بئس القوم نحن “نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبا سوانا” تنطبق هذة المقولة علي عددا كبيرا من المجتمع المصري الذي يعيش حالة مزاجية غريبة ويظهر من حين لآخر مدي التناقض الذي يعيشه ، فنحن مجتمع يخوض حربا شرسة ضد الأرهاب في سيناء لكن يتواجد داخل عددا كبيرا منا دوافع وقناعات داعشية لم تسمح الظروف بعد بظهورها ؛ لكن عندما تسنح لنا الفرص تترجم هذة الأفكار عمليا ، فنحن بذلك نوفر البيئة الفكرية الحاضنة الداعمة المهيئة الأرهاب.. نحن مجتمع يملء الدنيا ضجيجا وصراخا ليل نهار بإنفاذ القانون وتحقيق العدالة ، ولكن عندما نخالف هذا القانون لخطأ فعلناه ” لعناه” وبحثنا عن محامي يتلاعب بثغرات هذا القانون حتي لانقع تحت طائلته وإذا لم تفلح حيلتنا نصرخ أين روح القانون؟! نحن مجتمع يلعن الوساطة والمحسوبية لكن عندما تسنح لنا الفرص بشئ من هذا نقبله ونبرره معللين هذا التناقض بمقولة “هي جات عليا”.. نحن مجتمع يلعن الفساد ولكن إذا بحثنا ودققنا النظر لوجدنا اننا رعاته ؛ نحن من نلعن الملازم والمراجع التي وعدنا اصحابها باانه لن يخرج عنها الأمتحان “لكن لم يأت منها شئ” وحقيقة إننا لم نقرأ سطرا واحدا في هذة المادة طوال السنة ؛ نحن من نعيب أراضينا التي لم تعد تأت بمحاصيل جيدة وتناسينا إننا من بورنا أراضينا وجعلناها أرضا للبناء المخالف.. نحن مجتمع يكره الحكام الطغاه والأستبداد لكن بداخل كلا منا حاكم مستبد علي أبنائه أو من هم تحت سلطته ولعل مشهد الأم التي عاقبت ابنها وكادت أن تلقي به من النافذة منذ أيام خير شاهد.. نحن مجتمع دائما يوجد لنفسه الحيل الدفاعية ولا يقبل أن يحمل نفسة المسئولية لكنه دائما يبحث عن المذنب البديل ؛ فنحن مجتمع ضحية لصراع أنفسنا لأننا لسنا فقط محدودي الدخل بل محدودي الفكر أيضا……
جريدة الملايين – ElMillions
