متابعة : نورا نصيف
فوشيا – سماح المغوش
ارتفعت في السنوات الأخيرة نسبة الإقبال على تدخين النرجيلة خاصة في فئة النساء، حيث ظلت مسألة تدخين السيجارة بالنسبة للمرأة عرضة للانتقادات، فهي تسقط في خانة السلوك غير الأخلاقي أو الشاذ أو الذي ينافي التقاليد الشرقية، لذا أقبلت النساء بشكل كبير على تدخين النرجيلة التي تتحدى التقاليد كتعويض عن صورة السيجارة السلبية، حيث ظلت النرجيلة أقل عرضة للانتقادات والسلبيات.
موضة وبرستيج
تقبل النساء خاصة المراهقات على النرجيلة من باب الموضة، إذ يوحي شكلها بقارورة الزجاجة والحبل الممتد بالفخامة والأبهة، كما أنّ جلسات السمر والأصدقاء تعزز من تواجدها حيث تضفي جواً من الحيوية والألفة.
ويعد الوقت الذي تعد فيه المرأة النرجيلة في منزلها وتدخنها أحد أشد أوقاتها متعة وخصوصية، فالكثير من النساء ينتظرن ساعة النرجيلة بفارغ الصبر، حيث يعتبرنها وسيلة للاسترخاء وإعادة تصفية الذهن.
كما أّنّ طرق إعداد النرجيلة مغرية ما يجعل كثير من النساء يتنافسن في طرق إعدادها وإضفاء نكهة مميزة عليها.
إغراء المقاهي
النرجيلة أحد أهم وسائل الكسب بالنسبة للمقاهي، فالمقهى الذي يحوي ضمن قوائمه على النرجيلة لا يخلو مطلقاً من الزبائن خاصة منذ بدء ساعات المساء حتى الفجر، لذا تتفنن المقاهي في خلطات وطرق إعداد النرجيلة لكسب أكبر عدد من ضيوفها. وعاماً بعد عام يزداد تنوع قائمة نكهات النرجيلة، فهناك تفاحتين، والنرجيلة بالنعناع، وبالفراولة، وبالعنب، والشمام، والبطيخ، وغيرها الكثير، وتفضل النساء عموماً النكهات الخفيفة على الثقيلة.
النرجيلة.. شرّ أهون من شر
نظراً لأنّ تدخين السجائر ضار جداً بالصحة ولا تتوقف الهيئات الصحية والطبية العالمية عن التحذير من مخاطره، حيث يعدّ تدخين السجائر أحد أهم عوامل ارتفاع عدد الوفيات في العالم خاصة في مرض سرطان الرئة، ولأنّ المرأة تتعرض لمختلف التغيرات الهرمونية في حياتها خاصة مع الحمل والولادة لا تحبذ التعاطي مع السيجارة كثيراً، لذا تفضل النساء عادة اللجوء إلى النرجيلة مبررات ذلك بأنّ النرجيلة لا تتلقفها اليد بشكل يومي أو عدة مرات، فيظل شبح الإدمان بعيداً.
كما أنّ شائعات النكهات التي تخفف السعال ساهمت في انتشار عادة تدخين النرجيلة، ولكن رغم ذلك تعد النرجيلة أخطر بأضعاف من السيجارة، كما أنّ إدمانها يصل إلى تدخينها بشكل يومي عند الكثير من النساء.
تاريخ النرجيلة
لا أصل تاريخي دقيق للنرجيلة فهناك عدة روايات متضاربة حول جذورها، فهي تارة من الهند وتارة من فارس وتارة هي من الجزيرة العربية.
ولكن انتقال النرجيلة للجزيرة العربية جاء عبر خطوط التجارة مع الهند بشكل عام، ولكن الإنسان العربي ارتبط فعلياً بالنرجيلة في العهد العثماني التي حكمت المنطقة لقرون طويلة.
وللنرجيلة عدة أسماء في المنطقة العربية، فهي شيشة (وتعني الزجاج في اللغة الأعجمية) وتنتشر هذه التسمية في شمال أفريقيا والخليج العربي.
وأركيلة في بلاد الشام والنركيلة في العراق، والرشبة في اليمن، وقليان في إيران، وحقة في شبه الجزيرة الهندية.