fbpx
اخبارتحقيقاترياضة

الدستور وتقريرهام للصحفى جرجس صفوت حكاية كتاب رفضه الأقباط والكنيسة

بين الحين والآخر، تشهد الكنيسة المصرية محاولات مجهولة المصدر، للعبث بثوابتها، بشكل غير مباشر، الأمر الذي قد يؤدي لتأجيج انقسامات.

ففي الفترة الأخيرة شهد الشارع الكنسي، قيام بعض المجموعات اللاطائفية، بزيارة منازل الأقباط في أنحاء الجمهورية، لاسيما قرى ونواحي الصعيد المصري، وإهدائهم كتيبًا يحمل شعار “المعنى الصحيح لإنجيل المسيح”.

على الرغم من بساطة التعليم الديني لبعض الأقباط، فإن الكنيسة غرست في نفوسهم عدم قبول أي كتيبات خارجة عن يد الكهنة المعتمدين والخدام المعروفين لديهم، حرصًا على سلامتهم الروحية من الطوائف غير المعتد بها مثل شهود يهوه والأدفنتست، وهو ما دفع العديد من الأسر لرفض الكتيبات التي تأتي في شكل “هدية مجانية”، إلا أن المجموعات المشار إليها تلح على الأسر القبطية لقبول تلك الكتيبات، مع التأكيد على أنه سيقومون بالزيارة مرة أخرى.

الكتيب المُشار إليه، يحمل بين طياته ترجمة للنصوص الإنجيلية، إلا أنها وفقًا لمؤسسة دار الكتاب المقدس وهي المؤسسة المنوط بها طبع وتوزيع الإنجيل في مصر- ترجمة غير صحيحة، ولم تلتزم بمعايير الترجمة المتعارف عليها أثناء ترجمة النصوص الدينية والمقدسات المسيحية.

كما شهد الكتيب المشار إليه، استبدالًا لبعض المصطلحات الكتابية، بحجة أن ذلك يؤدي إلى تبسيط النص الكتابي لتتواءم مع كافة الثقافات المختلفة بمصر وخارجها، إلا أن ذلك الاستبدال أو التبسيط أخل بمعنى العديد من الآيات، وهو ما يعد أزمة كنسية، لاسيما وأن تلك الآيات تعتبر عاملًا مهمًا في إثبات العقائد المسيحية من تجسد وفداء وقيامة السيد المسيح.

وقال الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إن هناك أربعة كتب محرفة، وليس كتابًا واحدًا وتحمل أسماء المعنى الصحيح لإنجيل المسيح، والبيان الصحيح لحواري المسيح، والإنجيل قراءة شرقية، وقراءة صوفية لإنجيل يوحنا.

وأضاف الأنبا إرميا في بيان له، أن هذه الأربعة كتب محرفة النصوص، وهي كتب لم تصدر من دار الكتاب المقدس أو طُبعت به، وهو الجهة الوحيدة المنوط لها طباعة الكتاب المقدس في العالم، كما أن هذه الترجمة تنشر بدعًا وهرطقات لهدم الإيمان المسيحي السليم، هذا بجانب أن المقصود من هذا التحريف نقض وهدم العقيدة المسيحية وإضاعة لاهوت وجوهر السيد المسيح، بالإضافة إلى أن أصحاب هذه المؤامرة المتشعبة والمترامية الأطراف في استخدام ترجمات فاسدة ذات صبغة أريوسية لإحياء هرطقات انتصرت عليها الكنيسة منذ قرونها الأولى.

وتابع: “نحذر من هؤلاء الناشرين بأفكارهم وأتباعهم، “ولكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا!” غلاطية (1: 8)”.

– الكنائس تتبرأ

عادة لا يصدر مركز الكنيسة القبطية الأرثوكسية اللإعلامي، برئاسة القس بولس حليم، متحدث الكنيسة الرسمي، بياناتها ذات الأهمية القصوى، ففي ساعة متاخرة، وتحديدًا بعد الساعة الـ12 من منتصف الليل، ورغم ذلك فقد أطلق “حليم” بيان الكنيسة الأحدث في مثل تلك الساعة، مما أشار إلى أهميته.

