” أحمد ويوسف” صديقان جمع القدر بينهما برباط عجيب، كانا يسكنان بقريتين متجاورتين، وتزاملا في مراحلة التعليم الثانوي. حتى في الدراسة الجامعية التحق أحدهما بكلية التجارة لكن بعد عام دراسي حول إلى كلية زميلة “الحقوق”.
أما الافتراق الحقيقي، فجاء عندما ثرِيت أسرة أحدهما، وفقُر آخر بعد وفاة والده، التحول المادي كان مبررًا يساور عقل الثاني لقتل صديقه، والاستيلاء على ماله.
المتهم توفى والده ولم يكمل الثامنة عشرة من عمره، تدهورت بعده حالة الأسرة المادية، وأصبحت أمه عائلهم الوحيد تعمل بهمة عالية لتوفير متطلبات أبنائها وتجميع الأموال لاستكمال بناء منزل؛ تمهيداً للانتقال من مسكن أسرة زواجها، أما المجني عليه، فكان والده أحسن حظا وأوفر رزقا تجمع لديه من المال الكثر، فبنى به منزلا فخما، وأنشأ مصنعًا لتعبئة الولاعات.سخر والد الضحية كل ممتلكاته لإرضاء لابنه الأكبر، كل طلباته مجابة أهداه سيارة بمناسبة اجتيازه مرحلة الثانوية العامة يذهب بها لدراسته الجامعية؛ كان حلم والده أن يلتحق ابنه بالنيابة العامة.
السبت قبل الماضي استدرج يوسف طالب بكلية الحقوق، صديقه أحمد الطالب بذات الكلية “شعبة إنجليزي” بدعوى شراء سيارة، بصحبة آخرين وبمجرد وصولهم إلى منطقة نائية اعتدوا عليه بعصا خشبيه وقام بخنق زميله وألقوا جثته في مصرف مائي قبل أن يستولوا على هاتفه المحمول ومبلغ مالي كان بحوزته.
قبل الواقعة بأسبوعين طالب المتهم- المجني عليه بقضاء بعض الوقت على مقهى بمدينة الزقازيق، وأصر على أن يدفع ثمن المشروبات “دفعت 150 جنيها حساب المشاريب عشان أوصله أن معايا فلوس ويطمن لي،” بحسب اعترافات المتهم أمام ضباط مباحث مركز الزقازيق”.
أثناء جلوسهما وصديقي المجني عليه بالمقهى، طالبهم المتهم بالبحث معه عن سيارة “عايز أشتري عربية، كل يوم عربية تتخبط مني وهي بالإيجار”، فسأله أحدهم “معاك كام” ليرد سريعا “معايا 200 ألف”، وبعد نقاش طويل استقروا جميعاً على الذهاب لمركز الحسينية “تعالى عندنا العربيات رخيصة”.
مساء الخميس قبل الماضي أخبر المجني عليه أحد أقاربه أنه سيذهب إلى مركز الحسينية، حيث مسقط صديقه، لشراء سيارة للمتهم، يوضح أحد أقارب الضحية، صباح يوم السبت الماضي وعلى غير العادة ذهب المجني عليه إلى الكلية بعدما أقنع والدته أن اليوم دراسة احتياطية وأن الإجازة ألغيت هذا الأسبوع.
العاشرة صباحا هاتف الضحية، المتهم الذي انتظره في قرية الشبانات المجاورة لمسقط رأس الضحية، استعداداً للتوجه لشراء السيارة.
الثانية عشرة ظهرا هاتف الضحية صديقه الذي ينتظرهما لمعاينة سيارة بمعرض شخص يعرفه “تعالوا هنشوف العربية ونرجع البيت، أمي جهزت الغدا” بحسب اعترافات المتهم.
عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساء نفس اليوم، الضحية لم يعد بعد إلى المنزل، بدأ القلق يسيطر على أسرته، خاصة بعدما فشلوا في التواصل معه “هاتفه مغلق”.
خرج والده وعدد من أهالي قريته يبحثون عنه في المستشفيات ومراكز الشرطة، في تلك الأثناء تذكر أحد أقاربه أنه أخبره بالذهاب لشراء سيارة لصديقه يوسف.
بعد فترة توصلوا إلى صديقه الذي كان ينتظرهم في مركز الحسينية، وبسؤاله أخبرهم أنه كان ينتظرهم وأن آخر اتصال بينهما كان ظهر اليوم، يوضح أحد أقارب الضحية، توصلنا لصديقه “المتهم” وبسؤاله أنكر معرفته مكان الضحية “كان معايا الساعة 10 الصبح ومعرفش راح فين”.أبلغ الأهالي المقدم أشرف ضيف، رئيس مباحث مركز الزقازيق، الذي تمكن من ضبط المتهم وبمواجهته في البداية أنكر، وبعد وضعه داخل حجز المركز اعترف “يا باشا نطلع المكتب ونتفاهم” بحسب أحد أقارب الضحية والذي حضر مع رجال الشرطة.
أقر المتهم بارتكاب الواقعة، واعترف بقيامه بالاتفاق مع كل من “أحمد.ع”، عامل، و”محمد. أ”، طالب بالمرحلة الثانوية الصناعية، ومُقيمان بالزقازيق على استدراج المُتغيب عقب خروجه من الدرس بادعاء شراء سيارة بقصد سرقته، وتوجهوا إلى طريق فرعى بترعة الشبانات، حيث قام الثالث بالتعدي عليه بالضرب بعصا على رأسه فسقط أرضاً، وقاموا سوياً بخنقه فأودوا بحياته، واستولوا على هاتفه المحمول، وحافظة نقود بها مبلغ مالي قدره 500 جنيه، وتخلصوا من جثته بإلقائها بترعة الشبانات.
تحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.