تسعى قارة أوروبا في الوقت الحالي إلى إجراء توسعات بمشروعات الهيدروجين الأخضر، وبالتحديد في قارة أفريقيا، من أجل إعادة التصديره إليها، والذي يلعب دورا محوريا في الحد من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي والوفاء بالالتزامات المناخية الدولية.
كما تتطلع قطاعات مثل النقل الثقيل، بما في ذلك صناعات الطيران والنقل البحري، إلى الهيدروجين كبديل حيوي للوقود الأحفوري، نظرا للقيود التي تفرضها البطاريات الكهربائية في هذه السياقات.
وتضع أوروبا نصب أعينها 3 دول عربية في أفريقيا، ترى أنها مرشحة بصورة كبيرة لتصدير الهيدروجين الأخضر للقارة التي تعاني من أزمة حقيقية في الطاقة، بعد الأزمة الأوكرانية.
مصر.. مشروع بقيمة 428 مليون دولار
فازت مصر بعقد قيمته 428.76 مليون دولار من تحالف “إتش تو غلوبال”، لشراء الأمونيا في مصر، والذي من المتوقع أن ينتج 70 ألف طن من الأمونيا الخضراء، بحسب إعلان من المنطقة الاقتصادية في قناة السويس، في شهر يوليو/ تموز 2024، وفقا لتقارير مصرية.
ويتولى تنفيذ المشروع، شركة “سكاتك” النرويجية، بالتعاون مع شركتي “أوراسكوم” المصرية، و”فيرتيغلوب” الإماراتية.
المغرب
وطلبت ألمانيا استيراد ما يقارب 259 ألف طن من الأمونيا الخضراء المنتجة من المشروع، لمدة 7 سنوات، بدءا من عام 2027 حتى عام 2033.
قدم بنك التنمية الألماني (بنك الائتمان لإعادة الإعمار) قرابة 300 مليون يورو (324.514.500 مليون دولار) في شكل منح وقروض، لدعم بناء محطة للهيدروجين الأخضر في مدينة كلميم المغربية.
ويشمل التعاون بين الجانبين بناء مشروعات طاقة شمسية، وتركيب توربينات رياح، و إنشاء محطة لتحلية المياه لصالح المحطة، ما يعود بالنفع على إنتاج الهيدروجين في البلد الأفريقي.
الجزائر
وافقت ألمانيا على دعم شركة “سوناطراك” الجزائرية بما يقارب 20 مليون يورو، لبناء محطة تجريبية للهيدروجين في مدينة أرزيو، البالغة قدرتها 50 ميغاوات، لتشجيع مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا والاستفادة من مواردها، وفقا لموقع “الطاقة”.
من ناحيته، أكد رئيس مركز معلومات تغير المناخ في وزارة الزراعة المصرية، الخبير الدولي في الاستدامة البيئية والتغير المناخي الدكتور محمد علي فهيم، في تصريحات لموقع “الطاقة”، وجود 4 تحديات رئيسة تواجه مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، هي كيفية نقل الهيدروجين إلى أوروبا، والتمويل الضخم اللازم لإنتاجه، وتوفّر القدرات التكنولوجية والكوادر البشرية المؤهلة، وأخيرا الاستقرار السياسي والاقتصادي في بعض البلدان الأفريقية التي قد تؤثّر في استدامة المشروعات، وتزيد مخاطرها.
وكانت دراسة أجرتها شركة “ديلويت”، في العام الماضي، أشارت إلى أن مصر والمغرب يعتبران قادة عالميين محتملين في “ثورة الهيدروجين الأخضر”.
ولفتت الدراسة، إلى أنه بحلول عام 2050، قد تبرز شمال أفريقيا كمصدر مهيمن للهيدروجين الأخضر، بقيمة تصدير سنوية متوقعة تبلغ 110 مليار دولار، ويستند هذا التوقع إلى نماذج البيانات من وكالة الطاقة الدولية، وإمكانات الطاقة المتجددة الوفيرة في المنطقة، وخاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية.