متابعه : كارولين سمعان
كانت الترتيبات تسارع الزمن خلف كواليس أجهزة استخبارات 4 عواصم هى واشنطن ولندن وأنقرة والدوحة، لتقسيم كعكة ثروات ليبيا، ثم تقسيم البلاد وتوزيعها جغرافيا بين الجماعات المتطرفة من ناحية، وبين القبائل الكبيرة من ناحية ثانية ، تحت اسماء دويلات عديدة ، ومن ثم ينقرض اسم ليبيا نهائيا من فوق الخريطة الجغرافية .
ساعة الصفر لتنفيذ الخطة ، كان محددا لها عقب احتفالات وأجازة عيد الأضحى، لذلك كانت هناك تحركات ورصد دقيق لهذه الخطة من عواصم أخرى هى القاهرة وبكين وموسكو، وتحركوا على الفور لإعادة نفس سيناريو ثورة 30 يونيو فى مصر ، لتطبيقه فى ليبيا ، خاصة وأن الشعب الليبى ضاق وكفر بكافة الأوضاع ويريد جهة رسمية يلجأ إليها ويحتمى تحت ظلها من نار الإرهاب التى تشعلها جماعة الإخوان وحلفائها داعش وباقى الجماعات التكفيرية.
وكان قرار القاهرة، ضرورة الوقوف بجانب استغاثة الشعب الليبى ودعم الجيش الليبى ليتحمل أعباء نثر الأمن والأمان، فى البلاد ويضطلع بمسئوليته فى الوقوف بقوة للمحافظة على ثروات الليبيين وأرضهم ومقدراتهم من نار التقسيم، ونزع فتيل الحرب الأهلية، طالما أن الشعب يريد.
وبالفعل ، تمكنت القاهرة وبتنسيق كامل مع موسكو وبكين من دعم الجيش الليبى ، وتسليحه ، وحماية إرادة الشعب فى مختلف المدن الليبية ، وإيقاف _وهو الأهم_ المخطط الجهنمي الذى تقوده واشنطن للسيطرة على ثروات ليبيا وتمكين جماعة الإخوان الإرهابية من السيطرة على المناطق النفطية.
الخطة الأمريكية البريطانية التركية القطرية ، كانت ترتكز على السيطرة والاستحواذ الكامل على مساحة 2 مليون كيلو متر مربع ، وتقسيما إلى عدة كانتونات ودويلات ، على تبقى منطقة الهلال النفطى الغنية فى يد جماعة الإخوان الإرهابية . ثم يعقبها ، تفكيك وحدات الجيش والقبض أو قتل ( حفتر) ورجاله ، وإسقاط باقى البلاد فى وحل الفوضى ، وتسخير الحدود مع مصر، لإثارة القلاقل وتصدير الإرهابيين إليها ، وإدخال السلاح ، وإرهاق جيشها وأجهزتها الأمنية ما بين الحدود الغربية ، والحدود الشمالية الشرقية فى سيناء.
وهو ما ظهر فى أغرب وأغبى طلب سياسى من نوعه عندما طلبت واشنطن الجيش الليبى الانسحاب ومغادرة منطقة (الهلال النفطى)، وإعادته لسيطرة جماعة الإخوان الإرهابية وداعش، وهو ما يؤكد صدق معلومات الخطة الجهنمية للتقسيم .
إلا أن القيادة السياسية المصرية ، أثبتت من جديد أنها تتمتع بقدرات كبيرة للغاية ، فيما يتعلق بملف المعلومات الاستخباراتية ، والخداع العسكرى الاستيراتيجى ، والعمل بسرية شديدة ، والدهاء فى اختيار ساعة الصفر ، بعد تأكدها الكامل من أن الشعب الليبى يبحث عن المٌخلص ، فكان التحرك بدعم الجيش الوطنى الليبى، بكل قوة من تدريب وتسليح ومساندة سياسية ، واعتباره الجهة الشرعية بجانب البرلمان فى البلاد، اللذان لهما الحق فى التحدث باسم الشعب الليبى . وتم نسخ كتاب (سلاح السيسى)، وهو المنهج الذى ثبت فاعليته بقوة فى طرد جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانها من المشهد السياسى، بعد اختطاف مصر عاما كاملا ، عادت فيه إلى العصور المظلمة، واندثرت فيه كل عوامل الحياة، وأوقف مخطط الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة المعتوه ( إوباما) وإدارته الرامية لتدمير الأقطار العربية .
وكانت ساعة الصفر، تحرك الجيش الليبى وبغطاء جوى رائع من طائرات ( مجهولة ) تمكن معها الجيش الليبى من بسط سيطرته على منطقة الهلال النفطى، وطرد الجماعات والعصابات الإرهابية منها، وخرج الشعب فرحا ومهللا وداعما لجيشه، وشعوره لأول مرة منذ اندلاع ثورة الخراب فى بلاده ، بأن هناك مؤسسة قادرة على لملمة الوطن وحماية المواطنين، والحفاظ على ثرواته ومقدراته .
وكان مشهد الألاف من الليبيين الذين خرجوا وملأوا الشوارع والميادين ابتهاجا بانتصارات جيشهم ، وقدرته على الردع، ورفعت فيها صور السيسى وحفتر، والتأكيد على أن كتاب ( سلاح السيسى) له مفعول السحر فى القدرة على وقف المخططات ، وأيضا طرد الجماعات المتطرفة من المشهد ، وتطهير البلاد من دنسهم .
والسؤال، نطرحه على هؤلاء المسخفين والمشككين التافهين فى مصر، من كل إنجاز، ودائمى اتهام الشرفاء الداعمين للوطن بالمطبلاتية ، هل الشعب الليبى الذى خرج رافعا صور السيسى فى ميادين وشوارع المدن الليبية أيضا مطبلاتية للسيسى ؟
الحقيقة، أن يوما بعد يوم تتكشف حقيقة أن مصر أصبحت رقما فاعلا فى إعادة استقرار المنطقة، والشقيقة الكبرى المساندة والداعمة للأشقاء، واستقرار بلادهم، وأن جيشها الذى لا يروق للنشطاء والخونة من جماعات التكفير فى الداخل ، هو صِمَام أمان لمصر والأمة، شاء من شاء وأبى من أبى .