fbpx
اخبارتحقيقاترياضةسياسة

إيهاب شوقى وتقرير هام عن المواجهة السورية الإسرائيلية (الجولان وقواعد الاشتباك الاقليمية والدولية الجديدة)

الجولان وقواعد الاشتباك الاقليمية والدولية الجديدة
إيهاب شوقي
تغيرت ليلة الخميس معادلات الردع وقواعد الاشتباك العسكري في المنطقة، ولم يعد مسموحا للطائرات الصهيونية باختراق الأجواء السورية والعودة بسلام.
بالطبع لم يكن التغير مفاجئا ولحظيا، وانما مر بمراحل عدة، أهمها التدريب العالي والامكانات الضخمة التي حازها الجيش العربي السوري بعد أن تعرض لعدوان دولي واسع النطاق لم يستطع قصم ظهره بل قواه.
ومنذ اسقاط الطائرة الصهيونية بصواريخ الدفاع الجوي السوري، وتحاول دولة العدو الاسرائيلي تجنب قصف اهداف سورية مباشرة، ولكنها لا تستطيع تصور حقيقة جديدة على الارض، وهي اقامة قواعد عسكرية ايرانية ونشوء أوضاع جديدة تجعل من محور المقاومة يتحرك كجبهة واحدة عند حدوث اي عدوان.
واصلت “اسرائيل” عدوانها واختراقها للسيادة السورية تحت زعم ضرب امدادات المقاومة ومنع تشكيل قواعد ايرانية، وتناست ان القوات الايرانية موجودة بموافقة واذن القيادة السورية، وبالطبع تناست ان الجولان ارض سورية محتلة وتعاملت معها كأرض اسرائيلية!
ماذا حدث ليلة الخميس
سبق ليلة الخميس عدوانين صريحين من “اسرائيل” على قواعد عسكرية داخل سوريا، وراح ضحيتها مستشارين ايرانيين، وتوعدت ايران بالرد، وفي ليلة التملص الامريكي من الاتفاق النووي مع ايران، صدرت تصريحات عدائية من نتنياهو، اعقبتها غارات على قاعدة الكسوة وهي قاعدة يوجد لايران بها قوات ومستشارين.
في ليلة الخميس جاء الرد بقصف جبهة العدو الصهيوني في الجولان بعشرات الصواريخ.
بيان الجيش العربي السوري:
أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية بيانًا أعلنت فيه أنه “بكفاءة نوعية وجهوزية عالية، تمكنت منظومات دفاعنا الجوي من التصدي وتدمير قسم كبير من موجات الصواريخ الإسرائيلية المتتالية فجر اليوم، والتي كانت تستهدف عددًا من مواقعنا العسكرية على أكثر من اتجاه”.
وتابع البيان إن “وصول عدد من صواريخ العداون الإسرائيلي تسبب بارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة اثنين آخرين بجروح، إضافة إلى تدمير محطة رادار ومستودع ذخيرة وإصابة عدد من كتائب الدفاع الجوي بأضرار مادية”.
وأكدت القيادة جهوزيتها للتصدي لأي عدوان بكل مسؤولية وحزم، مشددة في الوقت نفسه على “عقم أية محاولات لدعم الإرهاب المتداعي تحت ضربات جيشنا”.
رصد المقاومة لما حدث بالجولان:
عند الساعة 12:10 بعد منتصف ليل الأربعاء التاسع من أيار/ مايو 2018 استهدفت عدة مواقع عسكرية صهيونية في الجولان السوري المحتل بعشرات الصواريخ وعلى دفعتين. وقد طالت الصواريخ اهدافاً حساسة ترتبط باعمال الاستطلاع البشري والفني وجمع المعلومات ومراكز قيادة وسيطرة .
المراكز الإسرائيلية المستهدفة:
ـ مركز عسكري رئيسي للاستطلاع الفني والالكتروني
ـ مقر سرية حدودية من “وحدة الجمع الصوري 9900”
ـ مركز عسكري رئيسي لعمليات التشويش الالكتروني
ـ مركز عسكري رئيسي للتنصت على الشبكات السلكية واللاسلكية بالسلسلة الغربية
ـ محطات اتصالات لأنظمة التواصل والإرسال
ـ مرصد لوحدة أسلحة دقيقة موجهة أثناء عمليات برية
ـ مهبط مروحيات عسكرية.
ـ مقر القيادة العسكرية الإقليمية للواء 810
ـ مقر قيادة قطاع كتائب عسكرية في حرمون
ـ المقر الشتوي للوحدة الثلجية الخاصة “البنستيم”
وردت المدفعية الصهيونية بقصف طال محيط القنيطرة وأطلق عدة صواريخ باتجاه دمشق تصدت لها وسائط الدفاع الجوي السورية وأسقطتها.
واعترف العدو بعد ساعة من الضربة الصاروخية بأن كل مواقعه الحساسة في الجولان قد ضربت.
وعلم أن القبة الحديدية في الجولان فشلت في التصدي للصواريخ.
وفور بدء الضربة هرع المستوطنون في الجولان إلى الملاجئ لمدة أكثر من ساعة حتى ابلغتهم قيادة الجبهة الداخلية عند الساعة الثانية فجراً بامكانية الخروج من الملاجئ والبقاء قربها حتى إشعار آخر، واكتشف المستوطنون أن الملاجىء غير جاهزة للاستخدام.
رصد روسيا للعدوان الصهيوني:
ذكرت مصادر عسكرية روسية أن 28 طائرة حربية شاركت في الهجوم الجوي الإسرائيلي الواسع على أهداف إيرانية في سوريا في وقت مبكر من يوم الخميس وأطلقت 60 صاروخا.
تحليل مواقع المقاومة للمواقع الصهيونية المستهدفة:
في تحليل لموقع العهد اللبناني، قال التقرير في فقرات منه:
يمكن القول أن الضربة الصاروخية التي وجهت لأهداف حساسة في الجولان المحتل قد أضرت كثيراً بجاهزية جيش العدو الصهيوني الاستخباراتية في المنطقة الشمالية، فأغلب الأهداف التي تم دكها هي أهداف عالية الحساسية وتسهم ببناء الموقف والوضعية الاستخباراتية الآنية والمستدامة لصانع القرار العسكري والامني الصهيوني وهي تتكون من مجالات متعددة:
1ـ أهداف ترتبط بالقيادة والسيطرة
2ـ أهداف ترتبط بالجمع الفني والبشري المعلوماتي الحربي
3ـ أهداف ترتبط بالاستطلاع الاستراتيجي
4ـ أهداف ترتبط بوحدات ومنظومات التحليل للمعلومات ذات الطابع العملياتي
وتعتبر الوحدة 9900 التي تم استهداف أحد مقراتها واحدة من أهم الوحدات العسكرية الاستعلامية الفنية في جيش العدو، ويتحدث الخبراء الصهاينة عنها بفخر يكاد يلامس المبالغة، فهي وحدة سرية تتعامل مع المعلومات الحساسة ذات الطابع الاستراتيجي، تم فصلها لأهميتها عن الوحدة 8200 والتي تعتبر درة التاج في الاستخبارات الصهيونية.
أبرز المهام والعمليات المرتبطة بالوحدة :
أ‌ـ تقدم الوحدة يومياً أحدث الصور للمناطق العسكرية الخاصة بالجيوش العربية والتدريبات التي تجريها، وكل ما يدخل ويخرج إلى تلك الوحدات من الجيوش العربية، إلى مكتب وزير الجيش وكذلك رئيس هيئة الأركان، بالإضافة إلى رئيس شعبة الاستخبارات.
ب ـ تقوم برصد متواصل وعلى مدار الساعة للمنشآت النووية الإيرانية بدقة شديدة.
ت‌ـ تقوم مراقبة تحركات الجيوش وحركات المقاومة المعادية للكيان الصهيوني في المنطقة ، وإمداد قيادة الجيش الصهيوني بأية تطورات في مناطق الاهتمام .
ث‌ـ تعمل على تشخيص الأهداف والتحركات المستهدفة جغرافياً وزمنياً ومتابعتها على مدار الساعة وفي الزمن الحقيقي.
تداعيات الاشتباك في وسائل اعلام العدو:
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إنه على الرغم من أن سكان هضبة الجولان يواصلون حياتهم بشكل طبيعي على خلفية التوتر في الجبهة الشمالية وتبادل الضربات العسكرية بين “إسرائيل” وإيران في سوريا، يبدو أن الوضع الأمني فعل فعله وتسبب بموجة إلغاءات لمتنزهين خططوا للقدوم إلى المنطقة في نهاية الأسبوع المقبل.
وبحسب الصحيفة، قالت مديرة التسويق للسياحة في الجولان، عادي بن شبروت من مستوطنة “ألروم” إن “موجة الإلغاءات بدأت فور الحادثة ليل أمس”.
وفي أحد مواقع التخييم، على سبيل المثال، الذي كان من المفترض أن يكون مليئاً بأكمله في نهاية الأسبوع المقبل، فإن الحجوزات انخفضت إلى الصفر.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الجليل الأعلى أيضاً سُجّل إلغاء حجوزات في الفنادق، والأماكن السياحية المختلفة.
وقالت صحيفة “هآرتس” إن شهر أيار هو شهر مهم جداً بالنسبة للسياحة في الجولان، والتوتر المتواصل في الشمال، ومحاولة الهجوم الإيراني والرد الإسرائيلي في الأيام الأخيرة لا يبشران بالخير للسياح في المنطقة.
وفي هذا السياق، لفت رئيس شعبة السياحة في الجولان، صموئيل حزان، في حديث للصحيفة إلى ان سكان الهضبة يعيشون في الحقيقة في روتين نسبي أمام الفوضى التي تحيطهم، لكنه قلق كثيراً من وضع السياحة، التي هي عنصر أساسي في اقتصاد المنطقة، خاصة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
واضاف ان لدينا حالياً بين 60 إلى 80 نسبة إلغاء حجوزات، واكد أن السياحة في الجولان تلقت حالياً ضربة قاسية جداً، ولا أحد يعلم كم سيستمر هذا التوتر.
تداعيات سياسية داخل “اسرائيل”:
انتقد رئيس “حزب العمل” الصهيوني “آفي غباي” حكومة بنيامين نتنياهو، معتبراً أنها لا تملك “أفقاً سياسياً للصراعات العسكرية مع إيران والفلسطينيين”.
وفي كلمة له خلال مؤتمر “هرتسليا”، اعتبر غباي أن على كيانه الانضمام إلى “المسعى الدبلوماسي الدولي للتوقيع على اتفاق نووي جديد وعدم إدارة الظهر للأصدقاء في أوروبا”.
وأضاف رئيس “حزب العمل” الصهيوني أن حكومة نتنياهو تُركِّز على ما أسماه “الحلول العسكرية للمعارك في الجبهات المختلفة، متناسية أن الحلول الكبيرة للمشاكل والتحديات الإستراتيجية ليست عسكرية على الإطلاق”، مشيراً إلى أن “الحلول الكبيرة لهذه هي حلول سياسية، اقتصادية، واستراتيجية موجودة لدى المستوى السياسي، الذي يجب أن يسأل نفسه يومياً إذا كانت هذه النظرية لا تزال صائبة”.‎
ليبرمان يتراجع:
خفّض ليبرمان موجة التهديد قائلًا “ليس لدينا مصلحة بتصعيد؛ لكن علينا أن نكون مستعدين لأي سيناريو، هذه مرحلة جديدة تهاجمنا فيها إيران بنفسها، وليس عبر وسطاء.. “اسرائيل” مستعدة لكل السيناريوهات وتعمل على أن تكون المواجهة في حدودها الدنيا، معبّرًا عن أمله في طيّ “صحفة العنف الأخيرة” مع إيران على الحدود السورية، وأردف “آمل في أن هذه الفقرة انتهت وأن الرسالة وصلت إلى الجميع”.
تصريحات سابقة لليبرمان بعدم جهوزية جبهة الشمال:
وفي شهر مارس الماضي، حذر وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، من أن المواجهة مع “حزب الله” اللبناني يمكن أن تؤدي إلى عواقب مدمرة و خسائر بالغة في صفوف الإسرائيليين.
جاء ذلك ردا على سؤال حول ما إذا كانت الجبهة الداخلية مستعدة للحرب القادمة، خلال مشاركته في مؤتمر بالقدس المحتلة، وفق ما أوردته إذاعة “كان” العبرية.
وقال: إن “الجبهة الداخلية في الشمال ليست مستعدة بشكل كاف للحرب”، مبينا أن وزارة الأمن والحكومة الإسرائيلية استثمرت بالجبهة الداخلية بالمركز وعلى الحدود مع قطاع غزة أكثر من الاستثمار والرصد بالجبهة في الشمال.
وأضاف، “الوضع سيء على الجبهة الشمالية، علينا أن نستثمر حوالي مليار شيكل (300 مليون دولار) في السنة من أجل الوصول إلى نفس مستوى الحماية كما هو في الجنوب (غزة)”.
