تقارير

عونى سيف يكتب : الرئيس السيسى رجل التحديات و السلام

عوني سيف ، القاهرة.
الرئيس عبد الفتاح السيسي يمثل شخصية فريدة بين رؤساء الجمهورية في تاريخ مصر القريب، حيث تولى قيادة البلاد في مرحلة حرجة ومليئة بالتحديات. تميزت فترة رئاسته ، وفقه الله و أطال عمر فخامته، بالسعي نحو تحقيق الاستقرار والسلام الداخلي والإقليمي، إلى جانب مواجهة صعوبات اقتصادية وأمنية لا تحصى على اصعدة عدة. ويمكن تتبع مسيرته كرئيس من خلال استعراض المواقف والأحداث الموثقة التي شكلت هذه الفترة القريبة منذ توليه.

رجل السلام والاستقرار الداخلي:
* استلام السلطة في فترة اضطراب (يوليو ٢٠١٣ – يونيو ٢٠١٤): بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، تولى الفريق أول عبد الفتاح السيسي، آنذاك كان وزير الدفاع، قيادة المرحلة الانتقالية. كانت مصر تعيش حالة من الانقسام السياسي والمجتمعي، وتصاعد العنف والإرهاب. في ٣ يوليو ٢٠١٣، أعلن السيسي خارطة طريق للمستقبل تضمنت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. وقد سعى خلال هذه الفترة إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، وتجنب الانزلاق إلى حرب أهلية كانت وشيكة جداً. في يونيو ٢.١٤، فاز السيسي بالانتخابات الرئاسية بنسبة كبيرة، معلناً بداية مرحلة جديدة من الحكم.

* مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن القومي: واجهت مصر خلال فترة حكم السيسي تحدياً كبيراً تمثل في تصاعد العمليات الإرهابية، خاصة في شمال سيناء. منذ عام ٢٠١٣، أطلقت القوات المسلحة والشرطة المصرية عمليات واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب وتطهير سيناء من الجماعات المتطرفة. في فبراير ٢٠١٨، بدأت عملية “سيناء ٢٠١٨”، وهي عملية عسكرية شاملة استهدفت القضاء على البؤر الإرهابية في سيناء والدلتا والظهير الصحراوي. وقد ساهمت هذه الجهود في تقليل حدة العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ، وتعزيز الأمن والاستقرار الداخلي.

* إطلاق مبادرات الحوار الوطني: إدراكًا لأهمية الوحدة الوطنية وتجاوز الانقسامات، أطلق الرئيس مبادرات للحوار الوطني. في عام ٢٠٢٢، بدأت فعاليات “الحوار الوطني” بمشاركة مختلف القوى السياسية والمجتمعية، بهدف مناقشة القضايا الوطنية الهامة والتوصل إلى توافقات حول مستقبل البلاد. تعتبر هذه المبادرة خطوة مهمة نحو تعزيز المشاركة السياسية وتوسيع قاعدة التوافق الوطني، بما يساهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي.

* التركيز على التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى معيشة المواطنين: أدرك الرئيس أن تحقيق الاستقرار والسلام الداخلي يتطلب معالجة التحديات الاقتصادية وتحسين مستوى معيشة المواطنين. منذ عام ٢٠١٤، أطلقت الحكومة المصرية العديد من المشروعات القومية الكبرى في مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة والصناعة، بهدف توفير فرص عمل جديدة وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. من أبرز هذه المشروعات: مشروع قناة السويس الجديدة (افتتاح أغسطس ٢٠١٥)، تطوير شبكة الطرق والكباري، إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروعات الإسكان الاجتماعي. تهدف هذه المشروعات إلى تحسين البنية التحتية وتوفير فرص عمل، وبالتالي المساهمة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي وتقليل عوامل الاحتقان.

رجل السلام الإقليمي والدولي:
* دور مصر المحوري في المنطقة: 
تولي مصر بقيادة الرئيس السيسي أهمية كبيرة لدورها الإقليمي والدولي في تعزيز السلام والاستقرار. وقد لعبت مصر دوراً فاعلاً في العديد من القضايا الإقليمية، مثل القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية، والأزمة السودانية.

* دعم القضية الفلسطينية والحل السلمي: تؤكد مصر باستمرار على موقفها الثابت الداعم للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. وقد لعبت مصر دوراً محورياً في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وسعت إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة. في مايو ٢٠٢١، لعبت مصر دوراً رئيسياً في وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل خلال التصعيد الأخير في غزة.و شاركت في حلول تبادل الأسرى بعد ما سُميٓ بطوفان الأقصى.و الآن تسعي لإعادة إعمار غزة.

* دور مصر في استقرار السودان: تولي مصر اهتماماً خاصاً باستقرار السودان، نظراً للعلاقات التاريخية والجغرافية بين البلدين. وقد سعت مصر إلى دعم المرحلة الانتقالية في السودان، وتقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية للشعب السوداني. في أبريل ٢٠٢٣، مع بداية الصراع المسلح في السودان، قامت مصر بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة وإجلاء المصريين العالقين في السودان، بالإضافة إلى استضافة اللاجئين السودانيين الذين وصل عددهم إلى ملايين.

* تعزيز العلاقات الدولية والشراكات الاستراتيجية: حرصت مصر بقيادة الرئيس السيسي على تعزيز علاقاتها الدولية مع مختلف دول العالم، وتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية في مختلف المجالات. وقد شهدت العلاقات المصرية – العربية، والمصرية – الأفريقية، والمصرية – الأوروبية، والمصرية – الآسيوية، والمصرية – الأمريكية تطوراً ملحوظاً خلال فترة حكم السيسي. في عام ٢٠١٥، استضافت مصر القمة العربية في شرم الشيخ، وفي عام ٢٠١٩، ترأست مصر الاتحاد الأفريقي. تعكس هذه التحركات الدور المحوري لمصر على الساحة الدولية وسعيها لتعزيز التعاون الدولي والسلام العالمي.

التحديات المستمرة:
على الرغم من الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية، لا تزال مصر تواجه تحديات كبيرة. من أبرز هذه التحديات:

التحديات الاقتصادية: لا تزال مصر تعاني من تحديات اقتصادية مثل ارتفاع الدين العام، وارتفاع معدلات البطالة، والتضخم. وتسعى الحكومة إلى تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي شامل يهدف إلى تحقيق الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي المستدام.

التحديات الأمنية: على الرغم من تراجع حدة العمليات الإرهابية، لا يزال خطر الإرهاب قائماً، ويتطلب استمرار الجهود الأمنية لمكافحته. كما تواجه مصر تحديات أمنية أخرى مثل الجريمة المنظمة والإرهاب السيبراني، و اجيال الحروب الحديثة.

التحديات الإقليمية: لا تزال المنطقة العربية تعيش حالة من عدم الاستقرار والصراعات، مما يؤثر على الأمن القومي المصري. وتتطلب هذه التحديات استمرار الدور المصري الفاعل في المنطقة للمساهمة في حل الأزمات وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
و تساهم مصر في كل ما يدور بالمنطقة بشكل و آخر لحفظ السلام و التوازن في المنطقة العربية كلها.
حفظ الله مصر و قياداتها و مؤسساتها الوطنية لحفظ السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى