(أحفاد الجدل البيزنطي )……
هو جدل ونقاش لا فائدة منه ولا يهدف لشئ ، إنما فيه ضياع للوقت ؛ ظهر بوضوح شديد فى فتره حصار محمد الفاتح للقسطنطنية وأحوال البلاد البيزنطية كانت مضطربة ، وفى تلك الأحداث الملتهبة وجُد مجمع يناقش أمور هزلية تافهة تتعلق بنوع الملائكة ذكوراً أو آناثا ؟؛ ومن الذي وجُد أولاً الدجاجه أم البيضة ؟ ووصل الحال لبكاء الإمبراطور قسطنطين الحادي عشر بسبب مايحدث من تفاهة فى الحديث .
عرض بابا الكنيسة الكاثوليكية عليهم المساعدات ، ولكنهم رفضوا بسبب إختلافه معهم فى المذهب العقائدي وخشية ان يمتد نفوذ الكاثويكية ويتغلغل داخل القسطنطنية الأرثوذكسية وفضلوا ضياع وطنهم من أجل حماية دينهم حسب إعتقادهم الوهمي المضلل ، وكانت النتيجة اجتياح القائد العربي بجيشه للبلاد ، وقتلهم للإمبراطور علي أسوار القسطنطنية قبل فراره ..
وكم من أحداث تتشابه حاليا فى الوطن العربي من خلال رفض الأفكار والأشخاص من أجل مخالفتهم لنا فى المذهب ، أو الرأي ، وكم من نقاشات هزلية تُثار وهناك أولوية لنقاشات أخري مجدية للجميع ، عندما نعيد ترتيب عقولنا وأفكارنا ونضع نصب عيوننا قول إبن خلدون إعمال العقل فى الخبر ، ونتقبل جميع وجهات النظر سواء كانت سليمة وواعية فنأخذ بها ، وإن كانت غير ذلك فنحترمها ونقدر صاحبها علي إسهامه بالرأي ، نصل لوادي الفكر الأنيق ويصبح لدينا رقي فى التعامل ويكون ذلك بداية الطريق للإصلاح الإنساني الحقيقي……