وجاء بيان الكنيسة الصادر بعد 12 دقيقة، من تمام الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل، من مساء أمس الجمعة، في شكل تحذيري، وحذرت فيه الكنيسة من مجموعات مجهولة تتوجه إلى المسيحيين، وتحاول أن تقدم لهم مجانًا كتبًا مزورةً للإنجيل المقدس وتلح عليهم لقبولهما- وذلك حسب نص البيان الكنسي.

البيان المُشار إليه، أكد رفض الكنيسة التام لمحتوى هذه الكتب وغيرها من الكتب التي وصفها بـ”الفاسدة والتي تحاول أن تجذب القارئ بإقحام عبارة إنجيل المسيح في عناوينها”، كما أشادت الكنيسة الأرثوذكسية ببيان مؤسسة دار الكتاب المقدس بمصر، والتي أعلنت خلاله عن أنها الجهة الوحيدة التي تتولى مسئولية طبع الكتاب المقدس وتوزيعه من خلال الكنائس إلى جانب مكتبات الدار.

كما أكدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على رفضها التام لهذه الكتب، التي يتنافى محتواها بشكل كامل مع أساسيات الإيمان المسيحي، مهيبة بالجهات المعنية الوقوف بحزم ضد من يقف وراء هذه الإصدارات الملفقة والكاذبة التي تعبث بالسلام المجتمعي من التلاعب بنصوص الكتب المقدسة.

بالعودة خطوة إلى الوراء، نجد أن مؤسسة “دار الكتاب المُقدس”، التابعة للكنيسة الإنجيلية بمصر، نفت في بيان صدر في نفس توقيت بيان الكنيسة القبطية تقريبًا، علاقتها بكتاب “المعنى الصحيح لإنجيل المسيح”، وهو عنوان الكتاب الذي أشارت إليه الكنيسة القبطية، مشيرة إلى أنها لم تشترك في أي عمل يخص الكتاب المذكور، مشددةً على أن لجنة داخلية متخصصة اطلعت على الكتاب ورفضت مضمونه ومنهجية إعداده.

وأثار كتاب “المعنى الصحيح لإنجيل المسيح” ضجة ملحوظة الأيام الماضية، إثر تداول مقتطفات من محتواه تضمنت ترجمة لبعض آيات الكتاب المقدس، تعمد إلى تقديم معان للآية تتنافى مع أساسيات الإيمان المسيحي.

وعلى صعيد مُتصل، نفى سنودس النيل الإنجيلي، التابع للطائفة الإنجيلية بمصر، وجود أي علاقة للطائفة بترجمات الكتاب المقدس المطبوعة في الخارج، مع التأكيد على أنه ليس له علاقة بالترجمات المزعومة التي صدرت من مؤسسة خارج مصر تحت اسم “المعنى الصحيح إنجيل المسيح، والبيان الصريح لحواري المسيح”.

وقال سنودس النيل الإنجيلي، في بيان له: “إنه لم تشارك الكنيسة الإنجيلية أو أي من مجالسها أو مؤسساتها في هذه الترجمات، كذلك لم يكلف السنودس أحدًا من أعضائه بالمشاركة في تلك الترجمات”.

– ردود أفعال

قال الشماس الإيبوذياكون كيرستوفر فريد، الحاصل على دبلوم معهد الدراسات القبطية، إن المجموعات التي تجوب الشارع الكنسي، تعرف ماذا تفعل بدليل أنها تستهدف بعض الأسر التي تتميز ببساطة المعرفة الكنسية.

كما أشار فريد إلى أن أكبر ما يدل على عدم طائفيتهم، هو إعلان الكنائس المصرية برائتها منهم ومن كتيبهم، الأمر الذي يؤكد أنهم لا ينتمون إلى أي كنيسة من الكنائس المعروفة في مصر سواء كانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أو الكاثوليكية أو الإنجيلية أو الأسقفية أو الروم الأرثوذكس.

ريمون عزيز، الخادم الكنسي والمحامي، قال إن مناشدة الكنيسة للجهات المعنية بالتدخل، أمر حكيم، ومن حق الكنيسة أن تقاضي تلك المجموعات لأنه لا يحق لأي أحد أن يقوم بطباعة الإنجيل مع استبدال مصطلحات منه لتغيير المعنى، الأمر الذي قد يؤدي فيما بعد إلى فتن وعواقب غير محمودة.


 
الدستور


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com