قابلنى شاب فى سن اولادى ملامحه قويه ملابسه مهندمه وواضح انها ماركه عالميه ووقف لحظات ثم إقترب منى وقال بصوت مهذب لايخلو من الفخرأنا صديق عند حضرتك على الفيس بوك ومتبع دائم لمقالات حضرتك واؤيدك فى الكثير وأختلف معك ايضاً فى الكثير وأسف لو حعطل حضرتك ثوانى وعندى إحصائيه ياريت حضرتك تنشرها وبصراحه شدتنى جرأته وايضاً لا يخلو من الفخر بنفسى الذى قد يصل للغرور فقد اصبحت بعد ال 60 عاماً صحفياً معروفاً حتى لو من على صفحات التواصل الإجتماعى او فى بريد القراء او فى بعض المداخلات التليفزيونيه التافهه التى اصبحت تستضيف الجاهل والمتعلم وايضاً اصبح البعض يستعير كلماتى وطريقة ادائى فى الكتابه وبصوت تملآه العزه والفخر والغرور طيب مش تعرفنى بنفسك رد بسرعه أنا إسمى ادهم خريج كلية سياسه وإقتصاد بتقدير عام جيد وبدأت انا اتململ ولكنه سارع وقال والدى فى مركز مرموق ووالدتى سيده فاضله ومؤهل عالى واشقائى بالكامل فى مراحل التعليم وكلهم متفوقين دراسياً بمنتهى الآمانه أنا زهقت من المقدمه الطويله وكنت عارف وواثق إن الحديث والإحصائيه ستدور حول ذهاب بطولة الدورى إلى النادى الآهلى وموهبة رمضان صبحى وعدد الآهداف ولن يخلو الحديث عن توقعاتى بنتيجة مباراة الآهلى والزمالك القادمه ولكن خاب ظنى وذهبت توقعاتى ادراج الرياح فبادرنى هذا الشاب بسؤال لم يخطر على بالى مطلقاً وقال لى هل تعرف كم تكلفت للتقديم للوظائف المختلفه سواء فى القطاع العام او القطاع الخاص ؟ وكان السؤال غريباً وغير متوقعاً لى ولم اتخيل مطلقاً ماسيأتى ولذلك بادرته بسؤال غبى جداً وقلت له مش فاهم ؟ فقال لى تقدمت لوظائف كثيره بعد أن رفضت الواسطه من أبى او من اخوالى اصحاب المراكز المرموقه فقد تقدمت لحوالى 80 وظيفه فى إعلانات فى الصحف وكل إعلان يطلب فيش وتشبيه فقد إستخرجت 80 فيش وتشبيه كل واحد ثمنه 15 جنيه يبقى المجموع يعنى 1200 جنيه لآن كل وظيفه الفيش بيستخرج بإسمها ده غير الوقت إللى ضاع وطوابير وإهانه وبهدله وبعدين كل وظيفه طالبه صورة المؤهل والبطاقه والموقف من التجنيد وفى وظائف طالبه كشف عيله وده قصه تانيه خالص يعنى 4 ورقات الورقه ب 50 قرش يعنى 160 جنيه وعند التقديم لو بالبريد ب 20 جنيه حواله يعنى 1600 جنيه ده بخلاف إللى التقديم فيها ب 500 جنيه زى الخارجيه مثلاً او كليات الضباط المتخصصين الدوسيه بحوالى 100 جنيه وضيف عليهم كل مشوار 4 جنيه مواصلات يعنى 320 جنيه وكله كوم والصور ال 4 فى 6 كوم تانى كل يومين اروح اطلع عليه ال 6 صور ب 30 جنيه وكل وظيفه عاوزه 8 صور يعنى حوالى 200 جنيه وبمنتهى الآمانه انا كنت تعبت من الوقفه فقلت له واضح إن الكلام كتير والإحصائيه كبيره تعالى اقعد ولكنه بادرنى بسؤال تانى اصعب من السؤال الآول وقال لى هل تعلم ماهى نتائج كل هذا ؟ونظرت له منتظر الإجابه دون كلمه فقال بسرعه ولاحاجه بالبلدى كده ياعمو ( صفر ) وانا مش زعلان يمكن اكون غير لائق فعلاً بس هى فين المسابقه ولاسؤال ولا إمتحان لغه ولاكمبيوتر ويمكن حتى بيكسلوا يبصوا عليكم ومن كثرة خجلى من ادهم قلت اقفلها فى وشه شويه وقلت له بسرعه هو لازم قطاع عام نظر لى فى سخريه وقال ماهو ده فى القطاع العام والخاص لآنى لما ذهبت للقطاع الخاص قالولى إحنا عاوزين عمال مش افنديه يعنى عاوزين صنايعيه او تشتغل فى الآمن تقف على البوابه وتقيد العربيات اللى داخله واللى خارجه من المصنع لحظتها ياعمو ندمت وحزنت وعرفت أننى بلا قيمه وماتعلمته لاقيمة له وقبل أن اتحدث بادرنى بضحكه مؤلمه وقاللى ماتتضايقش ياعمو انا باشتغل دلوقتى بس كنت كل ماأقرأ لحضرتك اتذكر الآف الشباب إللى لسه بيصوروا ويقدموا ويمتحنوا ولا نتائج ومن فضولى سألته طيب كويس يعنى سعيك جاب نتيجه ضحك تانى بمنتهى الآدب وقاللى لآ ابداً انا رجعت ل بابا زى الكلب وقلتله ( إحنا أسفين ياصلاح ) وهى الجمله الشهيره فى احد الآفلام المصريه وهكذا كانت إحصائية أدهم درساً لى تعلمته على كبر وعرفت كم ظلمنا اجيال جعلنا منهم محجوب عبد الدايم ليموت إلى الآبد على طه ولكنى بعد عودتى لمنزلى وانا حزين ومكتئب ولكنى شاهدت إعلانات محاربة الفساد والواسطه وتمنيت أن يقضى عليها السيسى الذى كل يوم يزداد حمله فالموروثات ثقيله ولكنى اقولها لإبنى أدهم ( إحنا أسفين ياأدهم ) وإحنا أسفين ياكُل ادهم فى مصر واؤكد لك ياأدهم أننا نعلم أن أهم اسباب فشلنا هو تعيين الفشله وعدم نجاحنا سببه أننا قتلنا فيكم الطموح وعدم تقدمنا سببه أننا عودناكم على التواكل وفى النهايه خسرناكم وخسرنا تقدم بلادنا ولكن صدقنى ومن واقع رؤيتى وحتى تجعلنى اشعر بقيمة ماأكتبه ومايوافق على نشره كتاب كبار وصحف رائده أن الرئيس يضع هذا الملف نُصب أعينه ولكنه يحتاج الوقت والجهد والصبر فالكثير من الآغلاط اصبحت حق واصبحت اعراف وسيأتى اليوم التى تزول فيه لتحيا مصر بكم وأنهيت الحديث دون أن يرى وجهى خجلاً من أدهم #مجدى_الزغبى
Magdy Elzoghby
