fbpx
اخبارتحقيقات

دهس القطار الطفلة سلوى إيهاب و قالولي سبيها تموت أحسن

دهس القطار الطفلة سلوى إيهاب و قالولي سبيها تموت أحسن

ليلة سعيدة عاشتها «داليا» وابنتها «سلوى» قبل 7 سنوات، حالة من البهجة والمرح سيطرت على الطفلة المدللة لأمها، أثناء تجهيز أغراضهما، استعدادا لمغادرة المنزل في الصباح، لزيارة أحد الأقارب والاستمتاع بالتنزه، لكن اليوم المنتظر لم يكن عاديا، وانتهى قبل أن يبدأ بمأساة حقيقية، على شريط السكة الحديد، حيث دَوَّى جرس القطار بأصواتا مرتفعا، وكأنه يصرخ ويحث الصغيرة، على الابتعداد عن القضبان، لكن سرعة القطار فاقت قدرتها على الاستيعاب والتحرك.

دهس القطار الطفلة سلوى إيهاب، التي تبلغ من العمر حاليا 17 عاما، وأفقدها قدميها أمام عيني والدتها  داليا كامل، التي أصيبت بحالة من الذهول الشديد، في تلك اللحظة التي انخلع فيها قلبها، وتمزقت روحها، لتتحول رحلة التنزه، إلى جوالات «كعب داير» على المستشفيات وعيادات الأطباء، تحمل الأم، ابنتها وتهرول بها مسرعًا في محاولات إسعافها، إلا أن القدر كان محتومًا، خسرت الفتاة قدميها، وظلت عاما كاملا فاقدة الذاكرة، في فراش العلاج، لا تفيق من غيبوبتها أبدًا.

قالولي سيبيها تموت أحسن

قبل استيعاب الأم، لحالة ابنتها الراقدة دون حول أو قوة، صفعتها جملة إحدى الممرضات، التي طالبتها بترك فلذة كبدها للموت أفضل لها، لكن قلب الأم النابض بالأمل لم يتقبل تلك الصاعقة التي اخترقت أذانها، ورفضت الاستسلام، رغم تعرض قدمي ابنتها للبتر، إلى جانب فقدانها الذاكرة، وصدقت اليقين الذي ملء قلبها، بأن ابنتها حتما ستعود إليها، وترد إليها الحياة من جديد.

سنتين علاج وبتر نهائي

لم تنته المأساة بإفاقة «سلوى» من الغيبوبة، إذ خاضت الأم وابنتها في رحلة جديدة شاقة، مع أطباء العلاج الطبيعي والعمليات الجراحية، لعلاج أثر بتر قدميها، وخلال مشقة الجلسات الانتظار أمام غرف العمليات، لم تكف «داليا» عن ترديد جملة واحدة: «أي حاجة تهون عشانها، المهم أنها تتعالج، المهم أنها تكون مرتاحة».

بعد معاناة الجراحة، كانت الأم، أمام مهما صعبة للغاية، ألا وهي شفاء روح ابنتها وإعادة الحياة والطاقة إليها مرة أخرى، وبدأت تبحث عن متنفس لإخراج كبتها ومعالجة روحها، فلم تجد غير الرياضة سبيلًا، إذ اهتدت إلى تدريبها على السباحة، خاصة لعبة «الكيا»، وهي السباق بالقوارب عبر التجديف، التي تناسب ظروف «سلوى».

وصارت «الكيا» المتنفس الأهم للطفلة، والمرمى الأوسع لإحراز الأهداف، وبدأت تقطع الأشواط بقدرة سريعة وكبيرة، حتى حصلت «سلوى» على المركز الثاني على متسوى الجمهورية، ثم المركز الأول في العام التالي، وزاد الإصرار داخلها، حتى صنفت الأولى على مستوى أفريقيا في لعبة «الترياثلون» أو «السباق الثلاثي»، وهي مسابقة متعددة المراحل، تشمل السباحة، وركوب الدراجات، والجري.

تفوقت «سلوى» في لعبة «الترياثلون»، وقبلها في «الكيا»، بمساعدة أمها، التي لم يتسرب اليأس لحظة إلى داخلها، أو تفقد الأمل في أن ابنتها قادرة على العودة للحياة بل والتفوق، إذ كانت «داليا» البطل والجندي المجهول في حياة الصغيرة، التي مدت ليها يد النجاة لتنقذها من موت الروح، رغم فقط سيقان الجسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com