متابعه : كارولين سمعان
ماذا حدث لعلاقاتنا الزوجية؟ ولماذا لا تستمر معظم الزيجات؟ .. سؤال يطرح نفسه منذ فترة!!
في رأي خبيرة علم الطاقة الأستاذة نيفين الجمل أن مفهومنا الخاطئ عن كثير من أمور حياتنا بما فيها الزواج هو السبب الرئيسي لفشلها. وأعتقاد البعض أن الطريقة الوحيدة لخوض الأمور هي التجربة والخطأ بلا سابق معرفة، في حين إذا تعرفنا على ما نحن مقبلين عليه وكيفية الخوض فيه والإستفادة من خبرات من سبقونا بما يتماشى مع يومنا الحالي، فإن كل هذا سوف يساهم بلاشك في زيادة معدلات نجاحاتنا.
وتؤكد الأستاذة نيفين الجمل أنكِ سيدتي في حاجة للتعرف على ما هية الزواج، وعلى طبيعتك الشخصية، وأيضا على طبيعة شريك الحياة.
الزواج
الزواج هو الإرتباط بإنسان قررنا أننا نريد ونحب ونستطيع أن نكمل حياتنا معه ونخوضها بإيجابياتها وسلبياتها، بأفراحها ومشاكلها وتحدياتها.
وتؤكد نيفين أن الزواج مسئولية يجب أن نكون واعين بها، فالزواج ليس مصدر للدخل، ولا مهربا من مشكلات في منزل العائلة، وليس صحبة نقدم عليها خوفا من الوحدة، ولا مظهر إجتماعي، ولا وسيلة للحماية. الزواج أيضا ليس مجرد نهاية سعيدة. بدون شك الزواج يوفر العديد من احتياجاتنا ولكن لا ينبغي أن تكون تلبية تلك الإحتياجات هي دافع الزواج.
إفهمي نفسك
الإنسان وطبيعة النفس البشرية سر من أسرار الحياة. فنحن مخلوقات مليئة بالتناقضات. كل إنسان رغم فردية حياته يحصل على نصيبه من التحديات التي ينتج عنها صقل شخصيته وتقويتها للخوض في رحلة ليست سهلة كما يبدو.
ينبغي أن تبني علاقتكِ بنفسك قبل أن تبحثي عن شريك حياتك.. فيجب أن تتعرفى على ما تريدين وما تحبين، على عيوبك ومميزاتك وتتقبليها كما هي أو تصلحي منها إن أمكن. فحين تقابلين الشخص المناسب ستنعكس معرفتك لنفسك وعلاقتك الجيدة معها على علاقتك معه، ولن تسمحي له أو لغيره إلا أن يعاملكِ بإحترام.
إن صدقك مع نفسك هو ما يفتح باب فهمك لنفسك ولشريك حياتك أيضا.. عندما تغضبين مثلا إسألي نفسك عن سبب غضبك الحقيقي؟؟ قد تدهشك الإجابة لأنك قد تكتشفين أن سبب غضبك الحقيقي ليس له أي علاقة بالحدث المباشر الذي حركه، أو أنكِ مثلا لست غضبانة ولكنك قررت أن تعبري عن شعورك بالغضب لسبب آخر.
إسألي نفسك لماذا تخافين من موقف معين؟ لماذا تحبي فلان أو فلانة أو تكرهيهم؟ ولا تنسي أن سر فتح أبواب الحياة هو صدقك في الإجابة على نفسك.
لا أحد يستطيع أستكشاف ذاته وحده.. لإننا مخلوقات إجتماعية، فالإنسان يكتشف ذاته من خلال مواقف الحياة المختلفة، ويتعرف على ذاته من خلال علاقته بالآخرين وخاصة الصادقين منهم. فالصادقين يمثلون مرايا لدواخلنا ويساعدوننا في رحلة استكشافنا لذاتنا. وأحيانا نحتاج إلى اللجوء إلى متخصص للمساعدة في تلك الرحلة.
إفهمي شريك حياتك
كلما ازدادت خطواتنا في رحلة اكتشاف ذاتنا، تحولت خطواتنا تلقائيا لفهم الآخرين من نفس نوعنا، لكن الرجل له طبيعة قد تختلف على نحو ما عن المرأة.
