رغم التجريف الذي أصاب المجتمع المصري بقوة خلال حقبة السادات ومبارك والانهيار الشبه كامل لمنظومة الثقافة والمعرفة المصرية واختفاء الكوادر التي تمتلك مقومات رجال الدولة في كل مناحي الحياة وهروب من يمتلك تلك المقومات وانزواءه عن المشهد تماما بسبب حالة التلوث التي أصابت الثقافة المصرية في مقتل لكن يبقى عدد قليل من جيل الوسط يناطح حالة اللا ثقافة ويحاول أن يناضل من أجل المحافظة على جينات موروثات الثقافة المصرية. ومن هؤلاء الدكتور عماد جاد. فهو ليس حامل رسالة ثقافية سياسية فقط بل رسالة وطنية مكتملة الأركان. فمعظم النخبة القبطية التي ظهرت على الساحة المصرية في الآونة الأخيرة تم تصنيفها ثقافيا واجتماعيا بشكل ايدلوجي في تقديمها للساحة الإعلامية والثقافية وذلك يرجع إلى عدة عوامل وتغيرات اجتماعية وثقافية أصابت المجتمع المصري. ولكن الملاحظ انه ظل عماد جاد القبطي خارج هذا التصنيف والذي ساعده على ذلك رؤيته وطريقة تعامله مع الأحداث الوطنية المختلفة فهو مترفع ومتجرد في تعامله مع جميع القضايا القبطية فلا يتاجر بها من أجل مشهد اعلامي أو مكسب شخصي فأنا أعلم أنه يتدخل في كثيرا من القضايا القبطية المثارة لكن بشكل خفي وبروح المواطنة بعيدا عن النعرات الطائفية الجوفاء. تعاملت معه منذ سنوات ووجد فيه ما ينتقص النخبة وهو التلاحم مع احساس المواطن ورؤيته الثاقبة للحدث من قلب الشارع لم يكن قلمه حبيس مكتبه المكيف أو علاقاته سجينة المصلحة فهو صديق ومتاح للقاصي والداني بإمكانك مقابلته في أي وقت أو التواصل معه. يتكلم لغة الجميع لا تجد صعوبات في التعامل معه فهو البسيط المثقف المدرك الواعي المتواضع. له رؤية وطنية واسعة لقضايا الوطن لا يعارض من أجل الظهور ولا يؤيد من أجل التملق. فهو دائما له وجهة نظر وطنية متلاحمة مع مصلحة الوطن فقط. في الآونة الأخيرة تدخل بروح المواطنة في مشكلة الفتاة مارينا المختطفة وتواصل مع بعض الجهات في الخفاء كالعادة من أجل مساعدة أسرتها البسيطة في إرجاع بنتهم وأعلن طبقا لبعض المعلومات قرب رجوعها وعندما تأخرت الفتاة عن الرجوع لأسباب أمنية تحافظ على سلامة الأسرة وحياة الفتاة. هاج وماج عليه سماسرة وتجار المشاكل القبطية والذين هم أقباط أيضا. لمحاولة احباطه وإبعاده عن الساحة لكي يتسنى لهم ممارسة سمسرتهم في تلك القضايا والمتاجرة بها دون دخول طرف نزيه موثوق به من كل مؤسسات الدولة يستطيع التعامل مع الأحداث بروح المواطنة التي تحتاجها مصر في الوقت الحالي.
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق