متابعه : رينيه رأفت
لم يكن المشهد الذي جسده الفنان يحيى الفخراني في فيلم «الكيف»، وهو يضحك في سرادق العزاء، مجرد أمر خيالي من وحي المؤلف، وإنما انعكاسًا لحالة يعيشها الكثيرون في تلك الأماكن، وكان الراحل سعيد صالح يتعامل بنفس الشكل في هذا التجمع.
روى الكاتب بلال فضل، في برنامج «الموهوبون في الأرض»، أن الفنان الراحل سعيد صالح قال له في أحد اللقاءات إن أكثر مكان ينفجر فيه بالضحك هو سرادق العزاء، ليس هذا فحسب، بل أنه يلجأ إلى افتعال المشكلات والاشتباك مع بعض الزوار، والذين يبالغون في حزنهم «أكتر من أهل الميت» وفقًا لما ذكره السيناريست.
ورجع «فضل» بذاكرته إلى عام 1996، وبالتحديد في عزاء والد الفنان عادل إمام، وقال: «كان طبعًا العزا مكتظ بالناس مئات المواطنين عشان يتفرجوا على النجوم، وكان عادل واقف في صدر العزا محاط بصديق عمره صلاح السعدني وسعيد صالح، وكان شقيقه عصام ونسيبه المرحوم مصطفى متولي بيستقبلوا الناس في مدخل العزا».
وتابع «فضل»: «المقرئ عمل حركة غريبة جدًا، إنه فضل يتلو القرآن لساعة كاملة دون ما يعمل العرف اللي جرى عليه العزاءات المزدحمة، إن هو يقرأ آيات عشان الناس يخرجوا ويتيحوا الفرص للي داخل»، إلا أن المقرئ أطال في تلاوته ما تسبب في توتر الأوضاع حسب روايته.
في تلك اللحظات تصرف الفنان سعيد صالح بشكل ملفت للأنظار، بعد توجه إلى المقرئ واشتبك معه، وقال حسب ما رواه «فضل»: «انت إيه يا عم مش عاوز تخلينا نساعد الناس إنهم يخرجوا عشان ناس جديدة تدخل».
رغم ذلك استمر المقرئ في التلاوة، وكرر «صالح» تردده عليه، وكان يقول له في كل مرة «قول صدق الله العظيم»، حتى أن صوته كان مرتفعًا حسب رواية فضل، حتى تسبب الموقف في كتمان الحضور لضحكهم بسبب تصرفات الفنان الراحل.
واستدعى الأمر في النهاية تدخل بعض الحضور للفصل بين المقرئ وصالح، والذي كان يحاول أن ينزع «الميكروفون»، ووصف «فضل» المشهد بأنه كان عبثي لم ينسه أحدٌ من الحضور، وعلى رأسهم الزعيم عادل إمام الذي يتذكر الموقف دائمًا حسبما ذكر.
أما عن المقرئ نفسه قال عنه فضل: «الراجل مكمل زي ما تكون جت له حالة إنه شاف الوزراء والحكومة والفنانين، فقرر إنه هو يعني مش هيحظى بجمهور زي ده بسهولة تاني».