fbpx
اخبارمنوعات

ثورة 1952في قلب افريقيا

ثورة 1952في قلب افريقيا

منذ ان بدات بعض الحركات في قلب افريقيا تتمخض عن ثورة حادة ضد الاستعمار الذي ما زال جاثما على صدورهم منذ زمن بعيد، ورغم ان فكره الاستعمار قد تلاشت منذ فتره طويله نتيجه موجه من التحرر سادت العالم كله في فتره ما ، وشهدتها دول ضخمه كالهند ومصر والجزائر وبعض البلاد الافريقيه كالنيجر ونيجيريا والصومال واثيوبيا وموريتانيا وتشاد ، هذا ليس حصرا بتلك الدول بل امثله يضاف اليها دول كثيره في جنوب شرق اسيا مثل كمبوديا وفيتنام وهكذا،  والذين يطلقون على هذه الحركه انقلابا عسكريا او حراكا مجتمعيا ، ويستحضرون فكره الربيع العربي لوجود وجه للشبه بين ما حدث، وهذا خلط معيب وخلط سيء متعمد، فالربيع العربي قد تأسس على فكره الفوضى الخلاقة التي اخترعها وقدمها للعالم فريق العمل مع جورج بوش الابن، ، والذي تميز بانه فريق من الصقور الذين اعادوا فكره اقتصاد الحرب ذلك الاقتصاد الذي يتغذى على الحروب، فتبرز امريكا وكأنها هي التي لديها امانه وواجب اعاده بناء تلك الدول، فتستفيد هي وحدها من هذه الدول سواء عن طريق الحرب او عن طريق اعاده الاعمار مثلا والتسليح والبناء الأمني
اما الربيع العربي فكان عباره عن تنشيط للفوضى الخلاقه لكي تظهر في تلك البلدان وتجعلها تابعه لامريكا بطريقه او بأخرى بتلك التوازنات والتوائمات مع بعض القوى التي تتسم صراحه ووضوحا بالعماله لبلاد غير البلاد التي ينتمون اليها ودليل الفوضى الخلاقه بدون ابداع واضح وجلي وعلينا ان ننظر الى سوريا والى ليبيا والى العراق والى اوكرانيا وما انتهت اليه حركات ما سمي بالربيع الغربي او العربي في تلك البلدان وهو ادى في كل الاحوال الى ان تسود قوه غير التي يبتغيها اهل هذه البلاد وان تسود قوه لا تعمل لمصلحه بلادها ولكنها تعمل فقط للدول التي تريد اخضاع تلك البلاد ان عاجلا او عاجلا لها ولكن اذا اردنا ان نشبه ما يحدث في دول افريقيا نحن كمصريين لدينا الافضليه والافضليه لدينا تكمن
في كوننا قد شهدنا واستمتعنا بنتائج ثوره 23 يوليو 1952 والعاشقين للعهد الملكي قد يسرعون بالقول انها اتت بنتائج لم يكن يرغبها احد او يعددون الاخطاء التي ارتكبتها الثوره واثرت سلبا على المصريين
انا لن اقول انها ثوره عظيمه او ما شابه رغم انها عظيمه ولكن اذكرهم بقول للشاعر بيرم التونسي يقول ولا شفت جدع متعافي وحافي وماشي يقشر خس تلك كانت الحال فالثوره قامت لان المصريين لا ينعمون بخير بلادهم او بثرواتها وانما ذلك الخير وتلك الثروه تذهب الى اخرين يستمتعون بها ويلقون بما تبقى منها الى عموم المصريين لدرجه انه كان من مهام الثوره واحد اهم اهدافها اضافه الى التعليم والصحه محاربه الحفاء فلقد كان اغلب الشعب لا يمتلك حذاء وعليه كان هناك ما يسمى بشركة باتا الذي انتج احذيه تغطي احتياجات المصريين بحيث لا يصبح هناك حفاء في هذا الوطن تلك ملحوظه بسيطه عن الذين يمجدون العصر الملكي الفخم لاصحابه فقط فالحفلات الرهيبه والعاب القمار التي كان يعشقها الملك وحاشيته كانت لهم اما المصريين فكانوا يزرعون ولا يحصدون يعملون ولا يحصلون على ناتج من اي من ما يصنعونه ومن هنا كانت الثوره هي استرداد لحقوق المصريين المسلوبه منهم بحيث تعود لهم بطريقه او باخرى هذا هو نفسه الذي يحدث في افريقيا فلنتصور مثلا تلك الثوره في النيجر التي تمد فرنسا دعونا نختصر مزايا تعامل فرنسا مع النيجر في ان النيجر وحدها تمد فرنسا بحوالي 75% من احتياجاتها للطاقه وللصناعه وحوالي 35% من احتياجاتها الغذائيه ومن الزراعات وتمدها ايضا ببعض الاشياء الاخرى اللازمه للتصنيع من المواد الخام فوسفات كوبالت منجنيز نحاس وهكذا تلك التي جعلت فرنسا عاصمه للنور ولا تحرم من ان تكون دائما منيره بينما النيجر التي تمتلك كل هذا لم يعن لفرنسا او يخطر ببالها ان تنشئ محطه واحده للكهرباء تنير هذا البلد المظلم او تنشئ مدارس وجامعات لهؤلاء الشباب الذين تستهلكهم تلك الدول في بلادهم باخذ مقدراتهم وثرواتهم بعيدا عنهم وان هاجروا اليها استفادت منهم في اردأ الاعمال واصعبها واسواءها ذلك هو الاستعمار الحقيقي الذي قاومته ثوره 23 يوليو وكانت تلك الثوره ملهمه لكثير من الدول الافريقيه التي حذت حذو مصر فالكثير يسالون لماذا قامت مصر بمساعده تلك الدول لانه حسب المثل البلدي ان كان جاري في خير افرح له ولو جاري في سوء سوف يمسني هذا السوء عاجلا ام اجلا فكان المبدا والمذهب هو التحرر من تلك الهيمنه لتلك الدول وقد اتبعته دولا اخرى عديده وكانت تساعد بعضها البعض حتى تنقى عن تلك المساوئ تلك هي نفس الفكره التي قام باستغلالها شباب النيجر والان الجابون فهم قد علموا يقينا ان هناك دولا كثيره تنعم بثرواتهم ومقدراتهم بينما هم لا يمتلكون اي شيء منها وان تلك الدول رغم ذلك الفيض من الخيرات الذي ينهال عليها لم تكلف نفسها مشقه بسيطه جدا وهي محاوله رفع مستوى حياه هؤلاء الناس في بلادهم على مدار 50 عاما فلو انها في كل عام انشات ثلاثه مدارس لاصبح لدى اي دوله من هؤلاء 150 مدرسه كبيره او 150 مستشفى او 150 محطه للطاقه والكهرباء تلك هي المساله ببساطه فلكي لا يتصور احد ان ما حدث هو نزوه وانقلاب كتلك التي كانت تحدث سابقا هو الى حد بعيد بعيدا عن الصواب هو ما يحدث الان صحوه ثوره وحراك اجتماعي ضخم مثل الذي حدث في مصر 52 وحدث في مصر 2015 هي تلك الحقيقه الغائبه بمعنى ان الشعوب لم تنزع الى الفوضى الخلاقه لكي يخلق فصيل يبيع البلد ولكن هي خلق لجيل يصحو واعيا بما يجب ان يحصل عليه حقا ويقينا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com