ر.ر
عقد الرئيس السيسي مباحثات على مستوى القمة مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان
وصف الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس السيسي بأنها سياسة جديرة بالاهتمام؛ لأن العالم كله يحترمها على توازنها وانضباطها وعدم انفعالها وأنها ليست جانحة لقوى على حساب قوى أخرى.
وأضاف البرديسي خلال مداخلة هاتفية لفضائية اكسترا نيوز: السياسة الخارجية المصرية منفتحة مع كافة الأطراف حتى الذين أساءوا إلينا، ومصر مستعدة لأن تصفح عن تلك الدولة شريطة عدم التدخل في شئوننا الداخلية والكف عن تلك الإساءات، قائلا:”وأقصد هنا دولتي قطر وتركيا، فمصر سياستها الخارجية زيرو مشاكل”.
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مباحثات على مستوى القمة مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بمقر رئاسة الوزراء ببودابست، وذلك في ثالث أيام زيارة الرئيس الرسمية للمجر.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن رئيس الوزراء المجري استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس صديقًا عزيزًا في المجر، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، ومشيدًا بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر والمجر، مع تأكيد حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين الصديقين على جميع المستويات، لا سيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط وأفريقيا.
من جانبه؛ توجه الرئيس بالشكر لـ “أوربان” على دعوته لزيارة المجر وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدًا بمتانة العلاقات الممتدة بين مصر والمجر ومدى تميزها، والتي ظهرت بشكل خاص خلال اللقاءات المتعددة بين الجانبين، ومعربًا عن اهتمام مصر بتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها في كافة المجالات واستمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما، فضلًا عن تعويل مصر على المجر فى إطار تعميق العلاقات المصرية مع تجمع “فيشجراد”.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد رئيس الوزراء المجري في هذا الصدد بالطفرة التنموية الملحوظة التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا تطلع بلاده لتعزيز الاستثمارات المتبادلة في العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين وإحداث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية المصرية المجرية، خاصةً من خلال مشاركة الشركات المجرية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر.
وفيما يتعلق بالتعاون بين البلدين في إطار تجمع “فيشجراد”؛ أشاد الرئيس بنتائج القمة التي انعقدت يوم أمس بين مصر ودول التجمع، مؤكدًا تطلع مصر لأن تشهد فترة رئاسة المجر الحالية لتجمع “فيشجراد” تطورًا ملموسًا في مجالات التعاون المختلفة مع مصر، وذلك في ظل الخبرات العميقة التي تتمتع بها دول التجمع في العديد من المجالات، خاصةً على مستوى تعظيم التعاون الاقتصادي والقطاع السياحي، ومثمنًا في هذا الإطار التعاون المتنامي بين مصر ودول “فشجراد”، لما يعكسه ذلك التعاون من تماثل في الرؤى حول مجريات الأوضاع الإقليمية والدولية، لاسيما مع حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الساحة الدولية، الأمر الذي يتعين معه البناء عليه لإيجاد تحرك مشترك مع الدول ذات التوجهات المتشابهة، خاصة في مجالات أمن الطاقة والأمن الإقليمي.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد رئيس الوزراء المجري في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي، وكذلك تعزيز جسور الحوار بين الدول الأفريقية والعربية والأوروبية، فضلًا عن جهودها في مكافحة الفكر المتطرف وإرساء مبادئ وقيم قبول الآخر وحرية الاختيار والتسامح.
كما تم تبادل الرؤى فيما يخص تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أشاد رئيس الوزراء المجري بالتحركات المصرية الأخيرة في هذا الملف على أعلى مستوى، وكذا الجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومبادرة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، وقد أكد الجانبان على أهمية العمل في هذا الصدد على تكثيف الجهود الدولية بهدف حلحلة عملية السلام واستئناف المفاوضات، سعيًا نحو تسوية الأزمة الفلسطينية استنادًا لقرارات الشرعية الدولية.
كما تم مناقشة مستجدات قضية سد النهضة في ضوء صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن وما تضمنه من ضرورة امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق ملء وتشغيل ملزم قانونًا خلال فترة وجيزة على نحو يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، حيث أكد الرئيس مدى الالتزام الذي أبدته مصر تجاه مسار المفاوضات وأن المجتمع الدولي عليه القيام بدور مؤثر لحل تلك القضية البالغة الأهمية التي تمس مصالح مصر المائية.