أعلنت وزارتا الخارجية والدفاع الفرنسيتان عن تجميد جميع الصادرات الفرنسية من الأسلحة إلى تركيا على خلفية عمليتها العسكرية بشمال شرقي سوريا.
وجاء في بيان مشترك للوزارتين، اليوم السبت: “في انتظار وقف هذا الهجوم، قررت فرنسا تجميد كل الخطط الخاصة بتصدير الأسلحة إلى تركيا، والتي يمكن استخدامها في هذا الهجوم”.
وأضافتا أن هذا القرار يدخل حيز التنفيذ فورا، مشيرتين إلى أن العملية التركية في سوريا تهدد أمن أوروبا.
وفي وقت سابق أعلن كل من ألمانيا وهولندا والنرويج وفنلندا عن تعليق صادرات الأسلحة إلى تركيا، التي قد تستخدمها خلال عمليتها العسكرية ضد الوحدات الكردية بشمال شرقي سوريا.
جدير بالذكر أن فرنسا كانت قد انتقدت العملية التركية، ودعت أنقرة لوقفها، محذرة من وقوع كارثة إنسانية، وتعزيز مواقع تنظيم “داعش” في المنطقة.
المصدر: رويترز
قوات تقودها تركيا تدخل مدينة رأس العين السورية الحدودية مع احتدام القتال
أنقرة/بيروت (رويترز) – تقدمت قوات من جماعات سورية معارضة تدعمها تركيا إلى داخل مدينة رأس العين في شمال شرق سوريا يوم السبت لكن لم يتضح مدى توغلها إذ تقول تركيا إن هذه القوات تمكنت من السيطرة على وسط المدينة بالفعل بينما نفت القوات التي يقودها الأكراد ذلك وقالت إنها شنت هجوما مضادا.
تأتي المعركة في رأس العين بينما تواصل تركيا لليوم الرابع عملية عسكرية عبر الحدود ضد الأكراد في سوريا رغم انتقادات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتحذيرات من فرض عقوبات إذا لم تتوقف.
وقالت واشنطن إن التوغل التركي يلحق ”ضررا بالغا“ بالعلاقات مع أنقرة. وقالت ألمانيا، حليف أنقرة في حلف شمال الأطلسي، إنها حظرت صادرات الأسلحة لتركيا. وندد الأمين العام لجامعة الدول العربية بالهجوم.
وبدأت تركيا عمليتها العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها جماعة إرهابية بعد أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعض قواته التي تدعم المقاتلين الأكراد في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وأثار الهجوم انتقادات دولية حادة ومخاوف من تداعياته الإنسانية التي تشمل نزوحا جماعيا للمدنيين والمخاطرة بإحياء تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مع تزايد إمكانية فرار أسرى التنظيم المتشدد من السجون الكردية.
وقالت الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا التي يقودها الأكراد إن ما يقرب من 200 ألف نزحوا بسببه. وقدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عدد النازحين بأكثر من مئة ألف من مدينتي تل أبيض ورأس العين.
وذكرت تركيا أنها تسعى لإقامة ”منطقة آمنة“ داخل سوريا لسبب أوسع نطاقا وهو إعادة توطين الكثير من اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم ويبلغ عددهم نحو 3.6 مليون لاجئ. وهدد أردوغان بالسماح لهم بالتوجه لأوروبا إذا لم تحظ بلاده بدعم أوروبي.
ونشر مسؤولون صورا تظهر شوارع مهجورة ومقاتلين من المعارضة السورية يدوسون على رايات جماعات كردية.
وقال مسؤول أمني تركي كبير لرويترز ”سيطر الجيش الوطني (السوري المعارض) على وسط المدينة (رأس العين) هذا الصباح. وتجرى عمليات تفتيش في مناطق سكنية. يجري تنفيذ عمليات تفتيش عن الألغام والشراك“.
لكن قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية العنصر الأساسي فيها سرعان ما نفت أنها خسرت وسط مدينة رأس العين.
وقال مروان قامشلو المسؤول الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية إن القوات قامت فقط ”بتراجع تكتيكي“ بعد قصف تركي عنيف على مدى ساعات.
وأضاف ”الآن بدأ الهجوم من قوات سوريا الديمقراطية وهناك اشتباكات عنيفة جدا الآن… الاشتباكات ما زالت مستمرة في حي الصناعة“ مشيرا إلى أنه الجزء الأقرب إلى الحدود التركية.
ومع حلول الليل قال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن القوات ما زالت تسيطر على الوضع داخل رأس العين وما زالت الاشتباكات العنيفة مستمرة هناك.
لكن المسؤول التركي الكبير قال إن عناصر وحدات حماية الشعب فرت إلى الجنوب ”كلها تقريبا“. وقال مراسل من رويترز إن المدفعية التركية تواصل قصف أجزاء من المدينة.