من وقت لأخر دائماً ما أتذكر وأشتاق إلي جدي، وأبى “عزيز” الله يقدس روحه ،كما كان يحلو لي أن أقولها له بالفم المليان “بابا ” ..
” جدو” ده لو كتبت كتب عن حنانه ،معي فلن أوفيه حقه ،
أتذكر من بعض حنانه ومثيلته جدتي “جنفياف” الله يرحمها ، وحنانها العجيب ! .. حيث كل مايقال من وفاء وحب له أتذكره لجدي ،تجد نفس الحنان يخص الاثنين معا،ً وأن أختلفا في الطباع ،
مواقف جدي وحنانه معي لاتنسي ، فقد كانت له شخصية تتعامل معها بحرص شديد، حيث أنه سريع الغضب ، وانفعالي ، من الي يقوله عنه خلقه ضيق، وهذا طبع لزمه طول عمره !،
قد تعود إلى شخصيته وتركيبته النفسية الي تحب تشوف كل حاجه صح ، وبالرغم من قوة شخصيته ،وطبعه الحاد والذي لم يكن أي أحد يستطيع أن يتعامل معه إلا أصحاب القلوب النقية والحليمه، وتلك القلوب هي مدخله لترى منه أجمل ضحكه !
.. من ذا الوجه الأسمر الداكن والقلب النقي ،والذي لايعرفه إلا المقربين منه ! ،الله يرحمه ،
موقف في طفولتي لا استطيع ان أنساه من ذاكرتي ،وكأنه حدث معي بالأمس ،
أتذكر أن انتابتني في طفولتي سخونة شديده ، ومن شدتها ارعشت كل جسدي ،وقد شعرت وقتها أن روحي تؤخذ مني ،في كل ارتعاشه !
لقد هزت جسدي الطفولي الضعيف بشده ، ف أربكت سخونتي كل البيت !
أتذكر الليلة التي تم وضع الكمدات لي وأسعافي كانت أصعب ليله ل جدي أيضاً ! .. أتذكر دموعه كلما رفعت عيني،
ف أجدها” أنهار” لجد أصيل ، فقد كنت فرحة البيت، ونوارتها ،وحصانها الأصيل ، والذي شبعت نفسي من سكر حنانه ! ..
فكم احتملني هذا “الكتف” .. فقد كان لظهر فارس أصيل عاش بكرامته شامخاً كالنخيل .. وان لم يجد الماء عند عطشه للوفاء ،كان يزهو ، ويرتفع محملاً بأجمل ثمار النقاء ،والصفاء والرضا ، لايكسره ناقص أو خبيث أو متصنع رجوله ،
لقد كان قوياً فعلاً خارج المنزل ، وطفلا وصاحب، وجد وأب ،وأم حنونه معي داخل المنزل !ً ..
الله يرحمه ،
أن ماجعلني أكتب عن جدي أو بابا “عزيز” .. مقال قرأته للكاتب المحترف أستاذ الأساتذة ،والمحاور الفصيح أ. مفيد فوزي ،
وكم احزنني مناجاته ل حفيده .. “شريف حليم ” ،
وكيف يتمني أن يستمتع بمجالسته ،لدرجة أنه وجه رسالة ل زملاءه يحثهم بأن يتركوه ولو يوماً في الشهر ليستمتع ب حنانه ودفء الوصال معه !
كما كان في طفولته ، وكيف الرجل متعطش لكلمة “جدو” .. لاتحزن أستاذنا ..
فالتكنولوجية ليست السبب ،ولا الأصدقاء، ولا ظروف الحياة المحيطة بنا .. أنه “الوفاء ” تلك السلعه الغالية الثمن وكالجوهرة وسط الأتربة والطين ، السعيد من يجدها ،ويكشف معدنها الأصيل ،ليدرك عميان البصر والبصيرة” قيمتها ” وسعادة من تكون من” نصيبه ” !..
لاتحزن ياسيدي ..
“المحنه” جينات وراثية لها شريطها الخاص “D.N.A “إذا حدث خلل وظيفي في أحد عناصرها تغير الجين الوراثي كله ، ف “المحنه ” لاتباع ولاتشتري ،
بل تسري ك الدم في وريد الأصيل ، لاتحزن ياسيدي ولتسامحني ..
عيال البت “مش كلها واحد” مثلي ..
” أنا ” !!
————–أمجدوهيب—–