مقال للأستاذ الدكتور طلعت مليك
أثيوبيا ـ حرب أهلية بل حرب إبادة عرقية ودينية قد بدأت بالفعل في ربوع إثيوبيا واشتدت الحرب والصراع والضربات، بقوة غير متوقعة، بدءاً مِن اليوم!ـ
لماذا يصمت العالم عما يحدث في أثيوبيا و وأمام محاولات إبادة عرقية يقوم بها الجيش الفيدرالي الإثيوبي حيث يقوم بقتل وسحق المدنيين العزل! وحيث يشن الجيش الفيدرالي الإثيوبي أيضاً، برئاسة أبي أحمد، رئيس وزراء أثيوبيا ـ و بمعاونة الجارة إرتيريا وبعض الجماعات المسلحة الإسلامية ـ يشنون جميعاً حرب ضروس وبلا هوادة على إقليم تيغراي المسيحي الأرثودوكسي !وكالعادة سنكتبُ وسنَقول ما لم يقله الإعلام وكذلك الميديا المغرضة وأيضاً الإعلام الغير مهتم بالشأن الأثيوبي المسيحي!وإقليم تيغراي لمن لا يعرف إثيوبيا، والذي يتم الاعتداء عليه حالياً، هو إقليم مسيحي أرثوذكسي بنسبة 98.07 ٪ والبقية من السكان هم عبارة عن 0.2٪ معظمهم المهاجرين المسلمين سواء من الصومال أو اليمن الجنوبي وغيرهم و والباقي هم لمعتقدات مسيحية أخرى غير أرثوذكسية مثل 0.4٪ كاثوليك و 0.1٪ بروتستانت.!والإقليم له حدود مع إريتريا والسودان ـ ويجاوره مقاطعات أورومية، تلك التي لعبت فيها الجماعات الإسلامية بشدة تحت رعاية السعودية وقطر وبعض دول العربان الأخرى ـ وكانت الأسلحة تصل لهذه للجماعات التي تناهض إقليم تيغراي، تحت رعاية جهاز الاستخبارات في حكومة أبي أحمد والذي يشغل منصب رئيس الوزراء والذي يعتبره البعض بأنه ألعوبة سهلة في يد العربان بل وفي يد قوى أخرى في المنطقة لها مصالح مُهمة في منطقة القرن الأفريقي ـ سنأتي عليها فيما بعد!وقد كتبت هنا على ذات الصفحة، حوالي 19 مقالة عن إثيوبيا ومشاكلها مع المشتركين في حوض النيل ـ وكان أخرها في 21 يوليو الماضي! وهذه المقالة تعتبر رقم “٢٠”ـ لذلك أختصر وفي عجالة سريعة بعض المعلومات الآتية عن شعب إقليم تيغراي أو” تيجراي”ـ هذا الإقليم يتكون من حوالي ٩١ عرقية مختلفة وتوجد فيه لغات بعدد هذه العرقيات ـ واللغة المهمة فيه هي اللغة “التيجريان” حيث هي اللغة الأكثر استعمالاً في الإقليم ـ ويوحد هذا الإقليم العقيدة المسيحية الأرثوذكسية وراية الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية!يعتبر شعب تيغراي ـ هو المؤسس الحقيقي لدولة أثيوبيا ـ بل وسكانه هم الأحباش الأصليون ـ وقد تم تهميش الإقليم وسكانه في عهد الحكومات المتعاقبة ـ بداية من القرن التاسع عشر!ولكن في الواقع عندما نبحث تاريخياً ـ نجد أنه قد تم الاعتداء على هذا الإقليم أبان عهد الإمبراطور مينليك ١٨٨٩ـ ١٩١٣م وعموماً كان أهم اعتداء هو الذي تم في القرن التاسع عشر ـ حيث اقتطع الاستعمار الإيطالي سنة ١٨٨٩م أجزاء كبيرة من أراضي الإقليم وتم إعطاءها لقبائل من قومية وأثنية، الأورومو، ومن بعض القبائل الصومالية المجاورة للإقليم ـ ومنذ ذلك التاريخ وشعب إقليم تيغراي يشعر بالظلم! ولذلك هناك عداء بين سكان وشعب تيغراي تجاه أثنية أو قومية الأورومو/ الذين حازوا على أرض ليست لهم من أراضي شعب تيغراي ـ والتي منحها لهم الإيطاليون، وعموماً