متابعه : كارولين سمعان
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في سوريا أمس بالتحليل ونشرت عنها التقارير، وناقشتها بعض الصحف في افتتاحياتها، ومنها الفاينانشال تايمز التي نشرت مقالا بعنوان “حذار من تعليق آمال على الهدنة في سوريا”، كتبه ريتشارد هاس.
يقول هاس “أعلن وقف إطلاق النار الأخير في سوريا قبل أسبوع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. هذا دفع البعض لأن يأمل بأن النزاع الذي خلف مئات آلاف القتلى وأدى إلى نزوح معظم السكان يتجه نحو النهاية، لكن للأسف ليس هذا هو الحال”.
وتقوم الهدنة على توقف الجيش الحكومي المدعوم من روسيا ومنظمات المعارضة السنية المدعومة من الولايات المتحدة وبعض الدول المجاورة عن نشاطاتها العسكرية، تمهيدا لدخول المساعدات الإنسانية إلى مدينة حلب المحاصرة، يعقب ذلك قصف أمريكي روسي لمواقع التنظيم المعروف باسم “الدولة الإسلامية” وجبهة النصرة.
ويتساءل الكاتب: “ما هو احتمال أن يتحقق كل هذا؟”.
قد يكون الروس راغبين بهدنة محدودة بعد أن ساعدوا مع الإيرانيين على تقوية مواقع الحكومة. ويرغب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أن يظهر بمظهر رجل السلام بعد ما حصل في أوكرانيا، لكن على أرض الواقع ستسير الأمور بشكل مختلف.
ويقول الكاتب إن الحكومة السورية معروفة بقلة التزامها بالهدنة، كذلك قد لا تلتزم بها بعض التنظيمات السنية المعارضة.
في هذه الأثناء، بعض اللاعبين الآخرين كإيران وحزب الله والسعودية وتركيا وجبهة النصرة لديهم من الأسباب ما يدفعهم للاستمرار بنهجهم السابق، والحقيقة أن النزاع في سوريا هو أكثر من نزاع.
ويستمر الكاتب في استعراض تعقيدات الوضع، ويستنتج في النهاية أن هذه الهدنة لن تنهي النزاع، ولن تمهد حتى لمرحلة انتقالية لحل سياسي، والتوقع الواقعي سيكون ربما حماية المدنيين بشكل أكبر.
دروس من ليبيا
حملت إحدى افتتاحيات صحيفة الديلي تلغراف العنوان أعلاه.
تقول الصحيفة إنه لو حاولت أجيال المستقبل تقييم أداء رئيس الوزراء المنصرف ديفيد كاميرون فإن قراره بالانضمام إلى فرنسا في عملياتها العسكرية ضد نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا عام 2011 لن يحظى بتقييم إيجابي.
كان كاميرون حريصا على تأكيد أن بريطانيا خطت بدعم من الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن، وأن التدخل العسكري كان ضروريا لمنع القذافي من إبادة الآلاف.
لكن ما اتضح من التقرير الذي أعدته لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان حول ليبيا هو أن محاولة كاميرون لتطوير نموذج جديد للتدخل العسكري ضد الأنظمة المارقة يشوبه الكثير من الخلل، كما في حال مبررات رئيس الوزراء السابق توني بلير في العراق.
ويخلص التقرير إلى أن قرار التدخل في ليبيا لم يكن مبنيا على تعليمات استخبارية دقيقة، حيث جرى تهويل الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها المدنيون في بنغازي، كما تم تجاهل وجود الإسلاميين بين صفوف المعارضة.
المجر تعامل اللاجئين “كحيوانات برية”
وفي صحيفة الغارديان نطالع تقريرا أعده ماثيو ويفر وباتريك كينغسلي عن تراشق بالاتهامات بين مسؤولين في المجر ولوكسمبورغ.
وأشار التقرير إلى مقابلة أجرتها صحيفة “ديفيلت” الألمانية مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن طالب فيها بتجميد عضوية المجر في الاتحاد الأوروبي أو إلغاء عضويتها بشكل نهائي، بسبب معاملتها للاجئين بشكل “أسوأ من الحيوانات البرية”.
“من يبني أسوارا أمام اللاجئين الهاربين من الحروب أو ينتهك حرية الصحافة واستقلال القضاء يجب أن يجمد أو يطرد من الاتحاد”.
ودعا إلى تغيير القوانين لتسهيل إمكانية طرد المجر من الاتحاد.
ورد وزير الخارجية والتجارة المجري بيتر سيارتو واصفا أسيلبورن بأنه “طائش ومغرور ومحبط”، وقال إن المجريين هم من يقرر مع من يريدون أن يعيشوا “لا بيروقراطي في بروكسل”.
وجاءت ردود الفعل في بروكسل بعد حملة أطلقتها الحكومة لإجراء استفتاء شعبي على سعي الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع اللاجئين على الدول الأوروبية، ومحاولة الحكومة المجرية التأثير على نتائج الاستفتاء بتخويف الشعب المجري من المهاجرين.
زر الذهاب إلى الأعلى