مقالات رئيس التحرير

الشرق الأوسط الجديد لتحقيق الهدف الأكبر من النيل الى الفرات

الأحداث المتلاحقة فى الشرق الأوسط تجعلنى أتوقف أمام المشهد الإقليمى وبالطبع المصرى مصدوما أحيانا ،ومتخوفا أحيانا أخرى ، ومتسائلا فى كل الأحيان ماكل هذا الصراع حول مصر ، مصر فى بؤرة الأحداث شئنا أم أبينا . مصر هدف للأعداء والأصدقاء فى نفس الوقت ، مصر مستهدفة سواء بنية حسنة أو نية سيئة ،مصر هى الشماعة التى يعلق الجميع  نتائج تخاذلهم وأخطائهم وعقوقهم وهمجيتهم ورعونتهم عليها ، مصر مطالبة بتحمل أخطاء الجميع . حرب غزة مصر مطالبة بتحمل نتائجها . حرب جنوب لبنان وحزب الله مصر مطالبة بالتدخل . الحلول المقترحة التى تدخل فى دائرة المستحيل على مصر أن تتقبلها . قضايا كارثية على القيادة المصرية مواجهتها وإيجاد حلول لها وخلق مخرج دبلوماسى سياسى دون مواجهة صريحة . فنلجأ لقمة عربية لتوحيد الكلمة فنقابل تخاذل عربى غريب بحجج واهية  متغاضيا عن الهدف الرئيسى وهو إنقاذ الموقف وإنقاذ غزة وإنقاذ فلسطين التى على وشك الانهيار والاختفاء ، ورسم حدود جديدة لمنطقة الشام ليس من بينها فلسطين . البعض رفض المجىء لأنه لم يكن فعالا فى الجلسات التحضيرية التجهيزية . هذا هو حال مايسمى بالمغرب العربى . الحرب مشتعلة فى ليبيا والسودان واليمن وسوريا ولبنان . والعراق محتل . يبقى الخليج والسعودية . أما الأردن فلها نفس ظروف مصر فى تماسها مع حدود المشكلة ، مصر تواجه الموقف بمفردها منذ اللحظة الأولى ، هذا بصراحة شديدة ، وعلى القيادة المصرية أن تتصدى . ولايخلو الوضع من محاولة إسقاط مصر . فالموضوع لايخص الموقف المصرى من غزة . ولكنه مدخل جديد لاستمرار المحاولات الفاشلة لاسقاط مصر او لمحاولة إضعافها . الموضوع ليس حماس أو المقاومة أو تحرير غزة أو دولة لفلسطين . الأصل تصدير حماس الى مصر . فإسرائيل وأمريكا بكل إمكانياتهما لم تستطيعا إنهاء وجود حماس . فعلى مصر ان تتحمل تبعات فشلهم وتدخل حماس الى مصر فتضرب فى مصر وتضرب فى إسرائيل وتحدث مواجهة بين مصر وإسرائيل وتكون حجة لإحتلال سيناء مرة أخرى لتصل الى النهر . ومع سقوط سوريا واحتلال العراق تصل الى النهر الكبير الفرات وتتحقق حدود إسرائيل التوراتية من النيل الى الفرات . هذا هو حال مصر . فأفيقوا يامصريين  

هانى الجزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى