التهمت النيران ملايين القطع النادرة داخل متحف البرازيل الوطني، بعد 200 عامًا ظل خلالها شامخا وسط المدينة البرازيلية الشهيرة، لتنتهي قصة مركز ثقافي وتراثي ضم ما يقترب من 20 مليون قطعة آثار.
ونشب الحريق –الذي لم يسفر عن وقوع إصابات بشرية، لكن الخسارة التي لحقت بالعلوم والتاريخ والثقافة البرازيلية كانت فادحة بحسب المشرفين عليه- بعد إغلاق المتحف الوطني في ريو دي جانيرو، أمس الأحد، ويُعتقد أن الحريق دمر معظم مقتنياته التى يبلغ عددها ما يقرب من 20 مليون قطعة أثرية.
ولم يتضح على الفور كيف بدأ الحريق، في المتحف المرتبط بجامعة ريو دي جانيرو الاتحادية ووزارة التعليم، الذي جرت فيه عمليات صيانة في السنوات الأخيرة، فيما أشارت تقارير إلى أن رجال الإطفاء لم يكن لديهم المياه الكافية لمكافحة الحريق.
يضم قطع أثرية مصرية
تم تشييد المتحف قبل قرنين، ويضم المجموعات المميزة من بينها قطع أثرية مصرية، مثل المومياوات والتوابيت والتماثيل والمنحوتات الحجرية، وأقدم حفرية بشرية عثر عليها في البرازيل، وأكبر نيزك تم اكتشافه في البلاد، وتضمن أيضًا مجموعة التاريخ الطبيعي عظام الديناصورات وهيكلا عظميا بشريا يبلغ عمره 12000 عام لسيدة تعرف باسم “لوزيا”، وهو الأقدم في الأمريكتين.
وكان يعرض أيضا قطعا تاريخية منذ وصول البرتغاليين في القرن السادس عشر وحتى إعلان الجمهورية في عام 1889، بالإضافة إلى أرشيف ضخم حول مجتمعات البرازيل الأصلية، كما تم عرض أعمال فنية ومصنوعات يدوية من العصر اليوناني الروماني ومن مصر أيضا.
خسائر لا تقدر بثمن
ووصف رئيس البرازيل ميشيل تامر، خسائر المتحف بأنها “لا تقدر بثمن”، مضيفا “إنه يوم مأساوي لعلم المتاحف في بلدنا، خسرنا مائتي عام من البحث والمعرفة في العمل”، بالرغم من أنه قاد حملة التخفيض في ميزانية البحث العملي والتعليم كجزء من حملة تقشف أوسع.
كارثة تتحملها الحكومة
على صعيد آخر، حمل نائب مدير المتحف لويز دوارتي الحكومة مسؤولية الكارثة، بسبب “فشلها في دعم المتحف والاعتناء به”، قائلا: “بذلنا جهودا كبيرة مع حكومات مختلفة من أجل الحصول على الحد الأدنى من الموارد، للحفاظ على ما تم تدميره بالكامل الآن”، وأردف: “مشاعري مختلطة بين الغضب الشديد والرعب مما حدث”.
وللمصادفة، كانت إدارة المتحف قد وقعت اتفاقية مع بنك التنمية التابع للحكومة البرازيلية، لتجهيزه بوسائل الوقاية من الحرائق، لكن الكارثة وقعت قبل تنفيذ الاتفاق.
واعتبر بعض البرازيليين الكارثة تعبيرًا عن بقية أزمات بلادهم، من زيادة جرائم العنف لمعدلات مرعبة، وآثار الركود الاقتصادي الذي خلف أكثر من 12 مليون عاطل عن العمل.
خسارة فادحة لمصر والعالم
من جانبه، قال أمين عام اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولي للمتاحف الدكتور عبد الرازق النجار، إن مصر والعالم فقدوا آثارا ومعلومات تاريخية مهمة في واقعة حريق المتحف الوطني البرازيلي في ريو دي جانيرو والذي تبلغ مساحته 13 ألف متر مربع ويضم حوالى 20 مليون قطعة أثرية متنوعةمعربا عن تضامن اللجنة مع البرازيل في تلك الخسارة التاريخية الفادحة.
وأعرب “النجار”، عن أمله فى أن يكون المتحف به قاعدة بيانات مسجل عليها بيانات وتفاصيل القطع الأثرية للحفاظ على المعلومات التاريخية لتلك القطع المهمة باعتبارها تراث عالمى لا يقدر بثمن-بحسب تصريح له بوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الإثنين-.
وطالب بتبنى مشروع طموح لإنشاء قاعدة بيانات لجميع الآثار المصرية الموجودة بطريقة قانونية مثلما يوجد فى المتاحف المنتشرة فى كل أنحاء العالم لمتابعتها والحفاظ عليها وإتاحتها للباحثين والدارسين، لافتا إلى أن انجلترا طبقت بالفعل هذا المشروع على آثارها لحمايتها، مشددًا على أنه من حق مصر من خلال سفارتها والمراكز الثقافية المنتشرة فى دول العالم متابعة الحالة التأمينية للمتاحف التى بها آثار مصرية