متابعه : كارولين سمعان
تسبب تمسك جماعة الإخوان الإرهابية بمفهوم الدولة الدينية فى فشل التحالف الذى سعوا لإنشائه بمشاركة عصام حجى، حيث كشف إعلام الإخوان عن تنظيم ورشة عمل فى العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الأيام القليلة الماضية حضرها قيادات إخوانية، وعصام حجى لتأسيس كيان جديد يحمل أسم “وطن للجميع”، لكن تعرض المشروع للفشل لأن المشاركين فى ورشة العمل الأولى طالبوا أن يكون مبادئه “فصل الدين عن الدولة” الأمر الذى رفضه قيادات بالإخوان.
ومن الأمور المهمة التى تهدد أيضا بفشل هذا الكيان، مهاجمة قيادات إخوانية وقيادات بالجماعة الإسلامية للكيان على رأسهم عاصم عبد الماجد، أحد مؤسسى الجماعة الإسلامية.
وزعم “إعلام الإخوان” أن هدف هذه الورشة هو لم شمل القوى السياسية، وتابع: “حضرها كل من: عصام حجى عبر برنامج “سكايب”، وعبد الموجود الدرديرى القيادى الإخوانى، وسوسن غريب منسق حركة شباب 6 إبريل فى أمريكا، والدكتور سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية، ومنذر عليوة القيادى بحزب غد الثورة.
وأشار إلى أن المشاركين أصدروا توصيات تتضمن 10 بنود أبرزها مهاجمة ثورة 30 يونيو، وانتقاد الشرطة والقضاء، كما كشف إعلام الإخوان أن هناك ورش عمل أخرى لهذه الشخصيات داخل أمريكا لاستكمال ما بدأوه.
وكشف عن حدوث حالة من الخلاف بين الحضور خلال الورشة نظرًا لمطالبة البعض جماعة الإخوان بفصل الدين عن الدولة واستنساخ تجربة “إخوان تونس”، الأمر الذى انتقده بشدة عبد الموجود الدرديرى القيادى الإخوانى.
يأتى هذا فى الوقت الذى شن فيه عاصم عبد الماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية، هجومًا عنيفًا على هذا الكيان، وقال فى تصريح له عبر صفحته على “فيس بوك”: “وثيقة (وطن للجميع) التى تسربت عن اجتماعات واشنطن لا تخصنا من قريب ولا من بعيد سواء قبل تعديل بندها الخامس الذى كان ينص على أن مصر دولة بلا هوية أو بعد تعديله”.
وأضاف عبد الماجد فى تصريح له: “حسنا فعل ممثل حزب البناء والتنمية بالانسحاب من الاجتماع معلنًا رفضه الوثيقة، وسمعت أن ممثل حزب الحرية والعدالة فى طريقه لإعلان رفضها أيضا وليته يعجل بذلك، وفى انتظار بيانات حاسمة من الحركات الإسلامية ومن الشخصيات والتيارات الأخرى العاقلة برفض هذا العبث الصبيانى بهوية الأمة”.
وفى ذات السياق، أعلن عمرو دراج، القيادى البارز بجماعة الإخوان، رفضه للوثيقة والكيان الجديد، حيث انتقد فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك” مبادرة واشنطن، قائلاً: “يقوم البعض بالبهتان علينا بأجندة واضحة بدعم من ما يسمى ببيان واشنطن الذى لا نعلم عنه شيئًا”.
كما تبرأت حركة 6 إبريل، من الاجتماعات وورش العمل التى نظمتها جماعة الإخوان مؤخرًا فى واشنطن لتدشين كيان يحمل اسم “وطن للجميع” يحرض ضد مصر، مؤكدة فى الوقت ذاته أنها لا تمانع من المشاركة فى هذه الاجتماعات مستقبلًا.
وأعلنت الحركة فى بيان اليوم الخميس، أنها لم توافق على أى بيانات صادرة فى الخارج وأن حضور أى اجتماعات تنسيقية مع تيارات آخرى يتم عن طريق أعضاء المكتب السياسى فقط، وهو ما لم يحدث فيما سمى باجتماع القوى الثورية فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت: “إذ تتحفظ الحركة على البيانات الصادرة من هذا الاجتماع فإنها لا تنفى احتمالات المشاركة المستقبلية فى اجتماعات أخرى شريطة أن تكون متماشية مع مبادئ الحركة”.
وفى السياق ذاته، قال طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن رفض الإخوان لهذه المبادرة التى خرجت من شخصيات متحالفة معها، خوفًا من إعلان الجماعة الإسلامية الانفصال الرسمى عن التنظيم بسبب هذه الوثيقة وهذا الكيان الجديد، على الرغم من أنها جاءت من واشنطن التى تسعى لإيجاد سبيل لعودة الإخوان للمشهد السياسى.
وأكد القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، أن هذا الكيان الجديد سيحدث حالة تفتت كبيرة فى الكيان الإخوانى، خاصة أن هذه الوثيقة جاءت بأمر من أمريكا للإخوان فى الوقت الذى تشهد فيه الجماعة انقسام داخلى كبير.
وبدوره، شن مصطفى بكرى عضو مجلس النواب، هجومًا عنيفًا على عصام حجى، لحضوره ورشة عمل بوشنطن مع قيادات إخوانية للتحريض ضد مصر.
وقال “بكرى” فى تصريحات لـ”اليوم السابع”: “عصام حجى رجل فقد ظله، وبمجرد إبعاده من منصب المستشار العلمى للرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، أصبح حاقد على كل شىء”.
وأضاف “بكرى”: “مع احترامى وتقديرى لعصام حجى، فهو ليس لديه خبرة سياسية، وليس طرفا فى أى معادلة تستهدف إعادة بناء الدولة”.
وتابع: “عصام حجى أرد أن يلقى بنفسه فى أحضان الإخوان والغرب، وبدأ يلعب دور محمد البرادعى، ظنًا منه أنه يفتح أمام نفسه الطريق الدولى ويجعل لذاته مكانًا فى الخارج ليستخدمه الغرب مقابل تحقيق مكاسب شخصية”.
واستطرد: “هؤلاء – فى إشارة منه إلى حجى والإخوان- ليسوا بالقلة وهم وجوه معلبة فى الخارج تخدم مصالح الغرب وأمريكا”.
وواصل حديثه قائلاً: “البرنامج الذى طرحه الإخوان بحضور حجى ليس مصريًا خالصًا إنما هو لعبة إخوانية الهدف منها التحريض ضد مصر”.