هل تحدث أزمة بين أمريكا وإسرائيل بعد جلسة مجلس الأمن الأخيرة
هناك بوادر أزمة بين أمريكا وإسرائيل تبدو فى الأجواء بعد أن امتنعت أمريكا عن التصويت واستخدام حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار الفورى فى قطاع غزة .
وبوادر الأزمة هى الغاء نتنياهو لرحلة وفد إسرائيلى كان متوجها لواشنطن لإجراء مباحثات . وهذا رد وقح من نتنياهو ضد الموقف الأمريكى . ونتوقع رد عنيف من الولايات المتحدة . ولا يشغلنا كثيرا كيف سترد أمريكا على تصرفات نتنياهو الطائشة وأسلوبه المتعجرف منذ بداية الحرب فى 7 اكتوبر الماضى . لكن كل
ما يهمنا هنا هو قراءة الوضع بعد هذه الأزمة . فأمريكا المحرجة عالميا تبدو وكأنها ضد العالم كله لصالح رئيس وزراء فاشل ومتعجرف . وليس لصالح اسرائيل التى تتعالى الأصوات من داخلها ومن كل عواصم العالم لوقف فورى للعدوان على غزة . والموقف فى امريكا ومن شعبها لا يختلف عن موقف شعوب العالم فى إدانة العدوان على غزة . وبعد تلك المستجدات يجد نتنياهو نفسه يقف ضد الإرادة الدولية وضد أهم حلفاؤه . وللحقيقة هذه نتيجة طبيعية . فإطالة امد الحرب ليس فى صالح أحد وقد استخدمت كل الحجج والافتراضات ودخلت الحرب فى شهرها السادس دون نتائج حتمية للطرفين . فالكل خاسر فى هذه الحرب
اسرائيل فقدت استقرارها وامانها
والجيش الاسرائيلى يبدو مخترقا ولا تحدثنى عن موساد أو شاباك أو قبضة حديدية فالكل مهلهل
ونتنياهو جن جنونه وفقد السيطرة على أعصابه وحدثت انقسامات داخل وزارته وبين صفوف قيادات جيشه والنتيجة الحتمية هى خروجه مهزوما مهزوزا حتى لو قضى على حماس وتنتظره محاكمة دولية وجنائية وشعبية والأحكام ليست فى صالحه .
وغزة فقدت 50 ألف مواطن ومئات الآلاف من الجرحى والمصابين والمفقودين .
وخسارة البنية التحتية والفوقية وكل مبانيها ومؤسساتها الصحية والتعليميىة والإدارية . وامتلأت بالأشلاء وأكوام التراب وأصبحت مدينة الخيام وليست المخيمات واهلها كرهوا الحرب والمحاربين . وحماس فقدت مصداقيتها أمام شعبها فالصمود ليس انتصارا بعد كل هذه الخسائر المفجعة
وامريكا إهتزت صورتها أمام العالم ووضح عدم سيطرتها على الأمور وخسر بايدن فى كل المواقف واتخذ موقفه فى عدم التصويت على مضض وخجلا من العالم وليس عن اقتناع ولم يقدر نتنياهو موقف بايدن أمام شعبه وأمام العالم
أما إيران وحزب الله واليمن فلهذا شأن آخر
هانى الجزيرى