اصبحت ظاهرة العنف والشغب فى الملاعب ظاهرة واسعة الانتشار فى الاونة الاخيرة وهذه الظاهرة ليست حديثة فى المجال الرياضى و وانما هى ظاهرة قديمة قدم الرياضة التنافسية , ولكن الجديد هو تعدد مظاهر العنف والشغب وتغير طبيعته وتعدى الحدود حتى وصل الى القتل العمد او الاصابة الجسيمة واتلاف المنشات وحرقها .
ومع تقدم المجتمعات , اصبحت ممارسة الرياضة اكثر تنظيما وانتظاما , واصبحت يحكمها قوانين وقواعد لكافة اطراف المنظومة الرياضية , وشاعت الممارسة الرياضية والتفاعل من جميع طبقات المجتمع مما اوجد حالة من التجمع البشرى بخلفيات وسمات مختلفة ومتباينة والذى تنامى معه انواع من العنف والشغب داخل الملاعب وخارجها لعدة عوامل متشابكة , وهو موضوع جدير بالاهتمام لما له من ابعاد امنية واجتماعية واقتصادية ايضا خطيرة , حيث ان اعمال الشغب والعنف تعد من ابشع صور الاضرار بامن المجتمع واستقراره .
وياتى باب مكافحة الشغب وسلامة الجماهير من اهم الابواب فى قانون الرياضة الجديد المزمع اصداره فى الوقت القريب , حيث يحتوى على 21 بندا ويتضمن عقوبات قاسية لمن يقوم باعمال شغب وعنف فى المباريات مما يضع سلامة الجماهير واللاعبين والحكام وكل اطراف اللعبة فى خطر , ومن ابرز هذه العقوبات السجن لمدة لاتزيد عن خمسة سنوات وغرامات مالية تتراوح ما بين 20 الفا و50 الف جنيه , واذا تسببت الالعاب النارية فى قتل احد الاشخاص يتم عقاب مستخدمها بعقوبة القتل العمد , وفى حالة اصابة احد الاشخاص تكون العقوبة هى السجن الى خمسة سنوات , بالاضافة الى تقنين مجموعات الالتراس .
لذا نناشد مجلس النواب بسرعة مراجعة القانون والموافقة علية وسرعة اصداره وتفعيل بنوده لمواجهة اعمال الشغب والعنف داخل الملاعب وخارجها قبل استفحال الامور , كما نقدم بعض التوصيات التى قد تسهم فى مكافحة الشغب والعنف المتزايد فى الملاعب وسلامة الجماهير ونلخصها فى الاتى : –
– وضع ضوابط اخلاقية وقانونية لابتعاد رؤساء الاندية والمؤسسات الرياضية عن الاثارة الصحفية وعن مهاجمة الحكام والمسئولين وعدم اثارة الجماهير , وكذا الزام رابطة المشجعيين ومجموعات الالتراس ايضا يضوابط اخلاقية وقانونية فى التشجيع اثنا ء المباريات وبعدها وفرض عقوبات صارمة للمخالفين
– تخصيص اماكن منفصلة للاحتفال بالفوز والتعبير عن الفرحة تحت اشراف الجهات المسئولة
– اختيار القيادات الصالحة لقيادة رابطة المشجعين ومجموعات الالتراس فى النوادى الرياضية على ان يتصفوا بالحكمة واللياقة فى التشجيع وان يتم تكليفهم بمسئوليات واشراكهم فى عمليات التامين
– اقامة ندوات ومحاضرات خاصة لرابطة المشجعين ومجموعات الالتراس تتناول اهمية تنمية الوح الرياضية لدى المشجعين واهمية احترام القواعد والقوانين وانظمة التشجيع
– ضبط دخول الافراد والجمهور للاستاد ومن المهم فى هذه النقطة بالتحديد ان يتم الاستعانة بوسائل التكنولوجيا الحديثة مثل استخدام التذاكر الذكية لدخول الاستاد والمميكنة والمزودة بباركود لضمان عدم تزويرها والمزودة ببيانات مستخدمها من خلال حجزها ببطاقة الرقم القومى , وترقيم المقاعد وتمييزها بالوان مختلفة والاستعانة فى التامين يشركات الامن الخاص بالتنسيق مع الاجهزة الامنية المختلفة مع تحديد الادوار والمسئوليات
– تشديد اجراءات التفتيش والاستعانة بالبوابات الالكترونية الحديثة القادرة على قراءة باركود التذكرة واجهزة كشف المفرقعات والتفتيش الدقيق ومنع ادخال الالعاب النارية والاسلحة بكافة انواعها والولاعات وكافة الممنوعات
– الفصل التام للمدرجات بين مشجعى الفريقين وضمان عدم التقائهم ودخولهم وخروجهم من بوابات متباعدة مع توفير كافة وسائل العلاج والراحة والاسعافات الاولية
– انتشار رجال البحث الجنائى فى المدرجات وتواجدهم وسط الجماهير
– وضع خطة امنية شاملة كافة التوقعات للتامين داخل الملعب وخارجه والطرق والممرات وخط سير الفرق والجمهور قبل واثناء وبعد المباراة ووضع الخطط البديلة وتعيين طرق بديلة ايضا ووضع خطة اخلاء وطوارىء
– توحيد القيادة ومصدر القرار فى الطوارىء وتعيين خلية ازمة بالاستاد اثناء المباراة وبعدها و نشرثقافة التعددية وقبول الاخر والروح الرياضية وقبول الهزيمة واحترام قواعد اللعبة والمنافسيين
– التدريب المستمر للقوات الامنية وعناصر التامين على الخطط الامنية لتامين المباريات مع التاكد من استيعاب القوات لهذه الخطط واعداد سيناريوهات محتملة والتدريب عليها بالتنسيق مع خلية الازمة
لواء دكتور / ممدوح مجيد استاذ القانون والمحاضر باكاديمية الشرطة والباحث فى مجال العلوم الامنية