ـ ومنذ هذا الوقت و الحكومات المتعاقبة الحديثة تعامل هذا الإقليم بغلاظة ـ وليس شعب الأورومو هو من يعادي سكان إقليم تيغراي ، وإنما أيضاً شعب قومية الأمهرة الذي قد انضم إلى هذا العداء ـ فلقد أصبح شعب تيغراي في جانب وشعب الأورومو وشعب الأمهرة في جانب أخر ـ وللأسف فلقد بدأت بعض المعارك بينهم منذ ٢ نوفمير الجاري ، مما يهدد بحرب أهلية لا يحمد عقباها حالياً ـ وطبعاً بخلاف العدوان الذي يقوم به الجيش الفيدرالي الإثيوبي ضد سكان إقليم تيجراي!ويعتبر إقليم تيغراي من أهم أقاليم أثيوبيا ـ وبعض المصادر العلمية الموثوق فيها تقول: أن سكان يزيد عددهم على ٩٪ من إجمالي سكان أثيوبيا التي يزيد عددها عن ١١٥ مليون نسمة! طبعاً ميديا وإعلام العربان يذكرون أرقاماً قد غير حقيقية أو قد عفي عليها الزمن!البعض يتوقع بوصول أعداد كبيرة في الأيام القادمة من بعض جماعات الخراب المعروفة والإسلامية الجهادية للمشاركة ضد إقليم تيغراي ـ وقد تحدث أشياء مشابهة ضد المسيحيين هناك، كما حدثت في نيجيريا وبوركينا فاسو ومالي والنيجر!ـ السبب المعلن عن هذه الحرب ضد إقليم تيغراي والذي يقوده جيش الحكومة المركزية الفيدرالية الأثيوبية ـ هو أن الإقليم لم يعترف بشرعية أبي أحمد، كرئيس للوزراء حالياً ـ لأنه لم يتم انتخابه وعملية الانتخابات مؤجلة بين أبي أحمد وبين جوار محمد!ولكن الواقع ـ يشيرإلى أمور أخرى كثيرة غير ذلك تعالوا نحلل معاً!ـ بداية ـ مسكين المواطن الإثيوبي ـ سواء في هذا الإقليم أو بقية أقاليم أثيوبيا ـ حيث لا يتعدى دخله السنوي لـ ٢٠٠٠ دولار ـ ولذلك تُعد إثيوبيا في قائمة مرتبة الفقر وبرقم ١٧٥ من أصل ١٩٠ بلداً ـ على مستوى العالم!ـ مسكين أيضاً المواطن الإثيوبي، في إقليم تيغراي ـ امام وباء كورونا فيروس وأمام مدافع وصواريخ رئيس الحكومة الإثيوبية السيد أبي أحمد، والذي توعد بتأديب الإقليم عن بكرة أبيه! ـ المعروف أن أثيوبيا ـ قد اختارت الإيمان المسيحي منذ القرن الرابع الميلادي ـ وكانت كنيسة واحد مع كنيسة الإسكندرية ـ ولذلك نرى علماء اللاهوت في العالم، يسمون الكنيسة الأثيوبية بنفس اللقب ككنيسة الإسكندرية أي الكنيسة القبطية ـ نظراً لأنها تتبع الطقس القبطي لكرسي الإسكندرية وهي قبطية أيضاً من حيث العقيدة والإيمان وطبعاً ليست قبطية من حيث الناحية الأثنية أي العرقية ـ لأن القبطية عرق وأثنية، تطلق على النسل القبطي “المصري الأصيل” المنحدر من أعماق وادي النيل!والواقع أنها حرب لإبادة المسيحيين في إقليم تيجراي “تيغراي”وقد وصلت جماعات الخراب للأسف إلى إثيوبيا ـ والبداية هي حرب أهلية ـ والكنيسة المسيحية هناك مستهدفة بشدة ـ لذلك ـ نرى أن أبي أحمد رئيس الوزراء ـ قام بعمل مؤتمر دينيى دعا إليه كبير أساقفة إقليم تيغراي وكذلك رؤساء المعتقدات الأخرى ـ في محاولة منه للسيطرة عن طريق رجال الدين على الإقليم!وكما قلت، فأن إقليم تيجراي أو تيغراي ـ هو يتكون من 98.04 ٪ المسيحيين الأرثوذوكس ـ والقلة الباقية هي عبارة0.2% هم من المسلمين الذين معظمهم قد قدموا بغرض اللجوء من صوماليا ومن اليمن ـ والباقي من السكان هو لمسيحيين من الكاثوليك والبروتستانت ـ ومعتقدات أخرى!وبسبب هذه النسبة الشبه إجمالية لسكان إقليم تيغراي ـ من أنهم من المسيحيين ـ لذلك كان تركيز العربان عليهم واضحاً وتركيز شديد ـ والمعروف بأن هذا الإقليم قد عاني كثيراً من ضربات وحرائق ضد الكنائس قامت بها جماعات إسلامية متشددة كانت تأتي من خارج الإقليم وبمساعدة من الطاغية حاكم السودان السابق الإسلامي، عمر حسن البشير، بصفته الجار الأقرب للإقليم!والموضوع قديم ـ وحالياً يتم استخدام أبي أحمد، رئيس الوزراء كلعبة في يد العربان وذلك في تنفيذ عدة مخططات منها القضاء على المسيحية و إبادة زعماء سكان إقليم تيغراي كخطوة أولى ـ و الأسلحة تتدفق على الجماعات المسلحة المناهضة للإقليم ـ وحتى بعد سجن الطاغية البشير رئيس السودان السابق، فحالياً يتم استخدام ـ الرئيس الأريتري، آسياس أفورقي، في نفس اللعبة مقابل مكافآت بترولية عربانية!والواقع أن الأحداث الأليمة التي تشهدها أثيوبيا اليوم ـ لم تشهد مثلها في كل سابق عصرها ـ بل و خصوصاً ـ وان كانت البلاد قد شهدت فترة هدوء أبان حكم الإمبراطور هيلاسيلاسي 1941ـ 1974م والذي رحل عن الحكم في عام ١٩٧٤م ، بعد ما أطاح به اليساريون والشيوعيون وخصوصاً منجستو هيلا ماريام 1977ـ 1991 ـ وحاول هو وأتباعه بمحاولة نشر الشيوعية في البلاد وأغلاق الكنائس ـ وسجن القساوسة ـ وتنصيب تمثال كبير لصاحب المذهب الشيوعي “لينين” وخصوصاً في إقليم تيغراي ـ الغريب أن شعب إقليم تيغراي هو مَن قد أطاح بالرئيس اليساري الشيوعي، منجستو هيلاماريام ـ وذلك بمعاونة بعض أحزاب الأقاليم الأخرى المجاورة ـ وفي الصورة أسفل المقالة عندما هاج المسيحيون ضد النظام الشيوعي ـ فقد نزعوا تمثال لينين، رمز الشيوعية يوم 23 مايو سنة 19191 م ـ وبعد ساعات من نزع التمثال كانت نهاية حكم الطاغية الرئيس ، منجستو هيلا ماريام ! ومنذ ذلك التاريخ لم تعرف إثيوبيا لا الهدوء ولا السلام الحقيقي!ـ لقد بدأت المضايقات من طرف حكومة أبي أحمد، رئيس وزراء أثيوبيا ضد إقليم تيغراي ـ بقرار صدر علن الحكومة المركزية في شهر سبتمبر الماضي وذلك بوقف جميع التحويلات المالية إلى إقليم تيغراي ـ وهنا الإقليم قد وجد نفسه بدون أي موارد مالية ـ وأعتبر ذلك بأنه عملية دق طبول الحرب!ـ طالب إقليم تيغراي، المجتمع الدولي منذ أسابيع ، بالتدخل لإيقاف الحكومة المركزية في قراراتها ـ غير أن المجتمع الدولي كان مشغول بسبب الانتخابات الأمريكية ـ ولذلك فلم يكن هناك رد!ـ يريد أبي أحمد السيطرة على الإقليم لأن به قرابة ٣ملايين ناخب ويريد أن يصوتوا له في الانتخابات القادمة التي ربما قد تجري بينه وبين جوار محمد المنافس له!ـ فشلت محاولات أبي أحمد في السيطرة على الإقليم عن طريق رجال الدين ـ فقامت حكومته بتعبئة الجيش الفيدرالي لمحاصرة الإقليم في نهاية شهر أكتوبر الماضي ـ وقد طالب الإقليم المجتمع الدولي بإيقاف هذا المد العسكري الذي يقوده أبي أحمد، ضد الإقليم، ولكن دون جدوى! ـ بدأت الاشتباكات وعمليات التدمير بالمدفعية والصواريخ والأسلحة الأخرى ضد إقليم تيغراي، من طرف الجيش الفيدرالي الأثيوبي ـ وذلك ٢ نوفمبر الجاري!