متابعة سلوى الجزيرى
اهتمت الصحف العربية، بنسختيها الورقية والالكترونية، بعدد من القضايا ومن أبرزها قضية إمكانية قيام دولة كردية في العالم العربي وبخاصة عقب تدخل الجيش التركي في سوريا مؤخراً.
وفي الوقت الذي أكد فيه بعض المعلقين أن “المشروع القومي للشعب الكردي الممزق بدأ يتحقق”، شدد آخرون على أن ” “جنين الدولة الكردية قد يخضع لعملية إجهاض خلال أيام قليلة”.
مشروع “بدأ يتحقق”
يقول حافظ البرغوثي في الخليج الإماراتية: “يبدو أن المعضلة الكردية في تركيا وشمال شرقي سوريا وحدت النظامين التركي والسوري ضد الأكراد، وحتى الآن تبدو الغلبة في الحسكة لمصلحة الأكراد الذين يحظون بدعم غربي غير محدود خاصة الأمريكي”.
ويضيف البرغوثي: “الأجندة الأمريكية ترسم خريطة لدولة كردية في شمال شرقي سوريا، وربما تتمدد مستقبلاً في شمال العراق لتتصل بكردستان، ما يعني دولة كردية قوية ترهب تركيا التي يعيش فيها أكبر عدد من الأكراد. فبعد تفاهمات إيرانية تركية أعقبت قمة بوتين وأردوغان، ورسالة تركية نقلت إلى دمشق حول موقف النظام السوري من الأكراد، تلقى الأتراك بارتياح نبأ الغارات التي شنها الطيران السوري ضد قواعد لحزب العمال الكردي التركي وأكراد سوريا في منطقة الحسكة، قبل أن يصلهم الرد من الموفد الإيراني إلى دمشق”.
وفي مقال بعنوان “حل وحيد لكارثة العصر”، يؤكد راجح الخوري في النهار اللبنانية أن الفدرالية قد تكون حلاً مقبولاً في سوريا، مؤكداً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “قد دعا صراحة في الأول من مارس/آذار الماضي إلى الفيدرالية، لكي نتلمس المخرج الوحيد المعقول في سوريا”.
أما عباس الطرابيلي في المصري اليوم فكتب يقول: “المشروع القومي للشعب الكردي الممزق في الدول الخمس بدأ يتحقق بوجود دولة فعلية كردية في شمال العراق ويستمر الحلم في سوريا. وبالطبع في تركيا، أي تركيا تأخذها فكرة ضرب الأكراد سبباً للتدخل في سوريا واقتحام أراضيها… وقد يكون ذلك سبباً في ضم أراض سورية إلى أرض ‘هاتاى لواء الإسكندرونة سابقاً’ لمنع تقدم الأكراد شمالاً داخل جنوب شرق تركيا.. أو غرباً داخل سوريا”.
أوهام ورهانات
وفي الدستور الأردنية، كتب عريب الرنتاوي قائلا “رفعت واشنطن رهانات وتوقعات أكراد سوريا إلى عنان السماء، ثم أنزلتها إلى أسفل درك… ما كان لأكراد سوريا أن يطلقوا العنان لأوهامهم ورهاناتهم، لولا كلام سمعوه، وتعهدات قُطعت لهم من قبل الدولة الأعظم”.
ويضيف الرنتاوي: “ما زالت لدى أكراد سوريا بعض أوراق القوة الهامة، فواشنطن لن تتخلى كلياً عن أهم حليف سوري لها، لكن على هذا الحليف أن يتواضع في مطالبه، لا مركزية ربما، أما فيدرالية وإقليم وتقرير مصير فلا. هذه هي المعادلة الجديدة التي سيجري التفاوض بشأنها، فانبثاق الكيانية الكردية السورية، لا يمس وحدة سوريا فحسب، بل ويطال وحدة تركيا في المقام الأول”.
ويرى مازن حماد في الوطن القطرية أن “جنين الدولة الكردية الذي بدأ يرفس الأسبوع الماضي، توقف الآن عن الرفس، وأنه قد يخضع لعملية إجهاض خلال أيام قليلة”.
ويضيف حمّاد: “يبدو أن تفاهمات بين كبار اللاعبين كواشنطن وموسكو وأنقرة وطهران ودمشق، قد التقت على ضرورة الحد من الاندفاعة الكردية. ويبدو أيضاً أن الأتراك كانوا هم الأنشط عندما لعبوا دوراً حاسماً في طرد داعش والجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني من مدينة جرابلس الواقعة على حدودهم مع سوريا”.
وفي صحيفة الثورة السورية، يتهم حسين صقر واشنطن بأنها “تستثمر الصراع الكردي – التركي بخبث مريب، تحمل عبره الهدايا والجوائز وتوزعها على طريقتها… فأمريكا لا تريد سوى أمراً واحداً هو إبقاء ساحة الصراع مفتوحة وملتهبة”.
نقلا عن البى بى سى