متابعه : كارولين سمعان
مقترح البدرى ضيف، عضو مجلس النواب، بأول طلب لبناء كنيسة بقرية «سلام»، مسقط رأس البابا شنودة، بمحافظة أسيوط، طبقًا لقانون بناء وترميم الكنائس الجديد، تحمل اسمه تخليداً لذكراه وعرفاناً وتكريماً، لابد أن يمتّن بالتفاف المسلمين من حوله، تبرعاً، وتأسيساً، على أن تقام على أكتاف وبأيدى المسلمين، إذا شئنا تجليس المواطنة على أرضية وطنية. هذا هو الرد الشعبى المعتبر على الهجمة السلفية العقور على المسيحيين أخيراً، تخيل عبدالمنعم الشحات السلفى يحرم على العامل المسلم إقامة الكنيسة، فلنبنها نحن المسلمين ونعلِ المنارة ونعلق الصليب وندق الجرس لإخواننا المسيحيين، هذا من قبيل المواطنة الحقة وتأسيساً على ما درج عليه آباء هذا الوطن قبل أن يُنكب بالسلفيين. وأقترح على النائب المحترم «البدرى» أن يدعو إلى اكتتاب شعبى من قرية «سلام» لإقامة كنيسة البابا شنودة، وليسارع المصريون إلى بناء هذا الصرح الوطنى، وليتنافس المتنافسون، حباً فى الوطن وحباً فى الاسم، وقبلها حباً فى المسيح عيسى ابن مريم، عليه السلام. وعلى السلفيين أن يحذروا غضبة المصريين. إخوتنا فى الوطن تحملوا ما لا يحتمله مسلم على دينه، هل يحتمل مسلم ما فاه به الشحات أخيراً وإهانته للديانة المسيحية والقول بأنها «منسوخة»، إذا لم يكن هذا ازدراء للأديان فما هو الازدراء، وأين قانون الازدراء؟! السلفيون لن يحكموا مصر من أعلى المنبر، ولابد من ردعهم بالأعمال لا بالأقوال، وليعلموا أن إهانة المسيحيين فى ديانتهم هى إهانة للمسلمين فى ديانتهم، واستباحة المسيحيين لن تكون طقساً عادياً، الماكينة السلفية درجت على الازدراء العمدى للمسيحية، طلباً لاحتراب طائفى، وإذا ناولهم المسيحيون بالرد من نفس طينة الاجتراء، سيسيئون إلى دين الغالبية، والمسيحيون لا يرتضون الإساءة لإخوانهم فى الوطن، ويحترمون دين الأغلبية، احتراماً دينياً ووطنياً، ولا يطلبون سوى الاحترام المتبادل، لماذا يصر السلفيون على ازدراء المسيحية؟! لم يطلب المسيحيون فى قانون بناء الكنائس أن يشارك فى بنائها مسلمون، حتى يخرج السلفيون من غيابات الجب ليحرموا على العامل المسلم إقامة الكنيسة، تحس أن هناك تربصاً سلفياً، ومحاولة حثيثة لبث الفرقة بين المسلمين والمسيحيين. الغريب أن السلفيين يتكلمون بلسان المجموع المسلم، والمصريون جميعاً لا يقفون عند سفاسف قولهم، ومن المسلمين من رفض قانون بناء الكنائس على أرضية المواطنة ويطلبون بديلاً «قانون بناء دور العبادة الجامع»، تجسيداً للمواطنة، ومنعاً للتمييز الذى هو عين وعبادة السلفيين. من برهامى إلى الشحات يا قلبى لا تحزن، تتعدد الأسماء والظهورات السلفية، والخط الطائفى واضح، من ذا الذى أعطى الشحات ترخيصاً بإهانة المسيحية، وكيف يصمت القانون الذى سجن إسلام بحيرى وفاطمة ناعوت ويهدد بسجن سيد القمنى عن هذا الشحات؟!. الشحات وأمثاله يفتحون علينا باب جهنم عامدين، تخيل: شاب مسيحى متحمس لديانته رد بمثل ما يقول الشحات على مسيحيته، هل يحتملها مسلم على إسلامه؟.. إذا كان الشحات وبرهامى والتابعون يظنون أنهم فوق القانون أخشى أن شباب المسيحيين لن يصمتوا على هذه المتوالية من الإهانات، وإذا حدث فستكون ناراً وقودها الناس والحجارة. بناء كنيسة البابا شنودة بأموال المسلمين وبأيديهم عمالا ومهندسين تطوعا وحبا فى الله وفى الوطن- هو الرد الشعبى على الاستقواء الذى يمارسه السلفيون على المسيحيين. كمسلمين لسنا أقلية ليحكمنا السلفيون، والمسيحيون ليسوا أقلية بين المصريين، الصمت على هذه الإهانات لأصحاب الديانات الأخرى يحتاج إلى تدخل من الدولة المصرية. ليست دولة السلفيين ليمارسوا فيها هذا الاستقواء البغيض، كنيسة البابا شنودة عنوان للوطن، تبرعوا لبناء الوطن قبل بناء الكنيسة.
نقلا عن المصري اليوم