تقارير

عونى سيف يكتب الرئيس يهتم بمؤتمرات الشباب.

شهدت مصر تحولات جديدة على الشعب المصري في تواصل مؤسسة الرئاسة مع الشباب خلال فترة رئاسة عبد الفتاح السيسي، ولا يمكن إغفال دور سيادته البارز في إعادة صياغة العلاقة بين الدولة وشبابها. فمنذ توليه مقاليد الرئاسة، أولى الرئيس السيسي اهتماماً بالغاً بالشباب المصري، ليس فقط من خلال البرامج والمبادرات التنموية، بل أيضاً من خلال إطلاق آلية مؤتمرات الشباب. و برامج تلفزيونية كبرنامج أسأل الرئيس ، الذي استمر فترة، و نتمني وضع هذا البرنامج فى خطة مؤسسة الرئاسة مرة أخري.
قبل عهد الرئيس السيسي، كانت العلاقة بين الدولة والشباب تتسم في الغالب بالبيروقراطية والتواصل غير المباشر. كانت قنوات الحوار محدودة، وغالباً ما تقتصر على المناسبات الرسمية والخطابات العامة. أما المشاركة الفعلية للشباب في صنع القرار فكانت هامشية، مما أدى إلى شعور بالإحباط والتهميش لدى قطاع كبير منهم.
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات قبل عام ٢.١٤ كانت متدنية، حيث لم تتجاوز في بعض الأحيان ٣٠%، مما يعكس ضعف الثقة في العملية السياسية.
في المقابل، جاءت مؤتمرات الشباب لتؤسس لنموذج جديد ومختلف تماماً. فمنذ المؤتمر الأول الذي عقد في شرم الشيخ عام ٢٠١٦، أصبحت هذه المؤتمرات منصة دورية ومنظمة للقاء بين الرئيس ومجموعة واسعة من الشباب المصري، يمثلون مختلف الشرائح والتوجهات. لم تقتصر هذه المؤتمرات على الاستماع إلى وجهات نظر الشباب، بل تعدتها إلى فتح حوارات معمقة حول القضايا والتحديات التي تواجه مصر، وطرح حلول ومقترحات عملية. والأهم من ذلك، أن العديد من هذه المقترحات تم تبنيها بالفعل وتحويلها إلى سياسات وبرامج حكومية.و تميزت مشاركات الشباب بصراحة لم نعهدها من قبل .

تتميز مؤتمرات الشباب الحالية بعدة خصائص :
أولاً، التنوع والشمولية: تحرص المؤتمرات على تمثيل مختلف فئات الشباب، من طلاب الجامعات والخريجين الجدد، إلى رواد الأعمال والمبتكرين، مروراً بالشباب العامل في القطاعات المختلفة. و مروراً بكل شباب أطياف المجتمع، حتى فى لقاء قريب صرح أحد الشباب بشجاعة أدبية أنه لم ينتخب سيادة الرئيس فى الانتخابات الرئاسية السابقة.و وجد قبولاً من الرئيس و بعض المزاح.
ثانياً، التواصل المباشر وغير الرسمي: يتميز الحوار بين الرئيس والشباب بالصراحة والشفافية، بعيداً عن البروتوكولات الرسمية والقيود البيروقراطية.
ثالثاً، التركيز على الحلول العملية: لا تقتصر المؤتمرات على مجرد طرح المشكلات، بل تسعى إلى إيجاد حلول عملية وقابلة للتطبيق، من خلال ورش العمل والمجموعات النقاشية. رابعاً، المتابعة والتنفيذ: لا تنتهي المؤتمرات بانتهاء فعالياتها، بل يتم تشكيل لجان وفرق عمل لمتابعة تنفيذ التوصيات والمقترحات التي تم التوصل إليها.
يمكن الاستدلال على أهمية هذه المؤتمرات من خلال بعض الإحصائيات. على سبيل المثال، أظهرت دراسة استقصائية أجريت بعد المؤتمر الوطني للشباب في القاهرة عام ٢٠١٧ أن ٧٥% من المشاركين يرون أن المؤتمر ساهم في زيادة ثقتهم في الحكومة، وأن ٨٠% منهم يعتقدون أن المؤتمر أتاح لهم فرصة حقيقية للتعبير عن آرائهم. كما تشير الإحصائيات إلى أن نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات الرئاسية الاخيرة ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بالانتخابات السابقة، مما يعكس زيادة الوعي السياسي والانخراط المجتمعي لدى الشباب.
لا شك أن تجربة مؤتمرات الشباب تمثل تحولاً نوعياً في العلاقة بين الدولة والشباب في مصر. فمن خلال هذه المؤتمرات، تمكن الرئيس السيسي من بناء جسور من الثقة والتواصل مع جيل الشباب، وإشراكهم في صنع القرار، وتحفيزهم على المشاركة في بناء مستقبل مصر. على الرغم من أن هذه التجربة لا تزال في بدايتها، إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من الإمكانات والفرص لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لمصر.
إن الرئيس السيسي قد دشّن تقليداً جديداً في التواصل مع الشباب، يرتكز على الحوار المباشر والشفافية والمشاركة الفعالة. هذه المؤتمرات ليست مجرد مناسبات عابرة، بل هي آلية مستدامة تسعى إلى تمكين الشباب وتفعيل دورهم في بناء مستقبل أفضل لمصر. ومع استمرار هذه الجهود، يمكننا أن نتوقع المزيد من الإنجازات والتحولات الإيجابية في مختلف المجالات، بفضل طاقات الشباب المصري الواعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى