متابعة رينيه رأفت
“الباليه” في شوارع القاهرة المزدحمة وحاراتها العتيقة مبادرة أطلقها فنانون مصريون في مناطق العاصمة المصرية القديمة، وخروجاً عن قواعدها ومبانيها العتيقة.
الفكرة قد تبدو غريبة، لكنها تشكل اندماجاً بين الفن والعمارة، جعل القاهرة تبدو أجمل، وجعلت من قيمة هذا الفن النخبوي أقرب إلى حياة الناس العاديين. فكيف استقبلها المصريون؟
بلا منطق
بلا قيود، وفي خروج عن المنطق، قرر المخرجان محمد طاهر وأحمد فتحي رسم لوحة فنية يشتبك فيها فن الباليه مع ما تحمله مصر من تراث فني ومعماري، في شكل فني راقٍ.
يقول فتحي لـ “هافينغتون بوست عربي” إن الفكرة “جاءتنا بعد أن رأيناها في أكثر من مكان خارج مصر، وهي تقوم على الفن في الشارع، خاصة أننا في مصر لا يوجد لدينا فن الشارع”.
في المناطق الشعبية
ويضيف، “لأننا نحاول الوصول إلى الأماكن الجميلة، فقد قمنا بالتصوير في مناطق شارع المعز والحسين ووسط البلد والمعادي، ونفكر في النزول إلى بعض المناطق الشعبية، لكن ربما يتم ذلك مستقبلاً”.
وتعاون الشابان مع الراقصات المحترفات بدار الأوبرا المصرية بسنت أبوباشا ونور الجزار ومريم الجبالي باتفاق شخصي، يقضي بتصوير المشاهد المذهلة التي لاقت رواجاً كبيراً على الشبكات الاجتماعية.
“اخترنا الباليه لأنه فن رقيق وهادئ على عكس شوارع القاهرة، التي تحمل جمالاً مختلفاً في شكل شوارعها وعمارتها، هذا التضاد، جعلنا نفكر في المشروع”.
وأسس طاهر وفتحي حساباً للفكرة عبر انستغرام بعنوان ballerinasofcairo ، ونشروا فيها الصور التي تم التقاطها مع راقصات باليه محترفات.
“نستيقظ صباحاً، وننزل الشارع للتصوير دون تخطيط للأماكن أو الوقت، هواية نحبها ونمارسها دون خطط، وما نريده فقط الاستمتاع بالتصوير في الشارع”، هكذا قال فتحي.
الفكرة لم تكن من أجل الترويج لمصر سياحياً، كما انتشر على الشبكات الاجتماعية، لكن أصحاب الفكرة لا يمانعان في أن تستخدم في هذا الغرض.
وأضاف فتحي، “لم يكن في بالنا في البداية أنها دعاية للسياحة، كنا نريد في البداية نقوم بهذا الفن فقط، وفكرنا فقط في أننا نريد النزول للتصوير خصوصاً أننا مخرجين سينمائيين، ونقوم بالتصوير الفوتوغرافي”.
في المحافظات
#راقصات_باليه_في_القاهرة كان الهاشتاغ الأكثر تداولاً عن الفكرة، أسسه مستخدمون لموقع فيسبوك، كما اعتمد أصحاب الفكرة على استخدام هاشتاغ #BallerinasofCairo عبر انستغرام من خلال صفحتهما عبر موقع الصور.
ويؤكد فتحي أن فكرة التصوير مستمرة، “سنصور في أماكن أخرى كثيرة في القاهرة، ونتمنى أن يحدث نفس الأمر خارج القاهرة ليس عن طريقنا، ولكن من خلال الشباب الموجودين في المحافظات الأخرى”.
مضايقات من المارة أو الأمن؟
يؤكد فتحي أن الأمور في الشارع مرّت بسلام، وهو ما لم يتوقعه، “فلم يحدث أي مضايقات من المارة أو تعرض لنا أو للفتيات، اكتفوا بالمشاهدة وكان يصيب بعضهم الذهول، كما سألنا بعض المارة عن ماذا نصور؟ وهل يوجد تصاريح للتصوير أم لا؟”.
ويختم فتحي بالإشارة إلى أن السلطات الأمنية لم تتعرض لهم، ولم يحدثهم أحد بسوء.
