يتوافق اليوم 11 مارس 2024 مع أول يوم فى رمضان شهر الصوم وأيضا مع بداية الصوم الكبير الذى يسبق عيدالقيامة المجيد لمدة 55 يوما . ولذلك فرسالة (كل عام وأنتم بخير) متبادلة بين المسيحيون والمسلمين . والحقيقة التى لابد أن نقر بها . أن التعايش فى مصر يحتذى به . والكل يحاول أن يتواصل ويرفض التنافر . بل بالعكس نحن كمصريين نحتفل بكل مناسبة دينية أو وطنية دون تفرقة أو غضاضة وكل مظاهر الاحتفال متاحة للجميع . ونحن متميزون بطريقة إحتفالاتنا فلا يوجد شبيه لرمضان فى مصر . فعلا رمضان فى مصر حاجة تانية . فى كل مظاهره الدنيوية والروحانية . فهنا تجد موائد الرحمن فى الشوارع والخيام الرمضانية فى الفنادق والأضواء والزينة وسهرات السحور فى الحسين ووسط البلد وتجمعات الناس . حقيقى تجد البهجة على وجوه الناس . وتملأ الأجواء . على رأى أم كلثوم والشاعر إبراهيم ناجى فى رائعته الأطلال ( تثب الفرحة فيه حولنا )
ناهيك عن التليفزيون ومسلسلاته التى يغلب عليها فى الفترة الأخيرة طابع الردح والبلطجة والافتراء . والتى أفقدتنا الريادة فى مجال من أهم مجالات الثقافة والقوى الناعمة . والغريب أن مايصوره على أنه المجتمع المصرى غير موجود إلا نادرا وأنا أعتبره إساءة لنا . وأتساءل عن دور الرقيب الذى يهتم بأشياء ليست من اختصاصه ويتجاهل أهم مهامه . ولذلك يهرب الناس الى المسلسلات المدبلجة والسورية واللبنانية . ونحن هنا ندق ناقوس الخطر . ولا نغضب منالآخرين الذين يطوروا أنفسهم سواء فى مجال الثقافة أو الرياضة وأعنى بهذا الشيخ تركى .
نعود الى مظاهر الفرح فى مصر التى تملأ أيامنا مثل مولد النبى وعاشوراء وغيرها
من ناحية أخرى نرى التميز فى عيد الغطاس وإرتباطه بالقلقاس ، وأحد السعف ، ورأس السنة المصرية والجوافة والبلح ، كلها أشياء يحتفل بها الجميع وكأنها إحتفالات شعبية وليست دينية مختصة بفئة ما . ولاتجدها إلا فى مصر.
وياليتنا نعود للإحتفال بوفاء النيل وعيد العلم وغيرها .
مصر الشعبية إحتفالاتها كثيرة وكلها تتمصر ويحتفل بها الشعب كله .
وبعيدا عن الفترة الظلامية إياها والتى أخرتنا كثيرا وإرتدت بنا الى التخلى عن الريادة والتميز، فعلينا أن نعمل على إستعادة تلك الريادة ، لأن الكل حولنا يتقدم فى الفكر والسلوك إلا نحن .
كل عام ومصر وشعبها ورئسها فى خير وسلام وأمان . وتحت كلمة أمان حط 100 خط
هانى الجزيرى
