لا أعلم متي ومن أين أبدأ حديثي ؟ ، كثيراً أسمع عن مرض الكانسر الذي يطلق عليه البعض باأسم مرض الفردوس لكنني لا أفهم ماهذا المرض ؟ الا عندما أصيب به أبي ، كنت أعتقد إنه مرض بسيط وسيتم الشفاء منه خصوصاً يقولون إن علاجه موجود وهو العلاج بالكيماوي ..كان يوجد أمامي أمل في الشفاء من هذا المرض .. ومن هنا دخلت معهد الأورام وغيرهم بالأضافه إلي الكثير من أطباء الأورام الكبار وشاهدت الكثيرين من المصابين بهذا المرض .. تعجبت بما سمعته من كل حاله .. حيث أصابني الخوف علي أبي وأدركت مدي خطوره هذا المرض و الذي يسميه الواقع مرض الموت .. لم يوجد أمامي وأمام أسرتي غير الصلاه وأنتظار لمسه يد الرب الشافيه ووعود الله من خلال الكتاب المقدس لا أنكر إن كل باب إتسد أعاتب الله فأين أنت من هذا ؟ لكن الغريب
أن أبي الذي يتألم والذي يعاني والذي يشعر بأن أيامه علي الارض قد أوشكت علي الأنتهاء كان يشعر بفرح وسلام ورجاء حيث وسط الألم لم يفارق وجهه تلك الإبتسامه التي تعلمت منها الكثير وكان أول درس كيف أكون مؤمنه حقيقيه أعلم بوجود الله وسط الالام .. وسط هذا بعض الناس يتعرضون لفقدان الأيمان والشك مثل ماقال معلمنا داؤود لماذا تركتي لماذا تحجب وجهك عني الا من يحمل هذا المرض أغلبهم تشاهد عليهم صبر وتحمل ونعمه غير عاديه … البعض يعتقد إنه تم أطلاق أسم مرض الفردوس عليه لأن الألم يكون صعب كثيراً علي الأرض ولكن في الحقيقه من وجهة نظري إنه هو ليس فقط مرض الفردوس بل كل مرض يؤهل صاحبه للإستعداد الحقيقي للقاء أباهم السماوي و خصوصاً من يتحمل هذا بفرح وشكر .
هؤلاء كانوا سبب بركه في حياتنا و كانوا أيضا سبب في تعليمنا دروس هامه في نظرتنا للحياه ونظرتنا تجاه الله .
في الوقت الأخير شاهدت أيضا الكثيرين الذي نشهد عن
إيمانهم وصبرهم وفرحهم وأستعدادهم قبل أنتقالهم لوطنهم الأصلي
جلوري شوكت ، ليديا أكرم ، ومنذ أيام قليله المرنم بيتر مجدي والكثير من الراحلين عنا الذين تركوا لنا سيره عطره نتعلم منها فكل شخصيه تركت أثر كبير لدينا ولدي أسرهم وكل من يعرفهم
الكثير منا يتجهه نحو إنتظار معجزه ولكن هم إتجهوا نحو مكانهم الاصلي وكيف يملئوا أوانيهم بالزيت لمقابله العريس …. زمن المعجزات لم ينتهي ولكن ماأجمل إنتظار الرب … نحن ننتظر الشفاء الجزئي ونغيب عن الشفاء الكلي .. فجميعنا راحلون ولكن من منا عنده إستعداد فهذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله لا، ليتمجد إبن الله به ( إنجيل يوحنا 4:11 )
