fbpx
تحقيقاترياضة

بعد أن تلطخت الدماء بجدارها.. الإرهاب يصل إلى مرقد آباء الكنيسة الأرثوذكسية بالإسكندرية

 

متابعة : نورا نصيف 

أش أ

تعد الكنيسة المرقسية بالإسكندرية التي طالتها يد الإرهاب اليوم من أقدم الكنائس في مصر وتقع بحي المسلة قسم العطارين ولها مدخلان الأول بشارع كنيسة الأقباط. والثاني من شارع النبي دانيال قرب محطة ترام الرمل وميدان سعد زغلول.

وكانت الكنيسة منزلا لشخص يدعى إنيانوس ودعا القديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية إلي بيته حيث تعمد هو وأهله ثم حول بيته هذا إلي كنيسة في حياة مارمرقس الرسول نفسه بين عامي 60، 68 م. وعند استشهاد مار مرقس دفن في موضع أسفل هذه الكنيسة وأصبحت من بعده عادة دفن الآباء البطاركة الاسكندريين مع جسد مار مرقس إلي جواره.

وبين عامي 539 إلي 540 م أصدر الإمبراطور جستنيان أمرًا بالاستيلاء علي جميع كنائس مصر، ونفذ الأمر بشدة في مدينة الإسكندرية فأخذت جميع كنائسها من يد أصحابها الأقباط المصريين وسلمت إلي أصحاب المذهب الخلقيدوني من الروم، وبذلك صارت في حوزتهم زمانًا طويلًا، وعندما فتح العرب أرض مصر بقيادة عمر بن العاص 644 م. أصدر أمره بعودة البابا بنيامين ( البابا رقم 38) بعد اختفائه من وجه الروم مدة 13 عامًا كما سمح للأقباط باسترجاع كنائسهم التي سلبها منهم الروم، وقسمت كنائس الإسكندرية بين الأقباط والروم فخص الأقباط كنيسة القمحة (و تسمي باسم الملاك ميخائيل، والمعلقة، قيصريون) وخص الروم دير أسفل الأرض الذي هو موضع الكنيسة المرقسية الحالية، قبل أن تعود إلى ملكية الأقباط الأرثوذكس.

وأعاد البابا خرسطوذولس تدشين الكنيسة المرقسية في عام 1046 م.، فأعطاها اسمًا جديدًا وهو اسم “مار جرجس”، وظل هذا الاسم هو المتداول عنها في كل الكتابات والمخطوطات إلي عام 1800 م. وربما لكي ما يكسبها هذا الاسم الجديد وضعًا جديدًا فلا يأخذها الروم، أو لأنه كانت للأقباط كنيسة أخري باسم مار مرقس، هي كنيسة أخري باسم مار مرقس، هي كنيسة المعلقة، إلي جوارها، في الشمال الشرقي منها، والتي صارت هي الكاتدرائية الكبرى الفعلية للأقباط بالمدينة من القرن السابع الميلادي.

وفي عهد الحملة الفرنسية (1800 م.)، تهدمت الكنائس الثلاث التي كانت موضع الكنيسة المرقسية، ومر وقت علي الأقباط في الإسكندرية لم يكن لهم كنيسة يصلون فيها، ونقلت آثار هذه الكنائس إلي كنيسة مار مرقس بمدينة رشيد.

وفي عام 1804 م. قام البابا مرقس الثامن بتجديد كنيسة القديس مارمرقس وفي سنة 1818 م. قام البابا بطرس السابع الجاولي ( البابا رقم 109) بعمارة كنيسة مار مرقس، بعدها هدمت الكنيسة التي بناها البابا مرقس الثامن في الموضع الحالي للكنيسة القائمة الآن. وكان المعلم صالح عطا الله قد أخذ فرمانًا بعمارتها من محمد علي والي مصر، وكرسها البابا بطرس الجاولي ومعه القديس الأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية والبحيرة.

وفي سنة 1869 م، قام أراخنة الإسكندرية واهتموا مع الأنبا مرقس مطران البحيرة في عهد البابا ديمتريوس (البابا رقم 111) ببناء الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية بدلًا من مبناها الصغير السابق. وتم البناء سنة 1870 م. وعثر أثناء الحفر علي مقبرة الآباء البطاركة الأوائل.

وظلت هذه الكنيسة التي بنيت سنة 1870 قائمة حتى آلت قبابها للسقوط، فاتخذ قرار بهدمها في 19 يناير سنة 1950 م وتجددت في عهد البابا يوساب الثاني واحتفل في 25 سبتمبر 1950 بوضع الحجر الأساسي للكنيسة الجديدة. وفي 9 نوفمبر سنة 1952 قام البابا يوساب الثاني بتدشين الكنيسة في حفل تاريخي كبير.

وفي عهد البابا الراحل كيرلس السادس (البابا رقم 116) أقيم بالكنيسة مذبح رابع باسم مار مينا بالدور العلوي فوق الجناح القبلي للكنيسة تم تدشينه في يونيه سنة 1963 وفي عام 1968 تم إعداد مزار مار مرقس السياحي المؤدي إلي مقبرة البطاركة أسفل الكنيسة في الركن الغربي القبلي منها.

واهتم البابا الراحل شنودة الثالث (البابا رقم 117) بالكنيسة وجرت فيها توسعات عديدة لتليق بمكانتها في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com