fbpx
اخباررياضةمنوعات

لماذا تم تغيير إسم شارع سليم الأول بالزيتون وماهى التسمية المقترحة؟

أعلنت محافظة القاهرة عن تغيير اسم شارع سليم الأول بناءً على ما تقدم به الدكتور محمد صبرى الدالى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، بأنه لا يصح إطلاق اسم أول مستعمر لمصر.
فى البداية، أكد أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة، أنه تقدم بالمقترح منذ 3 أشهر بصفته عضوا فى لجنة التسميات بالمحافظة، وأبدى عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة اهتمامه بها وطلب إعداد مذكرة خاصة، لافتًا إلى أنه تقدم بها يوم الإثنين الماضى خلال اجتماع اللجنة والتى تنعقد بشكل متفاوت من وقت لآخر، موضحًا أن أعضاء اللجنة وافقوا بالإجماع على تغيير الاسم ، وكان هناك تعاونا فى هذا الصدد.

وأوضح أنه استند فى مذكرته أن هناك شوارع كثيرة فى مصر تحمل أسماء أسماء أجنبية كثيرة باعتبارنا مجتمع متعدد و قابل للآخر، مشيرًا إلى أنه رغم التسامح التى تشتهر به مصر مع الآخرين وتستقبل كل دول العالم ، إلا أنه لابد وأن نتوقف أمام بعض الأسماء التى لا نقبل أن تظل هكذا لحكام استعمروا مصر فى يوم من الأيام.

وقال: “مع مرور الوقت وتغير الظروف لا يجوز القبول باستمرارها، خاصة وأن السلطان سليم الأول قام بحل الجيش المصرى، وأذاق المصريين الذل والهوان، ومع ذكرى مرور 500 عام على احتلال العثمانيين لمصر من حقنا أن نطالب بتغييرها”، مضيفا: “السلطان سليم الأول قاد جيشه وحارب مصر، وارتكب كوارث أخرى، وحول مصر من إمبراطورية تضم الحجاز والشام واليمن إلى إمارة تابعة للدولة العثمانية فى يناير 1517، ودمر استقلال الدولة، وحل الجيش المصرى والذى لم يتمكن من استعادة تكوينه مرة ثانية إلا بعد 250 عام من حله، كما أنه أخذ معه بعض الحرفيين المتميزين المهرة وأرباب الصناعات المختلفة إلى اسطنبول”.

وأشار إلى أن السلطان طومان باى أبرز من قاومه، وهو الذى أنصف أهالى مصر، ما دفعه لقتله وتركه 3 أيام معلق حتى بدأت الطيور الجانحة تنهش جثته، وكل الأحداث فى عهده كانت مفزعة للمصريين فى ذلك الوقت.

وعن توقيت إطلاق هذا الاسم، قال “الدالى”: “تم إطلاق هذا الاسم على الشارع فى النصف الثانى من القرن الـ 19 فى عهد خلفاء محمد على، وهو كان مرتبطا بإنشاء منطقة العباسية والزيتون، ولكن بعد ما أصبحت مصر دولة مستقلة فمن الواجب أن نغير هذا الاسم ونوعى المواطنين بحقيقة هذا الرجل الذى قتل عشرات الآلاف الذين لم يحمهم احتمائهم بالمساجد”.

وبسؤال “الدالى” عن الاسم الذى اقترحه لتغيير هذا المسمى، رد قائلًأ: اقتراحى كان باستبدال اسم الشارع بـ”على بك الكبير” خاصة وأنه من الضرورى أن يسمى هذا الشارع باسم ثقيل يكون ندا للسلطان سليم مبررا اختياره لهذا الاسم بأنه أول مملوك مصرى يثأر للجيش المصرى والشعب من خلال عدة أمور تتمثل فى إعادة استقلال مصر و لقب بـ”سلطان مصر وخاقان البحرين والبرين”، فهذا الرجل استطاع أن يهزم الجيش العثمانى ويستعيد الدولة المصرية، حتى تمكن العثمانيين من التخلص منه بالسم”.

وشدد على أن الذاكرة المصرية لابد أن تعى أن هناك أحد يسمى “على بك الكبير”، متسائلا: “ألا يستحق أن يكرم جنبا إلى جنب بشكل موازى مع شارع طومان باى”.

وعن وجود أسماء شوارع أخرى تحتاج للتغيير وإعادة النظر فيها، أوضح “الدالى”: “هناك شوارع أخرى لحكام عثمانيين ظلموا أهل مصر وجنوا على شعبها”، مطالبا المحافظات الأخرى باتباع نفس النهج ومراجعة أسماء شوارعها وليستفتوا مؤرخين فى ذلك “لأنه من جاء ليحتل بلدى فى يوم من الأيام لا يستحق أن أكرمه وأخلد ذكراه”.

وعن مدى ارتباط هذا التغيير بالخلافات السياسية التى تقع فى الوقت الراهن بين مصر و تركيا، قال “الدالى”: ” أنا شخص مبتعد عن السياسة وليس لى علاقة بها، ومتخصص فى التاريخ العثمانى كرجل باحث، ودراساتى منشورة من التسعينيات وأرجو ألا يربط أحد موقفى هذا بأى خلافات فالهدف هو الذاكرة الجمعية المصرية فنحن لا ننسى، و فرض عين علىّ وعلى أمثالى فى تخصصاتهم قيادة هذه التحركات بشكل علمى ليس انتقاما من أحد، ولكن ردا لكرامة المصريين من حكام أذلوا شعبها، وردا لكرامة سلطان دافع عن مصر وأعاد لمصر استقلالها، والتاريخ لا ينسى، والأمر لا علاقة له بالسياسة، ولكن الهوية المصرية والكرامة تستدعى ذلك، فهل يقبل الاتراك أن يطلقوا على أحد شوارعهم اسم السلطان قايتباى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com