” دقلو ” ينعي أبناء السودان ويحذر من خطورة الانقسامات .. ويدعو للتسامح وثقافة الاختلاف
نعى ” محمد حمدان دقلو “- نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الشهداء من أبناء السودان الذين سقطوا في ولاية النيل الأزرق ودارفور وشرق السودان . وقال ” دقلو “- في بيان صحفي صادر عنه اليوم – :” أترحم أولاً على كل نفس أزهقت بغير حق في النيل الأزرق ودارفور وشرق السودان وفي الخرطوم وكل بقعة من بقاع هذا الوطن العزيز “. أكد ” دقلو “- في بيانه – أن السودان تمر بظروف صعبة للغاية ، هي الأخطر في تاريخها الحديث ، وأزمات تُهدّد وحدتها وسلامتها وأمنها ونسيجها الاجتماعي، وتفرض علي الجميع وقفة أمينة وصادقة مع النفس، وتحملاً للمسؤولية الوطنية والأخلاقية. حذر ” دقلو ” من انتشار الانقسامات والصراعات وروح العنصرية والكراهية بين أبناء الوطن ، فضلاً عن قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق وحرم الله المساس بها ، مؤكداً أن هذه الأفعال ستقود البلاد – حتماً – للانهيار، مشدداً على أنه ورجاله لن يكون جزءاً منه ولن يصمت أو يسكت إطلاقاً عن كل ما يهدد البلاد وإنسانها. دعا ” دقلو ” كل القوى السياسية والاجتماعية للتضامن والتكاتف ضد المخططات الداخلية والخارجية التي تتربص بالبلاد، مؤكداً أن تحكيم صوت العقل ضرورة ، لنبذ كل أشكال الصراع غير المجدي الذي لن يربح فيه أحد غير أعداء الوطن ومن يتربصون به شراً. طالب ” دقلو ” كل قوى الثورة والقوى السياسية الوطنية للإسراع في الوصول لحلول عاجلة تؤدي لتشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي. وقال ” دقلو “: ” لن نتمسك بسلطة تؤدي لإراقة دماء شعبنا والعصف باستقرار بلادنا، لذا فقد قررنا سوياً إتاحة الفرصة لقوى الثورة والقوى السياسية الوطنية، أن يتحاوروا ويتوافقوا دون تدخل منا في المؤسسة العسكرية، وقررنا بصورة صادقة أن نترك أمر الحكم للمدنيين، وأن تتفرغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية السامية المنصوص عليها في الدستور والقانون. تابع ” دقلو “- في بيانه للشعب السوداني – يقول :” لعلكم تابعتم القرارات التي أصدرها السيد رئيس مجلس السيادة، والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في الرابع من يوليو الجاري، هذه القرارات التي عملنا على صياغتها معاً وعبر تشاور مستمر وبروح الفريق الواحد وبنية صادقة أن نوفر حلولاً للأزمة الوطنية مهما كلفنا من تنازلات “. قال ” دقلو “: ” سأبذل قصارى جهدي لتذليل أي صعاب قد تواجههم في سبيل الوصول لما يخرج بلادنا لبر الأمان “. أكد ” دقلو ” أنه سيعود إلى دارفور مرة آخرى بعد أمضى بها الأسابيع الماضية لمواصلة ما بدأه هناك و تنفيذ اتفاق السلام واستكماله. يوضح ” دقلو ” حجم الخراب الذي عم في البلاد جراء الحرب ، بقوله : ” لقد صُدمت من حجم الدمار الذي خلّفته سنوات الحرب والتهميش هناك، وحجم الصراعات والخلافات بين مكونات الإقليم وانتشار الفقر وسوء الخدمات وغياب الدولة، وقد بذلت جهوداً كبيرة بدأت تظهر نتائجها بصورة مبشرة، لذا سأواصل مع رفاقي الآخرين، العمل الذي شرعنا فيه حتى ينعم كل شبر من بلادنا بالأمن والاستقرار، وحتى تنتهي خطابات العنصرية والكراهية بصورة نهائية “. دعا ” دقلو ” كل أبناء وبنات هذا الشعب لنشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والوعي بتعدّد البلاد وتنوعها وضرورة إنهاء كل أشكال التمييز فيها، فكل البشر متساوون ولا فرق بين جهة وأخرى أو قبيلة وأخرى أو عرق وآخر ، الكل بشر خلقهم الله من طين وسيعودون إليه ليجزيهم الله عن عملهم فيجازي من أحسن خيراً ويعاقب من أساء بآثامه “. تعهد ” دقلو ” بحماية أهداف ثورة ديسمبر وحماية مرحلتها الانتقالية حتى الوصول الى مرحلة تحول ديمقراطي حقيقي ، يقول :” إنني أجدد التأكيد ومن موقع مسؤوليتي الوطنية والأخلاقية، التزامي التام بالعمل من أجل حماية أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، وحماية المرحلة الانتقالية حتى تقود لتحول ديمقراطي حقيقي وانتخابات حرة ونزيهة، كما أؤكد التزامي التام بالعمل مع الجيش السوداني، وكل المخلصين الوطنيين الحاديين للالتزام بمهامنا الدستورية، والعمل على إصلاح المنظومة العسكرية والأمنية، وتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان، بما في ذلك بند الترتيبات الأمنية وصولاً لجيش واحد مهني يعكس تعدد السودان وتنوعه، ويحافظ على أمن البلاد وسيادتها ويصد كل أشكال العدوان ضدها، مجدداً الدعوة لمن يحملون السلاح للانضمام إلى السلام . ختم ” دقلو “- بيانه – بقوله :” عاش السودان حراً مستقلاً، وحفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء. “.