ذات يوم تعرضت كوكب الشرق أم كلثوم إلى نوبة اكتئاب حادة، واضحة في كل شئ، ظهرت في ملامحها، ونبرات صوتها، وتعاملها مع من حولها، فقد اعتكفت في بيتها ورفضت استقبال الناس والخروج حتى لحديقة بيتها كما اعتادت، وأصبحت لا ترد على التليفونات ولا تستمع إلى الموسيقى.
لاحظ الكاتب الصحفي مصطفى أمين هذا الحزن الواضح على أم كلثوم، و تساءل كثيرا، ما الذي حدث لها لتصل إلى هذا الحال؟ هل هو مرض؟ ولكن لو مرضت أم كلثوم تمرض معها مصر كلها.
وبحث أمين عن السبب حتى وصل اليه، لقد منعت الإذاعة أغنياتها، وظهرت شائعة بين الناس بسرعة البرق، بأن السيدة جيهان السادات هى التي منعت
أغانيها، بسبب الصراع على لقب سيدة مصر الأولى، فأمسك مصطفى أمين سماعة التليفون وطلب جيهان السادات، وحكى لها عن اكتئاب أم كلثوم ومرضها، وعن الشائعات التي يرددها الناس، فأقسمت له أن كل هذا الكلام هو شائعات مغرضة، وأنها ستتوجه في الحال لزيارة أم كلثوم في بيتها، ودعوتها للعشاء خارج المنزل.