متابعه : كارولين سمعان
تقدم المحامي سمير صبري ببلاغ إلى المستشار نبيل صادق النائب العام ضد الشيخ أحمد كريمة أحد علماء الأزهر الشريف.
وقال صبري في بلاغه أفزعني أن أقرأ كلامًا في إحدى الصحف، صباح يوم الأربعاء 13 يوليو، للدكتور أحمد كريمة، فالدكتور كريمة يروى فيما يصفه بأنه حديث عن الرسول _عليه الصلاة والسلام_ أنه قال إن أمته سوف تقف أمام ربها يوم القيامة ثلاثة أصناف، صنف سوف يدخل الجنة بغير حساب، وصنف سوف يخضع لحساب يسير ثم يلحق بسابقه، ثم ثالث سوف يأتي وقد ارتكب أفراده ذنوبًا مثل الجبال الراسيات فيسأل عنهم الله تعالى وهو أعلم بهم فيقال لله هؤلاء عبيد من عبادك فيقول ربنا تعالى حطوا عنهم ذنوبهم واطرحوها على اليهود والنصارى ثم أدخلوهم الجنة، فما معنى هذا الكلام ؟ معناه أن مسلمًا من بيننا يمكن أن يرتكب جرائم وذنوبًا بلا حصر وأنه سوف يأتي القيامة بذنوبه وجرائمه هذه ليحاسبه خالقه عليها فإذا بها بنص الحديث مأخوذة منه وموضوعة في ميزان شخص آخر يهودي أو مسيحي، وإذا بصاحبنا الذي جاء محملاً بذنوب وخطايا ارتكبها هو قد دخل الجنة لأن شخصًا آخر لا علاقة له بالموضوع من أوله لآخره قد حملها عنه لا لشيء سوى أنه يهودي أو مسيحي، هل هذا كلام يقوله ويردده عاقل وهل عدالة السماء تقبل بظلم من هذا النوع وهل يمكن أن ينطلي علينا معنى كهذا في وقت نقرأ فيه في القرآن في كل صباح ما معناه أن اليهود أهل كتاب سماوي مثلنا تمامًا وأن المسيحيين مثلهم وأن السماء قد خاطبتهم من خلال موسى عليه السلام، ثم عيسى عليه السلام بمثل ما خاطبتنا من بعدهما بمحمد عليه الصلاة والسلام ؟! ، هل يتقبل أن الله تعالى الذي وصف ذاته بالعدل في أسمائه الحسنى يمكن أن يقبل أن يحمل شخص خطيئة عن شخص آخر لمجرد أن الذي عليه أن يحملها يهودي أو مسيحي ؟، وهل يقبل رسولنا الكريم بظلم كهذا لشخص يهودي أو مسيحي .
وأضاف في بلاغه، كما قرأنا عنه عليه الصلاة والسلام يقف لجنازة اليهودي إذا مرت به فإذا نبهه أصحابه إلى أنها ليهودي راح يتطلع إليهم في دهشة وهو يقول ما معناه إنها جنازة لإنسان نعم إنه إنسان وهذا يكفى جدًا، ما ذنب اليهودي أو المسيحي في جريمة أو خطيئة ارتكبها شخص مسلم وعليه هو وحده لا غيره أن يحملها لا أن يحملها عنه سواه، إن ما نسبه كريمة للرسول علية الصلاة والسلام يصطدم اصطدامًا مباشرًا مع عقولنا التي خلقها الرحمن ومع مقاصد ديننا العليا التي تعلمناها من قرآننا الكريم ومن أحاديث نبينا الشريفة وكلها لا تتكلم عن شيء سوى عن السماحة والكرم والنبل والجمال والقيم الرفيعة بشتى أنواعها ثم عن العدل باعتباره القيمة الأعلى في التعامل مع جميع الناس بصرف النظر تمامًا عن دين كل واحد فيهم.