مجدي ملك …. الصلد .. وانياب الفساد
ظاهرة ربما غريبة ان يفرض نائب برلماني نفسه بقوة علي الساحة المصرية ويصبح حديث القاصي والداني .. وتتعلق الانظار به كامنية قلب لكثير من المصريين بأن يظهر رجل قوي يخترق دهاليز الفساد .. دون ان يستطيع أحد تركيعه أو اسكاته أو تحبيده..وهنا لابد لنا أن نحلل تلك الظاهرة من حيث الأسباب والدوافع والنتائج أيضا…
مجدي ملك .. خرج من قاع المجتمع فهو إبن النجع والقرية والحاره.. تكوينه الثقافي والاجتماعي والسياسي . هو تكوين مصري خالص لا غش فيه . لم تتدخل عوامل تعرية الفساد في شخصه ..صعوده الي البرلمان وقيادته للجنة تقصي الحقائق وفرض نفسه علي المشهد الإعلامي والساحة المصرية جاء نتيجة لغرائز طبيعية تدخلت في مكونات شخصيته تلك الغرائز كما ذكرنا هو انه ابن لثقافة النجع والقرية والحاره… فتلامسه وتلاحمه مع الأرض بما انه فلاح الأصالة والتكوين . جعله صلد.. قوي ..محارب . عنيد..بجانب امتلاكه لأدوات ومهارة القيادة . وذكاءه الاجتماعي . واتزانه النفسي .. كل ذلك عوامل مساعده جعلته عزيز النفس . متشبع الضمير. فلم تستطيع الاغراءات المتنوعه التي عرضت عليه من الفاسدين أن تغير موقفه بل زادته صلابه وإصرار … فاستكمل المشوار ولم يتراجع او يضعف بتشجيع من كافة طوائف الشعب له… هنا وما ذكرته الأسباب والدوافع التي أوجدت مجدي ملك..
والسؤال هنا لماذا من الصعوبة ظهور مجدي ملك آخر داخل مؤسسات الدولة .. الإجابة . تلك المؤسسات هي مربط حصان الفساد في مصر .. لأن حقبة السادات ومبارك هي تلك الحقبة التي انهزمت فيها مصر وركعت امام مغريات الفساد.. وبما ان دوافع الانتهازية والتسلق والمحسوبية والتملق والتصلف هي من كانت وراء صعود معظم من هم في مشهد الحكم وادارة مؤسسات الدولة فلا يمكن ان يكون وسطهم مجدي ملك اخر … بل هم من يمارسون الفساد ويحامون عنه والأخطر من ذلك .. بان الفساد اصبح ثقافة لديهم ولدي المؤسسات الحاكمة وتم تقنينه والعمل به …. هنا خطورة الوضع في مصر .. ليس الفساد او الفاسدون .. بل تقنين ثقافة الفساد .. لتصبح أسلوب إدارة … والتخلص من ذلك …. انا لدي دراسة عن مشروع قومي تعالج كل الأوضاع الإدارية والتنموية بمصر .. وذهب لبعض المسئولين لكن للأسف اقتنائه الفاسعدون وأصبح أسير ادراج مكاتبهم
