fbpx
اخبارتحقيقاترياضةمقالات رئيس التحريرمنوعات

اوردغان …. ورقصة الموت

بقلم : جمال رشدي

تناثرت وتنوعت الآراء بخصوص ثورة الجيش التركي ضد نظام اوردغان .. فهناك من قال انها مجرد تمثيلية أرد بها اردوغان تجريف مؤسسات الدولة والجيش من اتباع أتاتورك الذي يشكل له هاجس يلاحقه في كل خطواته.. ومنهم من قال انه انقلاب فعلي لكن أحبط بخروج الشعب عليه .. وتعددت وتنوعت التحليلات والتفسيرات… وبعد أن هدأت عاصفة الأحداث قليلا في تركيا فقد اجتهد أن استفرأ تلك الأحداث من زواية عدة ومصادر مختلفة ورؤية متسعه… فالذي حدث في الحاضر يتم تشخيصه من داراسة الماضي والذي يحدث في المستقبل يتم تقيمه من رؤية الحاضر . هكذا علمني اختصاصي الإداري وثقافتي السياسية فمنذ أكثر من 25 عاما وانا اعيش في دهاليز أزقة العمل الإداري والسياسي … أولا .. نتجول سويا في تركيا منذ أن تولي اردوغان مقاليد الحكم في البلاد وحدوث طفرة قوية في كل مناجم الحياة الاقتصادية والعلمية … ونتسأل سويا هل تركيا التي تشارك الغرب في الحدود .. تسمح لها أوروبا وامريكا بتلك الطفرة القوية بدون حسابات ؟ …. إليكم الإجابة … وجود اردوغان وتركيا مرهون بالمخطط الخاص بالشرق الأوسط الكبير وبالفوضة الخلاقة التي أعلنت عنها أمريكا منذ سنوات .. واردوغان هو جزء من ذلك المخطط وأداة لتنفيذه… فذلك المخطط كان يحتاج نموذج يحتذي به عند التنفيذ . وأيضا يحتاج الي أداة قوية للمساعدة في التنفيذ .وبجانب ذلك يحتاج ذلك النموذج الي بعض المواصفات منها الرعونة والاندفاع والتبعية… وكل ذلك توفر في شخص اردوغان. وبمباركة من أمريكا قامت دول الخليج بضخ استثمارات ضخمه لا سيما في مجال العقارات . وفتح الغرب استثماراته للمساهمة في تنمية تركيا ناهيك عن عنصر السياحة الضخم الذي توافد علي تركيا خلال السنوات الماضية كل ذلك كان بمثابة تقوية مخالب قط ليكون قادر علي غرس انيابة في الجسد العربي وعند انتهاء المهمة يتم تكسير أنياب القط وتحطيم جسده ..فمنذ اندلاع الخريف العربي ظهرت تركيا في المشهد كنموذج لحركة الإخوان يمكن تعميمها في تلك الدول بمساندة أمريكا والغرب حتي تكون تلك الحركات مسمار في نعش الاجتماعات العربية وعلي المدي القصير تتناثر وتقاتل مع مكونات المجتمع ومستقبلا يكون التفتيت والتجزئة. وسايس بيكو جديد في المنطقة .. وكل ذلك لضمان أمن واستقرار إسرائيل لتكون الشرطي الاقوي والأول في المنطقة ..وتداخلت تركيا في الأحداث وساهمت في صعود حركة الإخوان للحكم في كلا من تونس ومصر وتصارعت الأحداث في سوريا ولعبت تركيا دورا محواريا في تأسيس وتسليح ما يسمي بالمعارضة وأصبحت أراضيها معسكرات إيواء وتدريب الإرهابيين من كل حدب وصوب وارسالهم الي الأراضي السورية .. وبعد قيام ونجاح ثورة 30يونيو العظيمة في مصر بخلع نظام الإخوان .. اختل اردوغان توازنه النفسي والعقلي وأصبح يتراقص بعلامة رابعه كمثل الصبية ويهاجم مصر ونظامها في كل مناسبة .. وليس حبا في الإخوان اختل توازن اردوغان . لكن لعلمه أن وجودة وقوته ودعمه من الغرب مرتبط بنجاح مشروع القوضي الخلاقة في الشرق الاوسط . هنا فقط علم اوردغان ان ايام نظامه معدودة اذا فشل ذلك المشروع .. فدخل حلبة المصارعة في سوريا بكل قوة كفرصه اخيرة لبقاء نظامه ومع تدخل الدب الروسي الجارح في الملف السوري ايقنت جميع الاطراف فشل مشروعها في سوريا و رويدا رويد بدأت أمريكا في الرجوع للخلف خطوات .. وبدأت تفكر في التخلص من كل أدوات السيناريو الناعم لمشروع الفوضي الخلاقة في المنطقة . فدفعت اوردغان الي مخالب الدب الروسي للتخلص منه فقام برعونته بإسقاط طائرة القوة العظمي الثانية في العالم عسكريا .. وعندما قامت روسيا بالتكشير عن انيابها لمعاقبة تركيا . بحث اوردغان عن أحضان حلف الناتو المنتمي إليه فهرب منه ذلك الحضن . فايقن ان دوره شارف علي الانتهاء وأيضا نظامه …. فتراجع عن التدخل في سوريا خوفا من الفتك به … هنا جاءت لحظة الحقيقة والتخلص من اردوغان . قام الجيش التركي بالثورة عليه وبالتخطيط مع اطراف كثيرة في العالم علي رأسهم امريكا. وخرجت الدبابات في الشوارع وحلق الطيران علي كل الأهداف . وتم قصف مقر الفندق المتواجد فيه اردوغان وكان قد تم ابلاغه من احد اجهزة مخابرات العالم وتقريبا روسيا بمحاولة اغتياله وثورة الجيش فخرج من الفندق قبل قصفه بدقائق . وأعلن الجيش حكمه للبلاد . ومعظم الطيران اف 16 صناعة أمريكية.. فجأة وجد الطيارين أنفسهم لا يتحكمون في تحديد الأهداف لقصفها وكثيرا من الطيران أسقط بفعل عوامل تقنية .. وعطلت حركة الطيران في الجو وأصبحت الدبابات والجنود بدون حماية او غطاء جوي . هنا دعا اوردغان أتباعه ومليشياته بالخروج الي الشوارع وقد رأي الجميع ماذا حدث من سحل وقتل وإذلال وذبح أيضا …وتم إحباط ثورة الجيش من أمريكا والغرب . وهنا مكمن الحقيقية .. فقبل القضاء علي اوردغان ونظامه لابد أن يتم القضاء علي إنجازات اوردغان ونظامه الذي صنعها الغرب .. فكما أراد الغرب أن يستخدم رعونة واندفاع وحمق اردوغان .لتدمير الدول العربية والمنطقة .. وجد أيضا الغرب وأمريكا ان تلك الصفات هي الأنسب لتدمير تركيا وإضعافها . فنجاة اوردغان من محاولة الاطاحة بيه هو سيناريو قوي بتركه في الحكم كمسمار في جسد تركيا لتمزيقها . وفعلا خلال ساعات من بعد ثورة الجيش عليه قام اوردغان بالقبض علي عشرات الالاف من جميع مؤسسات الدولة بزعم أنهم من اتباع كولن .. وهم في الحقيقة اصحاب الفكر العلماني والتنوير ل أتاتورك … وفي غضون أسابيع أصبحت تركيا تترنح تحت جنون اردوغان فتم سحب كثيرا من الاستثمارات وامتنعت السياحة . ووقفت عجلة التنمية . والتصدير للخارج وتراجعت تركيا في التصنيف التنموي من المرتبة 17 الي المرتبة 48 عالميا..ودخل اردوغان في صراع مع كل اطياف المجتمع .. ومع اكتمال المهمة الموجود من اجلها وهي تحطيم تركيا سوف تكون نهايته مع جماعته هي نفس مشهد سحل لجنود في الشوارع عندها سوف يتذكر الجميع ان حلف الناتو قد ثار لكرامته ولجنوده الأتراك ….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com