أمام اكثر من مليار كاثوليكي أعاد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى الواجهة رحلة السيد المسيح ووالدته إلى مصر قبل نحو 2000 عام، بعدما قام بمباركة مسار العائلة المقدسة، وهي الأولى من نوعها التي تقوم بها الكنيسة الكاثوليكية الأكبر في العالم، مما يفتح الطريق أمام أكثر من مليار مسيحي لزيارة مصر.
وكان كل من السبد المسيح وهو طفل مع أمه السيدة مريم العذراء ويوسف النجار الذي ظل وفياً لها من بين كل بني إسرائيل ، انطلقوا في رحلة هروب من هيرودس الملك الذي حاول قتل المسيح الطفل، فهربت به مريم ويوسف النجار إلى مصر.
وخلد “إنجيل متى” بالكتاب المقدس هذه الرحلة، التي بدأت من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش، فوصلوا إلى بابليون أو ما يُعرف اليوم بمصر القديمة، ثم تحركوا نحو الصعيد، حيث اختبأوا هناك فترة، ثم عادوا للشمال مروراً بوادي النطرون، واجتازوا الدلتا ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث أتوا، ويُعرف خط سير هذه الرحلة برحلة العائلة المقدسة.وهذا الحدث هو الأفضل في تاريخ مصر الحديثة من المنظور السياحي ، وعلي الحكومه المصرية أن تقوم بوضع خطة كبيرة تعتمد علي الناحية التسويقية ، وكيفية مخاطبة الخارج بما يتوافق مع أهمية تلك الرحلة المقدسة من المنظور الديني لهم ، ومع الاعداد الكامل من توفير البنية الاساسية ووسايل الترفية القرب من نقاط مرور الرحلة واماكن تمركزها ، اقترح ان يتم تشكيل لجنة متنوعه تضم رجال اعمال وخبراء سياحة وتسويق واثار وتاريخ وأمن تحت قيادة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ، لوضع خطة شاملة قصيرة وطويلة الامد ، لكيفية الاستفادة من ذلك الحدث الذي اعلن عنه بابا الفاتيكان ، والذي سوف يبدأ العمل به في بداية يناير 2018 ،وأهمية ذلك الحدث لا يقتصر علي جانب السياحة الدبنية فقط ، بل يمتد الي ابعد من ذلك وهو البعد السياسي والثقافي ايضا ، فإن تم التخطيط الجيد من جميع الجوانب لكيفية الاستفادة من اعتماد بابا الفاتيكان الحج المقدس لمسيحي العالم لرحلة العائلة المقدسة الي مصر ، فسوف يكون هناك ثقل سياسي ثقافي معنوي لمصر امام دول ومنظمات العالم المختلفة ، ومن هنا لابد ان نقدم التحية والشكر لمن خطط وعمل علي خروج هذا الحدث الي دائرة العمل وعلي راسهم وزير السياحة المصري.