وهذا الإقليم يتم التضييق عليه بشدة، منذ وصول أبي أحمد، للسلطة ـ والناس هناك تعاني الفقر الاقتصادي ـ حيث كان متوسط دخل الفرد هناك كباقي سكان إثيوبيا إلى ٢٠٠٠ دولار في السنة ولذلك تدخل إثيوبيا المرتبة ١٧٥ من أصل ١٩٠بلداً في العالم من ناحية الفقر! والعجيب بأن أبي أحمد كان يفتخر العام الماضي بأن في عهده قد وصل مرتب العامل إلى 40 دولار في الشهر! والمعروف أن أثيوبيا ـ ممكن أن تكون مكتفية ذاتياً ـ لكن الفساد والسرقة من جانب بعض المسئولين قد أوصلها إلى هذا الحال ـ حيث أن أثيوبيا هي خامس منتج للبن والقهوة في العام ـ وكذلك من أكبر الدول المصدرة للزهور لأوروبا بعد كينيا! وتجارة الزهور هي تجارة رابحة جداً!ولم يكفي الناس هناك الفقر وكذلك وباء كورونا فيروس ـ فقد شن أبي أحمد رئيس الوزراء هجوماً عسكرياً شرساً على الإقليم ـ وسجن معظم البرلمانيين الذين يمثلون الإقليم في الحكومة الإثيوبية الفيدرالية وقام بقتل بعضهم!وقد تكون هذه المرة ـ حرب أهلية في حال لو استمرت بهذه الوتيرة! وقد تأتي على الأخضر واليابس في إثيوبيا!ومن أهم المخاطر هي احتمال عملية تقسيم إثيوبيا إلى دويلات عدة بل و نهاية حتمية لما يعرف بـ الاتحاد الإثيوبي ـ والذي يضم معظم أقاليم إثيوبيا حالياًـ وقد يكون ذلك بتفكك إثيوبيا إلى عشرات الدويلات ـ حيث أن الدستور الأثيوبي يسمح للأقاليم المتضررة من الحكومة الفيدرالية بالانفصال عن الحكومة الأم ـ ولهذا فليس من المستبعد أن يعلن رؤساء حكام إقليم تيغراي وحزب جبهة شعب سكان تيغراي، الانفصال والاستقلال عن باقي إثيوبيا!اليوم ـ حيث نرى أزمة إنسانية شديدة ـ فلقد امتلأت المستشفيات بالجرحى ولم يعد هناك أسرّة خالية ـ حتى أنه يتم ترك جرحى العدوان الذي يقوم به أبي أحمد ـ يظلون مَلقيين في الشوارع حتى يلقوا مصيرهم و بدون علاج أو تدخل طبي!ـ وصول أعداد كبيرة من اللاجئين بسبب هذا العدوان العسكري المُستمر وبدون توقف ـ وحتى أول أمس كان تعداد مَن قد وصلوا إلى حدود السودان المجاور يقدر بأكثر من 14 ألف نسمة ـ وكثيرون منهم قد حطوا رحالهم في منطقة كسلا السودانية وبدون طعام ولا ملبس ولا غطاء أو أماكن للنوم!وهناك مَن ينتظر على الجانب الأخر من شاطيء نهر ستيت، الذي يفصل بين إثيوبيا والسودان ـ وهؤلاء اللاجئين ـ هم شبه عرايا بحسب الصور التي قد وصلتنا، وهي صعبة لعرضها ـ لذلك لم أضعها احتراماً لـ إنسانيتهم ـ وعموماً حيث هرعوا وتركوا بيوتهم وقراهم نتيجة القصف الشديد الذي يقوم به أبي أحمد!ـ صحيح أن هناك نداءات من سكرتير عام الأمم المتحدة وكذلك وزير خارجية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يحثون في نداءهم بأن يتوقف ـ السيد أبي أحمد، عن عدوانه الشرس على شعب إقليم تيغراي ولكن دون جدوى!ـ وقد قام رئيس الوزراء الأثيوبية، ابي أحمد، بالقبض على جميع البرلمانيين الممثلين لإقليم تيغراي في الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ـ وسجن بعضهم وقتل البعض الأخر وتمكن القليل منهم الهروب إلى خارج إثيوبيا!