fbpx
اخباررياضةمقالات رئيس التحريرمنوعات

هانى الجزيرى يكتب فى عيد الأم (أمى وأبى وأختى وزوجتى )

فى ذكرى عيد الأم هذه السنة يكون مر على وفاة أمى 30 سنة تقريبا وعلى وفاة أبى 34 عام

كانا منارة للعلم والثقافة فى وسطنا . تعلمت منهما القراءة . كان منزلنا البسيط يحوى يومياً ثلاث جرائد أكثرهم متابعة جريدة الجمهورية .

وكان إسبوعياً يحوى أكثر من مجلة .أهمها مجلة حواء وكنت أهتم فيها بالقصة التى كانت تنشر لعدة أقلام

أيضاً مجلة سمير ومجلة ميكى ومن بعدها كروان

ثم شهريا كان طبيبك الخاص والسياسة الدولية التى حرص أبى على جمعها فى مجلدات . هذا غير كتب الشعر والأدب والتاريخ والقصص المحلية لأنيس منصور وإحسان عبد القدوس وطه حسين وكتب عبد القادر المازنى .

وشعر جرير والفرزدق عرفته من منزلنا وليس من منهج ثالثة إعدادى . بالإضافة الى كل روايات الأدب العالمى مثل ترويض النمرة وأنا كارنينا .

المهم أن القراءة فى بيتنا كانت كالشاى والقهوة التى كانا يحبها والدى ولكنى لم أحبها قط فكان نهمى للشاى فقط

وبيتنا كان مزاراً لكل من يريد عمل بحث سواء كان طالباً فى كلية الآداب أو معهد الخدمة الإجتماعية أو من يحضر رسالة ماجيستير . وأحياناً دكتوراه

كان منزلنا مزاراً ثقافياً لما تذخر به مكتبة أبى من كتب ومجلدات قيمة حتى أن أغلب الزيارات كانت للقراءة فتزورنا جارتنا فى العصارى لشرب القهوة وقراءة مجلة حواء والمصور . ويزورنا العم فلان لإعادة قراءة قصة لإحسان عبد القدوس أو يوسف السباعى . وكان أبى يمنع الإستعارة حسبما إستطاع لأن الكتاب الخارج غالباً لايعود .

وكان منزلنا مزاراً تعليمياً . حيث كانت أمى تعطى دروساً أغلبها مجانية لكل أولاد وبنات الحى .

وقد وفرا لى حجرة مستقلة فى سن مبكرة كانت تحوى جزء من مكتبة أبى ضميت اليها أغلب كتب الشعر مع كتب التاريخ وطبعاً كانت الحجرة معلق على حوائطها صور لأغلب المغنيين الكبار أمثال ديميس روسوس وتوم جونز ومارى ماتيو وشارلى بيسى وفريق جاكسون فايف الذى الذى خرج منه أخيهم مايكل جاكسون . مع صورة كبيرة لعبد الناصر وخريطة للعالم .

وطبعاً كنت مستأثراً بالراديو الوحيد الموجود فى البيت . وجدير بالذكر أن أبى وأمى وفرا لى كل مايستطيعوا من وسائل فى حدود إمكانياتهم .

وكانت أختى الكبرى أيضاً تبذل كل مابوسعها لتوفر لى الراحة والهدوء . ولاأنسى لها حينما أكون سهران بالخارج فى الشتاء تفرش لى السرير كى حينما أرجع يكون دافئاً

هذه هى أمى وهذا هو أبى وهذه أختى وفاء (ملاك العائلة)   التى كانت تعاملنى دائماً كأبن لها . رغم فارق السن الضئيل . وأحن قلب على ً رغم كل الظروف . وأحلك الأوقات .

أما زوجتى فهى من العظماء . أم للجميع فهى التى تولت تربية أبنائى حتى وصلا الى مهتدسة ودكتور دون أن تشعرنى بأى تقصير كما إحتضنت أولاد أختها التى رحلت فى عز شبابها وتركت طفلين عامان وعام حتى تخرجا مهندس ومحاسبة .

هذا غير الأجيال التى تخرجت على يديها سواء من مدرستها أو من إجتماع الشباب الذى تترأسه . الا يستحقوا هؤلاء لقب الم المثالية .

كل أم فى منزلها تحتضن أولادها هى ام مثالية .

كل جدران تحوى أسرة مهما بلغت درجة الرقى والغنى أو البساطة والفقر . داخلها أم مثالية

الأم المثالية  تجدها فى القصر وفى الكوخ

الأم المثالية موجودة فى الشرق وفى الغرب

كل أم تبكى إبنها وتتحمل فراقه سواء كان شهيداً أو غير شهيد هى أم مثالية لأن لهفة الأم على أولادها هى أعلى مراتب الحب والحنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com