقصنى تانى وانا بين ايديك

وهنا مقتنع تماما وراضى وبلغ قمة أمانيه

والأمثلة كثيرة خاصة فى امل حياتى

فشاعرنا الرقيق العذب دائما يشعر ان حاضره هو اجمل اوقاته اجمل من ماضية وربما من المستقبل لذلك نجدة متشبساً بالحاضر ويتمنى أن يعيشه ويستمر هذا الحاضر.

ايضا نجد شاعرنا متأنى وغير متعجل. ويريد الا تعبره تلك اللحظة

*دوق معايا الحب …..حبة بحبة..

وايضا :هات عينيك تسرح فى دنيتهم عينية

فهو يتمنى ان يتوقف الزمن …ليسرح كما يشاء

*وفى امل حياتى:

                       وانت معايا يصعب عليه

رمشة عينيه و لاحتى ثانية

*وفى ليلة حب:
                      متخليش اشواقنا لبكره

متخليش فرحتنا لبكره

*ويلخص الحالة فى الحب كلة:

                   يا دنيا حبى وحبى وحبى…..

ده العمر هو الحب وبس

                  اسقينى ياللى من يوم ما شفتك

حسيت كأنى اتخلقت تانى

ملاحظات عامة
كلمة شفيق تطغى على اللحن

*الجدير بالملاحظة فى شعر شفيق انة لدية القدره ان يتحدث فى اغنية من اربع او خمس كوبليهات حب وهيام وامتنان وفرح بلا مشكلة…!

فمن السهل ان يكون هناك عتاب وقسوة وسهر ثم صلح وحنان وشوق ولكن ان تكتب بلا مشكلة وان تشكر فى الحبيب وان تجد كل هذه المعانى الجميلة الرقيقة على طول الاغنية….فهذا صعب جدا.

*وأحيانا الكلمات تطغى على اللحن

ففى امل حياتى..هل تستطيع ان تحدد الكوبلية المميز بالنسبة لك

إذا تفحصت ستجد كل الاغنية مميزة بكلماتها كل الكوبليهات جميلة

ولكن مثلا فى اغنية مثل  ودارت الايام.تجد كثيرا من الناس تفضل الكوبلية الذى مطلعة “وصفولى الصبر”لأن الموسيقى ميزتة.لكن امل حياتى كل كوبليهاتها متقاربة.والموسيقى لم تستطع ان ترفع كوبلية عن الآخر

ايضا فى انت عمرى… باستثناء المقدمة الموسيقية كل الكوبليهات متقاربة ولاتستطيع ان تميز أحدهم عن الآخر .

والحب كله ايضاً وهى من تلحين ( بليغ حمدى) لم تستطع الموسيقى رغم شكلها الجديد فى ذلك الوقت ورغم عظمتها  ان ترفع كوبلية عن الاخر

فاى كوبليه فى اغانى شفيق يمكن الاستماع الية على انة المفضل

ففى الاطلال مثلا نجد الجزء المميز فى القصيدة(هل رأى الحب سكارى)

فى هجرتك……ياما حاولت أنساك

فى هذة ليلتى…ياحبيبى طاب الهوى

فى يامسهرنى…يامسهر النوم فى عينيه

فى للصبر حدود..ماتصبرنيش ماخلاص

فى فكرونى…القمر من فرحنا

فى أغدا القاك.. هذه الدنيا كتاب

فى اروح لمين…اروح لمين ومين حيرحم آسايا

ففى كل اغنية نجد كوبليه مميز..رغم حلاوة وعظمة بقية الأغنية..

وربما فى ليلة حب يرتفع الكوبليه الثانى الذى مطلعة:

(لو كل حب فى كل قلب اتجمعوا أنا حبى أكتر)

وربما يكون ارتفع بسبب استخدام عبد الوهاب لرتم جديدلم نتعود علية

رغم أنى شخصيا افضل الكوبلية الأول. واعشق الكوبليه الاخير

(ياللى فايت لى الليالى الحلوه…)

ومهما غبت علية ..ح تجينى بعد شوي

وأخيرا فإذا غربلت شعر شفيق ستجد لة طعم ورائحة مختلفة يكاد لايختلف عليها إثنان. وتميز واضح فى اسلوبه .

وفى اعتقادى أن لقاء السحاب. لم يكن لقاء سحاب إلا بتلاقى الثلاث قمم مجتمعين .وربما كانت الكلمة لها يد قوية فى هذا اللقاء.

واحمد شفيق كامل..هذا الشاعر العظيم.المظلوم فى عصره والذى لم ينال التكريم  والأضواء والشهرة اللائقة بإنجازاته.

ففى مجال الأغنية العاطفية خطف منة أحمد رامى بتاريخه الطويل الحافل

الممتد مع أم كلثوم وارتباطه بها ..رغم أنى لا أبالغ ان هامة الشاعران تبلغان عنان السماء. ولايقل أحدهما عن الآخر فى رشاقة الأسلوب .وسمو المعانى . ورقة الأحاسيس . وجياشة المشاعر .

إلا إذا كان رامى يتميز عن شفيق بغزارة الانتاج واتقانه  بل وبراعته فى كتابة الفصحى والقصيدة .

أما فى مجال الأغنية الوطنية.. فواللة لاأكون مبالغا اذا قلت ان المؤرخ

الحقيقى لثورة يوليو من وجهة نظرى هو أحمد شفيق كامل ويمكن ان ينافسه صلاح جاهين…! وليس العكس

فيكفيه فخرا أنة كتب( ذكريات). و(حكاية سد) و(الوطن الاكبر)..

والظلم الذى وقع على شفيق فى المجالين العاطفى والوطنى رغم تفوقه.. مثله مثل القصبجى الذى لم ينل التكريم اللائق بأمجاده .

وازعم ان القصبجى نال التكريم اللائق بة فى مسلسل ام كلثوم بطريقة غير مقصودة. فالمسلسل أظهر عظمة القصبجى وأرخ لدوره العظيم فى مجال الموسيقى والقصبجى أخذ دور البطولة مع أم كلثوم فى مسلسلها

وايضا استطيع القول انه لولا الفنان (احمد راتب)ما كان سيظهر دور القصبجى بهذه القوة وهذا العنفوان.

واخيرا . هل سنجد وسيلة لتكريم “فارس الرومانسية الشعرية”

وصاحب المشاعر السامية. ذو القلب المتأجج بالمحبة .المتسامح.المتفانى فى الحب . الذى لم يعرف ابدا قسوة.

الشاعر الذى يقطر رقة…..أحمد شفيق كامل.

تم تكريم الشاعر رسمياً .

  • فى عيد العلم كرمه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.
  • فى عيد التجاريين كرمه الرئيس السادات .
  • فى مهرجان الأغنية فى 2001 .

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com