تقرير موقع ديبكا الصهيوني:
قال موقع “ديبكا فايل” الاستحباراتي الصهيوني في تقرير له، أن طهران تحتفظ بإمدادات صاروخية جديدة قادمة إلى سوريا ، لا تتأثر بالضربات الجوية الإسرائيلية التي تدمر الشحنات القادمة ، بما في ذلك الغارات الجوية واسعة النطاق لقوات الدفاع الإسرائيلية في وقت مبكر الخميس ، 10 مايو في منطقة دمشق. يتم شحن معظم الصواريخ إلى المطارات السورية بواسطة طائرات شحن إيرانية وسورية.
ولذلك ، فإن مصادر ديبكافيل العسكرية تنصح بالحذر في تقييم تعليق ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي بأن الأمر سيستغرق إيران وقتا طويلا للتعافي من غارات يوم الخميس على وحداتهم ومخازن الصواريخ ومراكز القيادة في سوريا. كما ذكر جيش الدفاع الإسرائيلي أنه تم إبلاغ القادة الروس في سوريا بالهجوم المضاد القادم للجيش الإسرائيلي على المراكز العسكرية الإيرانية بشكل عام. تؤكد مصادرنا أن قادة الحكومة والقادة العسكريين في إيران مصممون على استيعاب الهجوم الإسرائيلي – والاستمرار. لذلك ، لا يزال الجيش الإسرائيلي يمتلك مسافة طويلة ، قد تمتد إلى أشهر ، قبل أن تتأكد إسرائيل من أن إيران قد توقفت في جهودها لإنشاء قاعدة في سوريا كمنطلق للعدوان. إن تصميم طهران على المضي قدمًا في خطتها يوازي تصميم إسرائيل على إحباطها. حتى الآن ، لا أحد من الطرفين مستعد لكسر المواجهة.
وأضاف أن مصادر ديبكا العسكرية علمت أن الغارة الجوية على الكسوة ، جنوب دمشق ، ليلة الثلاثاء ، مباشرة بعد أن أعلن الرئيس ترامب الانسحاب الأمريكي من الصفقة النووية ، ضرب مركز قيادة إيراني لجنوب سوريا برئاسة اللواء حسين حمداني. ودمرت شحنة من صواريخ فتح 313. إن تسليم هذا الصاروخ يعني أن إيران تقوم بتحديث الأسلحة التي يتم شحنها إلى سوريا. فاتح 313 هو صاروخ ذاتي الدفع قصير المدى ، قامت بتطويره صناعة الأسلحة الإيرانية ، مدد نطاق فتح من 110 إلى 500 كم وحسّن من دقته.
ماذا بعد؟
من الصعب تصور مدى تدحرج الأمور والسيطرة عليها في ظل معركة صفرية للعدو الصهيوني وأمريكا تحت قيادتها الجديدة والتي يأتي على أولوياتها تنشيط المجمع الصناعي العسكري وهو أكبر الداعمين لترامب.
ويبدو أن الأمور ستتجه لمناوشات محدودة لن تنقطع لفرض كل طرف ارادته، فمن الجانب الصهيوني، لا تستطيع “اسرائيل” قبول مواقع للمقاومة متقدمة على حدود الجولان، تضاف الى جبهة لبنان مع جبهة الداخل الفلسطيني المحتل، وعلى جانب سوريا ومحور المقاومة، فلن يتم القبول بالتراجع عن المكتسبات التي بذلت من اجلها تضحيات كبرى بشرية ومادية عبر حرب استنزاف طويلة مع الارهاب المدعوم من امريكا و”اسرائيل” ودول (عربية)، ولا سيما وان الاستسلام للارادة الصهيونية يعني وجود “اسرائسل الكبرى” التي بشر بها شيمون بيريز في مخطط الشرق الاوسط الجديد ومضافا لذلك الاوضاع العربية الجديدة التي حدثت والتي وصلت لحد دعم العدوان الاسرائيلي والقبول بالتنازل عن القدس عمليا بعيدا عن شعارات الرفض الخاوية والتي كللت بصمت عربي رسمي عن العدوان وبتصريح بحريني بأن من حق “اسرائيل” الدفاع عن نفسها!
هذه المعركة الصفرية ربما تتدحرج ككرة الثلج لينشب على اثرها اشتباك موسع قد يصل لحرب عالمية مصغرة او كبرى، وعلى اقل تقدير ينشب على اثرها حرب اقليمية كبرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com