هل أثر استهلاك المخدرات الخطيرة في القرارات المصيرية لهتلر في الحرب العالمية الثانية؟ نشرت القناة العاشرة الإسرائيلية، أمس السبت، خبرا مثيرا للاهتمام يتطرق إلى بحث أجراه صحفي ألماني، وكان يهدف إلى فحص إلى أي مدى كان يستخدم الجيش النازي والقيادة النازية المخدرات الخطيرة في الحرب العالمية الثانية. في كتابه “بأسرع وقت ممكن” الذي أصبح الأكثر مبيعا، اكتشف الصحفي مارتين أوهلر، أن أدولف هتلر كان مدمنا على المخدرات واستهلك كميات هائلة من الكوكايين والأمفيتامينات.
وفق الكتاب، اكتشف هتلر أن الأمفيتامينات – المخدرات المنشطة التي تتغلب على الخوف وتسمح بالقيام بنشاطات متتالية طيلة أيام دون الاستراحة – يمكن أن تكون حلا رائعا لخلق إنسان مثالي جديد. “كانت تعتبر كل الوسائل شرعية طالما كانت تحسن القدرات الشخصية والدوافع العنصرية بهدف أن تحافظ ألمانيا عن نفسها من الفئات الأخرى التي تسعى إلى إبادتها”، قال للقناة العاشرة المؤرخ جوهان شفوتو.
وفق أقوال أوهلر، شجعت المخدرات المنشطة قوانين الحرب لدى الجيش النازي، التي وصفت بـ “الحرب الخاطفة” (Blitzkrieg)، والتي حرصت على شن هجوم مدمج وسريع، أي الوصول بعيدا في أسرع وقت ممكن. “تفاجئ الجانب الآخر من الجنود الألمان الذين لم يناموا ويستريحوا”، قال أوهلر. “لم تعزز الميثامفيتاميات الحرب الخاطفة فحسب، بل سمحت بحدوثها”.
وفق المقال، بعد محاولة اغتيال هتلر في عام 1944، بدأ هتلر يستهلك الكوكايين مكتشفا أفضلياته الصحية. “كانت تشير الصورة الذاتية لهتلر إلى أنه إنسان صالح، وأشبه بالقديس”، قال أوهلر “ولكن عندما بدأت أفحص القوائم التي وصفها طبيبه الشخصي له، اكتشفت أن هتلر تلقى أدوية كثيرة طوال الوقت منذ عام 1936 حتى نهاية حياته. تعكس هذه الحقيقة صورة أخرى للقائد، الذي كان قائدا أيضا لكل ما يتعلق بالمخدرات المسببة للإدمان”.
رغم ذلك، هناك من يدعي أن هتلر لم يستهلك المخدرات إلى حد كبير كما ذكر أوهلر، بالمقابل هناك من يدعي أنه ربما يحاول البحث نسب أعمال القائد إلى جهة خارجية. “ليست هناك علاقة بين السياسة المعادية للسامية والعنصرية لدى النازيين وبين المخدرات الخطيرة”، أوضح أوهلر “ولكنها تشكل جزءا لا يتجزأ من البازل الذي يوضح الصورة، التي تساعدنا على فهم كيف صارت الأمور، وماذا حدث في ألمانيا في تلك الفترة”.