شريك حياتك ليس أنتِ.. الرجل له طبيعة مختلفة عن المرأه ولذا نجد أولى المشكلات أن كل طرف يتوقع من الآخر أن يكون صورة طبق الأصل منه؛ يحب ما يحب ويتصرف بنفس الطريقة في نفس المواقف وله نفس ردود الأفعال، ويشعر نفس مشاعر الآخر تماما في موقف ما. ولأن هذا لا يحدث يتولد لدى الطرفين مشاعر من الإحباط والضيق.
شريك حياتك هو المكمل لك.. الرجل أكثر اهتماما بالأشياء المادية ويميل إلى القوة حتى في ممارسة الرياضات، في حين أن المرأة تختلف تماما وتميل أكثر نحو ما هو رومانسي وجل اهتمامها دائما كل ما هو معنوي، مما يؤهلهم تماما إلى خلق منظومة متكاملة لا ينقصها إلا فهم أننا لسنا صور طبق الأصل من شريك حياتنا وإنما مكملين له. نحن هنا لا نتهمك عزيزتي بأنك أقل واقعية وإنما نشير نحو الطبيعة الغالبة.
عبري عن نفسك بطريقة أوضح.. الكثيرات منا لا تعبرن عن نفسها بطريقة واضحة وتميل إلى استخدام الأسلوب غير المباشر في الحديث وتميل في حديثها إلى استخدام المبالغات والتعميمات وتتوقع من الرجل فهم ما بين السطور، إلا أن الرجل يأخد بالمعنى المباشر ولايتطرق إلى المعاني الخفية ويثير غضبه الإحساس بأنك لا تقدرين أي فعل له. مثال لذلك : (إنت دايما بتعمل كده) (عمرك ما هتتغير).. وما إلى ذلك من تلك التعبيرات الغاضبة والتي تحمل صورة تعميمات وكأنك تنكرين له أي موقف إيجابي.
اعطيه ثقة وتقدير وإمتنان واطلبي منه اهتمام واحترام وآمان.. لإن احتياجاتكِ تختلف عن احتياجات شريك حياتك، تتوقعين منه ما لا يعطي وتعطينه أقل من توقعاته. الرجل له طبيعة مختلفة عنكِ فهو يتوقع منك أن تظهري تقبلك له كما هو بكل مميزاته وعيوبه، وتقديرك لما يفعله من أجلك، وثقتك فيه من أهم ما يطلب الرجل لأنه بها يشعر بأهميته في حياتك وأنك تعتمدين عليه وتثقين بقراراته، كما أنه يأسره إمتنانك لما يفعل من أجلك. ولأنه لايدرك احتياجاتك الحقيقية يجب أن تعبري له بشكل مباشر عنها أو بإظهار امتنانك له حين يقدمها وبتأكيدك أن تلك الأشياء هي ما تسعدك.
لا تقومي بكل الأدوار فيجد نفسه بلا دور أو يحاول القيام بدور لشخص غيرك.. الكثيرات منا تحت وطأة الحياة ومحاولتها لإنجاز كل مهام الأسرة، تستغنى عن دور شريك حياتها في المنزل،وهو الخطأ الذي تقع فيه الكثيرات منا، فيرى الرجل دوره قد تضائل داخل المنزل وانحصر في تلبية الإحتياجات المادية للأسرة أو جزء منها، فيبدأ هو بالتخلي عن كل مسؤلياته. هو شريك في الحياة يجب أن يكون متطلع على ما يحدث في حياة اسرته ومشارك فيه.
عند اختيارك لشريك حياتك لا تواصلي علاقتك لمجرد الرغبة في الإستمرار ولا تحت شعار (بكره يتغير).. كثيراً ما تشهد الفتاة في علاقتها ما يشير إلى أن شريكها غير صادق أو أنه يستغلها ولكنها تواصل العلاقة لمجرد رغبتها في الاستمرار أو لأسباب أخرى، ولكن النتيجة تكون مؤسفة. تخلى عن وهم “الأيام حاتغيره”.
لكن… مثلما نقبل أنفسنا بمميزاتها وعيوبها يجب أن نتقبل شريك حياتنا بعيوبه ومميزاته. ربما تتغير الأمور للأفضل أثناء العلاقة، ولكن لا ينبغي أن نبدأ علاقة مبنية على هذا الأساس. إما أن نستمر في علاقة نستطيع التعايش معها أو لا نستمر.
إذا حاولنا بدء علاقاتنا بداية سليمة سنتوقف عن التساؤل عن ارتفاع نسبة الطلاق في مصر.
هذا الخبر منقول من : جريده الفجر