ـ يقوم الجيش الأثيوبي للحكومة المركزية اليوم، بقيادة رئيس الوزراء، ابي أحمد، بقصف المدن في إقليم تيغراي وقصف المدنيين بدون رحمة! والمعروف بأن رئيس الوزراء الأثيوبي ينتمي إلى قومية الأورومو ـ والجميع يتساءل كيف لرجل مثل أبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا، والذي حصل على جائزة نوبل للسلام ويقوم بهذه المجازر؟ وهو بدوره يرد بأن زعماء جبهة تحرير شعب تيغراي قاموا بالاعتداء على القوات الفيدرالية ولهذا ـ فهو بحسب قوله لا يستطيع البقاء مكتوفي الأيدي!ولم يقل أبي أحمد، إنه يقوم بغزو واحتلال إقليم تيغراي! وأنه يقوم بحرب ضد المسيحيين هناك ـ والمعروف أن أبي أحمد هو من أب “أورومو”، مسلم ـ وأم مِن قومية “الأمهرة”، مسيحية الديانة ـ وهو عموماً، يتلاعب على هذه النقطة وخصوصاً وانه عمل كرئيس وحدة استخبارات عسكرية في الماضي ـ ويستخدم هذه الألاعيب في مواجهة منافسه على رئاسة الوزراء في حالة ما إذا تمت الانتخابات ـ وهو الصحفي جوار محمد، وأحياناً يطلقون عليه جوهر محمد ـ الذي هو مسلم وينتمي إلى قومية ” أورومو” أيضاً ـ ويريد أبي أحمد أن يقول أنه يحترم المسيحية والإسلام بسبب أبيه وأمه ـ ليكسب عطف أتباع العقيدتين!ـ وما نلاحظه أيضاً صمت العالم ـ بل وقد صمتت معظم جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان عن التحدث عن هذه المجازر المستمرة بأعداد كبيرة وكأن شيئاً لم يحدث!ـ هناك خطورة ـ بأن هذه الحرب قد تهدد الأمن والسلام في معظم مناطق القرن الأفريقي وبتوقعات صعبة!ـ وأبي أحمد أبي أحمد رئيس الوزراء الأثيوبي، مُصر على تنفيذ مشروعه بإبادة شعب سكان تيغراي، حيث قام بداية بإقالة بعض أعضاء حكومته من الأشخاص المهمين ـ فقط لأنهم قد طلبوا منه عدم الاستمرار في الهجوم على إقليم تيغراي.ـ في المقابل قبل بداية الحرب ـ فقد تعهد رئيس إقليم تيغراي ومعه حزب جبهة تحرير شعب تيغراي، بعدم الامتثال لأوامر أبي أحمد، وكذلك أوامر الحكومة الفيدرالية! بل وبعد ذلك تصدى جيش الإقليم وبقوة لكل محاولات الاختراق الذي قام بها الجيش الفيدرالي الأثيوبي ـ وعندما ـ تدخلت إرتيريا لمساعدة أبي أحمد وأطلقت الصواريخ على إقليم تغيراي، رد الإقليم بإطلاق الصواريخ التي قد أصابت مطار أسمرة عاصمة أرتيريا!وأخيراً:التخوف، من تفكك أثيوبيا إلى دويلات وأقاليم صغيرة ـ والانفصال عن الحكومة المركزية ـ وربما إذا استمر الحال هكذا فبعد أيام سوف نجد أن أثيوبيا أصبحت عدة دويلات بل عدة أقاليم! وحرب أهلية في الداخل الإثيوبي واشتعال حروف في بقية مناطق القرن الإفريقي!ولكن التخوف الأكبر الذي قد يسبق الانفصال ـ هو قيام حرب أهلية في كل ربوع أثيوبيا وهذا ما لا نتمناه لأحبائنا الأثيوبيين ومحاولة الاعتداء على المسالمين في الكنائس!ولكن المتوقع وبحسب دستور البلاد الصادر عام ١٩٩٥م والذي يسمح لأي إقليم متضرر من الحكومة المركزية بالانفصال عن البلاد ـ وعملية الانفصال هذه ربما قد يستخدمها القادة في إقليم تيغراي، وقد يخفف الخسائر إلى حد ما ربّما! وسنرى في الأيام القادمة ـ